كلما نربي كتكوت..!
صار الوفاء والتقدير من العملات النادرة في الحياة المعاصرة.. وبات من مثبطات الهمم أن لا ترتجي التقدير لما تبذله من جهد.. فكثيراً ما يجد الآخرون بعضاً مآربهم فيك فيأخذوا «الزبدة والخلاصة» ويتركونك من بعدهما كا تقول «حبوبتي» «أباطك والنجم» ولسان حاله الشكوى من مآلات الحال وأنك ما كنت تنتظر هذا الحال.. وفي بلادنا… بلاد الارتجال كل شيء جائز.. لأن نظام الحياة غير موحد القنوات فإن كل من بيده جزئية يجتهد حسب ظنه واعتقاده وحرصه.. لذلك يحدث التداخل والتصادم داخل الجسم الواحد فتكون النتيجة أن يتداعى سائر الجسد بالسهر والحمى.. ودائماً ما نحس بأن المنهجية والنظام في حياتنا السودانية يحتاج لجهد كبير حتى يبلغ مرحلة النظام المؤسسي الذي لا يتأثر بالذاهب أو القادم لأن لغة «السيستم» أقوى وأكبر من لغة اجتهاد الفرد والذي بدوره محفوظ الحقوق … ولكنه بما أننا نعمل في ظل «سيستم ضارب» فإن الاجتهادات كثيراً ما تخرج ضاربة في الارتجال والنتائج المتوقعة فقط لا مجال إلا أن نتعشم في عبارة «بكرة أحلى» وبلاش من التوقعات المتسلسلة.. وكما تقول الأحاجي والقصص إنك تربي حياتك كما تربي الصغار، ولكنك قد تصل مرحلة مفاصلة يخرج فيها الكائن الذي ربيته حسب موجهاتك خارج الطوق.. حتى أنك تتفاجأ بأن نفسك ذاتها لم تلتزم بموجهاتك الخاصة.. أو كما يقول «عمك صاحب الجداد» كلما نربي كتكوت يكبر ويفوت..!
السمكة الكبيرة
جمع المسؤول بالولاية الطرفية كل قدراته البلاغية في حدود إمكانه واحتشدت عنده ملكات الحديث وتفتقت العبقريات.. عندما أحس بأن مطالب عماله حقيقية ومشروعه في حاجة للتنفيذ.. طالبهم مبتدراً تلك اللمة الاستبقائية في المحفل ذي الصلة بأنهم إن أرادوا الخروج من مطالبهم عليهم أن لا يتخذوا حدود الولاية مرماهم.. لأنها في تقديره «سمكة صغيرة» ولكن عليهم أن يتوجهوا إلى هناك.. إلى المركز حيث «السمكة الكبيرة».. وهذه السمكة الكبيرة تحتمل في فقه الوعي الجمعي أي شكل من أشكال الاحتجاج.. خاصة وأن المركز بات مرمىً لحديث الصدام والتهديد فالكل يرى المركز «سمكته الكبيرة جداً…» حتى بات قائلهم مهدداً بأن «السمكة الكبيرة» أن لم توفنا ما نريد سنصطادها.. ويبقى السؤال قائماً هل سيزحف كلٌ من استعصى عليه حقه صوب الاصطياد في البحر الهائج.. وأين المعنيون بانتزاع الحق المشروع إن كانت الدعوة أن يقوم كل طالب حق إلى «الشباك».
آخر الكلام:-حياتنا لا تنفصل عن حياة ما نربي من حيوانات وكائنات مائية وصدق من عبَّر عدم الوفاء «بذهاب الكتكوت» ولم يفشل من دعا إلى التوجه إلى الصيد الثمين.. ولكن ما دور البيئة المحيطة في رعاية إبداع الكتكوت ورفع إحساس السمكة المطلوبة للاصطياد…
مع محبتي للجميع.
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]