قالت: يارسول الله أو معي شيطان؟ قال : { نعم } قلت :ومع كل إنسان ؟ قال : { نعم} قلت : ومعك يارسول الله !؟ قال : { نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم }
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ص قال: { ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ، وما أحد أحب إليه المدح من الله }
لذلك فالغيرة خلق كريم جبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله ، وقد أعلى الإسلام قدر الغيرة ورفع شأنها ، وأشاد بذكرها ، حتى عد الدفاع عن العرض والغيرة على الحريم جهادا يبذل من أجله الدم ، ويضحى في سبيله بالنفس ، ويجازى فاعله بدرجة الشهيد في الجنة . والغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية ، وفيها صيانة الأعراض ، وحفظ للحرمات وتعظيم لشعائر الله ، وحفظ لحدوده ، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب ، وهي من جملة الأمور المحمودة ، وإذا زادت الغيرة عن حدها كانت نقمة على الشخص ومن حوله وتحولت إلى سوء
ظن . في المقابل نجد الصفة الأخرى المناقضة للغيرة بمحاسنها العديدة وهي الدياثة هي فعل الديوث ، والديوث: هو الذي يقر الخبث في أهله أي يستحسنه على أهله ،والعياذ بالله !
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله ص : { ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ،والديوث ،وثلاث لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ،
والمدمن على الخمر ، والمنان بما أعطى } وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله ص : { ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر }
وقال الذهبي في وصف الدياثة: من كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها ، أو أن لها عليه دينا وهو عاجز ، أو صداقا ثقيلا ، أو له أطفال صغار . ولا خير فيمن لا غيرة له ، يعني من كان هكذا فهو الديوث . وهي من الكبائر ، فهي صفة ذميمة مخالفة للفطرة الإنسانية السليمة ، تجلب غضب الله وسخط رسوله ص و وتؤدي إلى مفاسد إجتماعية خطيرة ،،اللهم إنا نعوذ بك من غضبك وسخطك وبعفوك من عقابك . اللهم آمين .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]