جدّد حاكم شمال بحر الغزال بول ملونق رفضه لاتفاق الخرطوم وجوبا بشأن «14» ميل، ودخل في ملاسنات حادة أمس مع الرئيس سلفا كير ميارديت تطورت لاتهامات صريحة بالتمرد ضد قرارات الدولة. في وقت اندلعت اشتباكات دامية بين الجيش الشعبي ومليشيات معارضة لجوبا بقيادة اللواء ديفيد ياوياو بمقاطعة أكوبو في ولاية جونقلي أمس، فيما دعت ممثلة الأمم المتحدة هيلدا جونسون جوبا بالشروع فوراً في إيقاف عملية جمع السلاح بالولاية عقب تورط الجيش الشعبي في انتهاكات كبيرة ضد المواطنين.
في غضون ذلك اتهمت منظمة العفو الدولية «أمنستي إنترناشونال» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم، الجيش الشعبي في دولة جنوب السودان بارتكاب أعمال عنف مروعة ضد المدنيين من بينها أعمال قتل واغتصاب.
ونقل مصدر مقرب من حاكم شمال بحر الغزال لـ«الإنتباهة» أمس أن الرئيس سلفا كير ربما يتجه لمجلس التحرير القومي ومجلس الوزراء للإطاحة بملونق عقب تحريضه للجيش بعدم الانسحاب «14» ميلاً جنوباً لداخل الحدود. وأضاف أن ملونق عبر صراحة عن رفضه للاتفاق، وقال إن نواب شمال بحر الغزال بالبرلمان أيّدوا الوالي وأصدروا بياناً أمس أعلنوا فيه رفضهم القاطع للتفاهمات مع الخرطوم بشأن المنطقة. وأكّد المصدر تصاعد الموقف بين الجانبين مما يشير لاحتمال تمرد قائد قبيلة دينكا ملوال ضد النظام.
وفي سياق ذي صلة حثَّت المنظمة الحقوقية حكومة جنوب السودان على اتخاذ تدابير فورية لوضع حد لأعمال العنف التي تجرى حالياً، مشيرة إلى أن سكان ولاية جونقلي الشرقية أكدوا تعرضهم لممارسات تعذيب وعنف مفرط بما فيهم الأطفال، كما أشاروا إلى أنه في بعض الحالات تقوم قوات الأمن بنهب الممتلكات وتدمير المحاصيل.
وبدوره اتهم مدير المنظمة لشؤون إفريقيا أودري جوفران، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» قوات الأمن في جنوب السودان بالتقصير في القيام بدورها في وقف العنف، كما اتهم قوات الجيش وقوات الشرطة المساعدة لها بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ومن جانبها قللت حكومة جنوب السودان من حجم الانتهاكات، مشيرة إلى أنها كانت مجرد حوادث منفصلة.
وأشارت المنظمة إلى أنها وثّقت تقارير ذات مصداقية عن الاغتصاب ومحاولات الاغتصاب من قبل قوات جيش جنوب السودان، ومن بينها ما أكدته امرأة مسنة تحدثت عن قيام جندي باغتصاب ابنتها بينما كان زملاؤه يضربونها وحفيدتها بالعصي.وقالت أودري غوران مديرة برنامج إفريقيا بمنظمة العفو الدولية إن قوات الجيش والشرطة في جنوب السودان ارتكبت انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان بدلاً من تحقيق الأمن، ولم تفعل السلطات سوى القليل لوقفها. وطالبت المنظمة سلطات جنوب السودان بإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة بشأن الانتهاكات ضد المدنيين من قبل قواتها، كما دعت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى تكثيف جهودها في مجال حماية المدنيين، بما في ذلك نشر قوات لحفظ السلام بالمناطق المعرضة للانتهاكات من قبل جيش جنوب السودان.
الانتباهة