أما آن لهذا الفارس أن يترجل !

أما آن لهذا الفارس أن يترجل !
سمع الجميع بخبر اغتيال المجاهد أسامة بن لادن وكان مفاجأة لم يتوقعها أحد ، بالذات بعد أن كدنا ننسى أن هناك شخص يدعى أسامة بن لادن ، ومن منا لايعرف من هو أسامة بن لادن؟!
لأنه ذلك الشخص الذي إختار أصعب الطرق وأقساها ،في الوقت الذي كان بإمكانه أن يحيا مترفا منعما كباقي أفراد أسرته الكبيرة ،والتي تعتبر أحد أغنى العائلات في العالم .. كثر هم من يتساءلون ما بال هذا الإنسان الذي أضاع عمره وماله الكثير في عنت وشقاء وملاحقة ! أما كان أجدر به أن يستمتع بملذات الحياة ؟ فهو يملك المال الكثير والعافية الوفيرة ،إلا أنه أراد أن يكون مدرسة وإن مثله إذا تعلق قلبه بالثريا لنالها! فقد أصبح رمزا للصبر والصمود والشجاعة والقوة في الحق ..ضرب مثلا للرجولة بمعناها الحقيقي ..فهو أسطورة القرن العشرين بلا منازع !
وهو الأسطورة التي لن تتكرر ولا يستطيع أحد أن يضاهيها ! فقد تفرد في الأداء والعطاء ..حتى أرعب جبابرة الرجال وهزم فيهم الرجولة وأناخ أنوفهم ! من غيره يستطيع أن يكون الشبح الذي لا يقهر ؟ ومن غيره يستطيع أن يعلم أمريكا الصبر عقدا بعد عقد حتى يأكله المرض وينخر جسده الموت فيسهل عليها أخيرا أن تطلق عليه رصاصة الرحمة ؟ ثم تلقي بنفاياته عرض بحر العرب !
ولم لا تلقي بنفاياته عرض البحر ؟ من الرقيب عليها ؟ ثم من الحسيب عليها ؟ لا أحد فهي الرقيب وهي الحسيب وحدها لا شريك لها !
أنت يا أسامة وحدك من كان يقتص للحق ، وأنت من أغرق المسلمين أجمع بجمائله *، وأنت من يرقد الآن منعما في جنات وحور وكثير مما لا يخطر على قلب بشر !
هزمتهم حيا وميتا، ثقل عليهم تحملك يا أسامة ! كثر عليهم التمثيل بك أو حتى محاكمتك ! وهنا إعتراف منهم بالهزيمة وبعظمة قدرك وقدرتك !
وإني والله بهذا أنعي فقيد الأمة الإسلامية الفارس الجسور ، الشهيد رقم واحد ،كما أسماه رجاله ، وأقول قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما،درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما }
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . والحمد لله.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
Exit mobile version