النسوان ورا.. ورا

النسوان ورا.. ورا
تنص فقرات مشروع قانون الضبط الاجتماعي والنظام العام لسنة 2011م، فيما يلي ضوابط المركبات العامة والبصات السفرية، بمنع كتابة أي عبارات أو إلصاق أي صور أو رسوم على المركبات العامة مع تخصيص ما لا يقل عن 25% من مقاعد المركبات العامة للنساء فقط من الجهة الخلفية للمركبة والبقية للرجال.. ولا يجوز استخدام الرجال أماكن النساء ولا العكس.. كما لا يسمح بالتدخين أو استعمال التمباك داخل المركبات العامة.. وفي حالة البصات السفرية لا يسمح بجلوس رجل في مقعد بجانب إمرأة إلا إن كان محرماً أو زوجاً.. و…. و… بالتأكيد أن مسودة مشروع القانون خضعت وتخضع للمداولات للحذف والإضافة والتعديل.. وبات من المحكوم بوقوعه أن يصل لمرحلة الإجازة.. إذن المواطنون موعودون بضوابط جديدة تحدد كيفية تواجدهم داخل المركبات العامة، والشائع في السابق «أن أفضلية المقاعد الأمامية للنساء» هذه العبارة تقرأها اليوم في (بصات الوالي) وكانت في السابق مطبقة بتحديد عدد من المقاعد الأمامية للنساء.. لا أدري أن يختلف الأمر في ركوب النساء في المواقع الأمامية أو عودتهن للمواقع الخلفية؟! المهم أنه بإمكانهن الركوب باحترام و وجودهن مع بعضهن يوفر لهن نوعاً من الراحة.. خاصة أن عرفنا أن هناك بعض الممارسات غير الكريمة من بعض الشباب و«المتشابين» تصل أحياناً مرحلة أن تترك إحداهن المركبة من باب «ترك المركبة بهدوء».. بينما يقابل بعضهن بعض المضايقات بشيء من الحدة قد تصل مرحلة استخدام اليد.. خاصة إن تجاوز «الراكب حدوده».. وكثيراً ما يهز الركاب رأسهم دلالة على الاستنكار لجملة الموقف.. يا لها من فضيحة عندما (يصبح المخطئ) محلاً للاستنكار الجماعي وسبق أن ذكرت أن بعض النسوة يحملن دبوساً.. إن حاول بعضهم أن يقلل من احترامه لنفسه اصطدم بهذا الدبوس وأخذ «شكة دبوس» مؤلمة جعلته يغادر المركب بهدوء.

وهاهو مشروع القانون يخصص المقاعد الخلفية للنسوة.. فهل سيأتي اليوم الذي يتغنى فيه «الكماسرة» بأغنية «ورا.. ورا..» أم أن ذات مشروع القانون حرم هذه النوعية من الغناء في المركبات ؟!

عزيزي القارئ دائماً كنت أصف المركبات العامة بأنها «برلمان الشعب المتحرك».. ففي داخل هذا البرلمان تجد تمثيلاً متنوعاً لقطاعات السكان.. وبحكم موطني بمنطقة الجريف غرب بات من المسلم لي يومياً أن أكون وسط نسبة كبيرة من تمثيل المركبة العامة وسط الأجانب الذين يقطنون منطقتنا بشكل يجعلني يومياً أتساءل هل هناك مد سكاني جديد قد يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية للمنطقة.. فمعظم الوجوه التي أراها داخل مركبات منطقتنا هي وجوه غير سودانية.. سحنات دول الجوار المختلفة تؤكد على أن هناك حراكاً خفياً أو علنياً.. بموجبه يصل هؤلاء إلى عمق أحيائنا الشعبية.

وقد تناولنا هذا الموضوع بتكرار كثير ولم نجد ما يجعلنا نصمت.. عموماً مركباتنا العامة عنوان لما يدور وسط مجتمعاتنا فإن بدأت فيها أخلاق وممارسات مهذبة هذا يعني أنها انعكاس لتهذيبنا.. وإن ازدادت «معدلات استخدام الدبوس» فإن هذا دليل كافي على انفلاتات أخلاقية وسط المجتمع تحتاج لإعادة اهتمام ومحاولات المعالجة.. حيث لا اعتقد أن يكون هناك إنسان سوي يرضى أن تتعرض أخته أو أمه أو ابنته لمضايقات المستهترين.. «اها يا نسوان» كما يقول الساسة ابدأن من الآن التمرين الديمقراطي بأخذ مقاعدكن في خلف المركبات العامة «ورا.. ورا..» ورحم الله أيام «ورا.. ورا.. تايوتا.. تيت..».

آخر الكلام

نتوقع في مقبل الأيام أن تكثر المداولات للمشاريع.. قوانين كثيرة يحكتم فيها القائمون على أمرها على ما يدور في الواقع مع اعتبار التغييرات الجوهرية التي تعيشها البلاد.. بلاد الشمال السوداني…

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version