علماء السوتيان ..!!

علماء السوتيان ..!!
* لا ادرى لماذا لا يجد من يطلقون على انفسهم صفة ( علماء ) شيئا غير جسم المرأة ليركزوا عليه اهتماماتهم واحاديثهم ومقترحاتهم وارائهم الفجة .. ولماذا يصرون على كشف كل ما (خفى عن الأنظار) فى اعمال هيئتهم وكأنهم وكلاء معتمدون لعصابات اللهو الخفى والمتعة الحرام ..؟!

* ألا يجد هؤلاء فى كل ما فى الدين والدنيا من علوم وقضايا واهتمامات شيئا غير المفاتن يشغلون به أنفسهم ويملؤون به أوقاتهم ويأخذون عنه أجورهم المتضخمة ؟! ما هى قضيتهم بالضبط مع جسم المرأة ، ولماذا يعتبرون المرأة هى العدو الأول والأوحد الذى يوجهون له سهامهم المسمومة وحرابهم الغادرة ، ولماذا كل هذا الحقد على المرأة التى كرمها الله تعالى ووضعها الدين الاسلامى فى مرتبة أعلى من الجنة عندما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الذى لا ينطق عن الهوى وانما هو وحى يوحى .. ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) .. والجنة، كما نعلم، هى الهدف الأسمى والنهائى الذى يسعى اليه كل انسان يؤمن بوجود الخالق، فلماذا يصر السادة ( العلماء) على وضعها تحت الاقدام ؟!

* ثم ما هو العيب الذى يرونه وحدهم فى الشارع السودانى ولا تراه بقية الأنظار، فيطالبون ويلحون فى المطالبة بضبط المظهر العام .. وكيف يريدون من الدولة ان تضبط المظهر العام ؟! ألا يكفى أن تفرد الدولة قانونا خاصا وتخصص عشرات الالاف من الجند تصرف عليهم الكثير من الاموال لمطاردة النساء والفتيات فى الشوارع والاسواق والمدارس والجامعات وجرهن الى المحاكم والاساءة اليهم وارهابهن وجلدهن وترويع اسرهن والاساءة لسمعة البلاد، بينما اللصوص من كل الانواع يعيثون فسادا فى البلاد ولا يجدون من يقول لهم (تلت التلاتة كم)، أم انهم يريدون من الدولة تسخير المصفحات والدبابات والعربات المجنزرة والجنود المدججين بالاسلحة الثقيلة والراجمات بمحاربة النساء حتى ترتاح ضمائرهم المشوهة ويشعرون بالراحة والاطمئنان على مجتمعهم الطاهر من خبث ونجاسة أجسام النساء ؟!

* قولوا لنا ايها العلماء الأفاضل .. ما هو العيب الذى ترونه فى المظهر العام السودانى مما لا نراه نحن ، ويجعلكم مشغولين الى هذه الدرجة بالنساء فى السودان، وذلك حتى نرى ما ترونه ونقف معكم وندعم حججكم ونطلب من الحكام تعليق النساء على المشانق وذبحهن فى الطرقات، وليس فقط ضبط المظهر العام وتجييش الجيوش لمطاردة وجلد واهانة النساء والفتيات وترويع الاسر الامنة وبث الرعب فى المجتمع ؟!

* ان كنتم تعرفون ايها الأفاضل الأجلاء عارا لا نعرفه عن نساء السودان العاملات المجتهدات المكافحات المناضلات من أجل تنشئة أبنائهن تنشئة طيبة وتوفير لقمة العيش الصعبة لهم والتى حرموا منها بفعل فساد اجهزة الدولة الذى لا يوجد له مثيل فى العالم والسياسات المتقيحة التى تصب فى جيوب المفسدين وكروشهم التى تتضخم كل يوم، قولوه لنا حتى نمتشق سيوفنا ونجاهد معكم وندافع عن الشرف السودانى الذى لن يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم بأيدى علماء السوتيان ..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] جريدة الأخبار، الجمعة 20 مايو 2011

Exit mobile version