{ أما اتفاق (الحريات الأربع) فيحتاج إلى ثمن (أعلى) بكثير من (القيمة) المحددة في اتفاق (النفط) المبدئي، ولهذا كان مقترحاً موفقاً بإحالة (ملف الحريات) إلى (البرلمان)، والأجهزة الأخرى في البلدين، لمزيد من النظر والدراسة والتروي.
{ قضايا (الحدود) والمناطق المتنازع عليها، يبدو معقولاً ومقبولاً الاتفاق على (تقسيم) مناطق التنازع بين الدولتين (“أبيي”، و(14) ميل) والتسوية (بالتبادل) و(التنازل) في المناطق الأخرى، لأن (التحكيم الدولي) لن يفعل سوى ما فعل في (محكمة أبيي) التابعة لمحكمة العدل الدولية في “لاهاي” (تقسيم المساحات وفرض القرار على الطرفين اللذين سيتراجعان عنه، تماماً كما حدث في قضية “أبيي”)!!
{ مقترح الدكتور “فرانسيس دينق” وهو من (دينكا نقوك) ومن أبرز رموز الجنوب الفكرية والسياسية، ويقضي بجعل “أبيي” (منطقة تكاملية) تديرها الدولتان بإدارة (مشتركة) لمدة عشرة أعوام، هو أيضاً يدخل في دائرة المقترحات المعقولة والمتوازنة.
{ نأمل أن تكون نتائج قمة اليوم بين “البشير” و”سلفا” مختلفة عن سابقاتها، لتكون (هدية) مستحقة لشعبين عانا كثيراً من أثر الحروب، ومرض الصراعات.
{ الكرة في ملعب الرئيسين وهو (ملعب واحد).. لا يحتاج إلى (ألغام) الوساطات، وآخرها (لغم 14 ميل) الذي ما يزال أكبر (حاجز) في طريق المفاوضات!!
– 2 –
{ لماذا ينتفض البعض (رسميين) و(شعبيين) و(شمشارين) غاضبين إذا وجه أحدهم نقداً ناعماً، أو لاذعاً لرجال من طراز السيدين “طه علي البشير” و”جمال الوالي”، بينما لا يأبهون كثيراً إذا تجنى آخرون بالإسفاف والسخرية والنيل من مقام السيدين الشريفين “محمد عثمان الميرغني” و”الصادق الصديق المهدي”؟!
{ مساحة (الاستهداف) – تحت الحزام – مفروشة بورود ومؤمنة إلى باب “الإمام الصادق” وكريماته – “مريم” وأخواتها والرصد اللئيم حتى لمقابلاتهن الشخصية (الخاصة) و(الاجتماعية) مع سودانيين أو (أجانب)، كما فعلت إحدى الصحف في باب (الأسرار) الكريه مع الدكتورة “مريم” عندما اقتحمت عليها (دعوة مجاملة) مع أصدقاء من خارج السودان في حديقة (أوزون) العامة، وأحالتها إلى مادة (عامة) للنشر!! هذا مُباح.. ومُتاح.. معلوم ومهضوم!! أما السادة أصحاب المقام (الملياري) – إسلاميين أو اتحاديين، لا يهم – فإن ماسحي الجوخ وحارقي البخور الباحثين عن (وظائف)، و(ترقيات)، ومكافآت وحوافز، ينتفضون لصالح أولياء نعمتهم وأصحاب مصالحهم، انتفاضات أقوى من انتفاضتي الشعب السوداني في “أكتوبر” و”أبريل”!! يا سبحان الله.
{ مالكم كيف تحكمون؟
– 3 –
{ أتمنى من كل قلبي أن يفعلها مجلس إدارة نادي (المريخ) فيستريح باستقالاته (الجماعية).. ويريح.
ربما قصرت (الشرطة) في تأمين مباراة (هلال – مريخ) بدرجة الاستعداد القصوى، لكنها غير مسؤولة عن الانتشار الخطير لحالة (العنف اللا إرادي) التي ضربت المجتمع السوداني في أطرافه ومركزه خلال السنوات الأخيرة!! والحكومة تكشف كل يوم خبراً عن ضبط أسلحة (كلاشنكوف) في طريقها إلى (قلب) الخرطوم!! تمددت الحرب فبلغت (قلب) الخرطوم.. و(كبد) أم درمان.. و(أحشاء) بحري.. وفي ذاكرتنا الحديثة جداً فيلم (الرعب) المخيف الذي شاهده أهل “أم درمان” – حياً – في شارع (العرضة) وجوار (البلدية) العتيقة، والمئات من سيارات (التاتشر) المزودة بالمدافع تخترق هدأة (البقعة) وسكينتها وتنتهك عذريتها، فتصاب بـ (هستيريا الحرب)!! والمشاهد أبطالها مرة متفلتو “حركة مناوي” في شارع الموردة وحي المهندسين، ومرة أوباش حركة “خليل” التي طعنت كل (المألوف) في مقتل!!
{ إذا كان دوي المدافع وأزيز الرصاص ساعات (غزوة أم درمان) في العاشر من مايو عام 2008 قد اخترق حائط استاد ونادي المريخ، فلماذا يتعجب “جمال الوالي” و”عصام الحاج” من تحطيم الكراسي في ليل (القمة) البهيم؟!
{ قبل أشهر، وأثناء خطبة (الجمعة) بمسجد القصر الجمهوري، كاد شابان إلى جواري أن يتعاركا داخل المسجد (الرئاسي) وأثناء الخطبة!! أحدهما ويبدو غليظاً وعنيفاً من (قاع) السوق الأفرنجي، بائعاً جائلاً أو عاملاً بمهنة هامشية، كان يلوح بأصبعه في وجه الآخر الذي لعن (الشيطان)، وأشاح بوجهه بعيداً عن ذلك الجاهل (المتفجر)!!
{ وقبل أيام، هبط شاب مفتول العضلات، على ملامحه الحماقة، هبط من سيارته ليطارد سيارة أخرى مهرولاً على قدميه، بسبب دخول السائق الآخر عن طريق الخطأ في الشارع!! وأخذ الشاب يجري خلف السيارة، بينما سيارته في وسط الطريق تسد حركة المرور!! وبعد حين عاد خائباً إذ لم يتوقف صاحب السيارة المطاردة وكان عاقلاً وحكيماً. الغريب أن الشاب (الأحمق) أراد بعد كل هذا أن يدخل متحدياً في معارك أخرى متفرقة مع أصحاب السيارات التي سد عليها الطريق!!
{ يجب أن نحمد الله أننا – وبعد كل هذه الحروب المستمرة – ما زالت “الخرطوم” أكثر أمناً وسلاماً من “بيروت”، و”نيروبي” و”برازيليا” حاضرة البرازيل التي نهبت فيها عصابة مسلحة بضعة (آلاف) من الدولارات عبارة عن جزء من نثريات أحد وفود (حكومة السودان) المشاركة في مؤتمر ما قبل أشهر، وكان ذلك في الشارع العام وأمام البنك!! ثم لم تهرب العصابة وتبادلت إطلاق النار مع الشرطة!! وفي البرازيل حمت الحكومة مقر المؤتمر بالطائرات!!
{ يا “عصام الحاج”.. بطلوا دلع.. وصلِّحوا الكراسي.. والشرطة ح تدخل ليكم (المدرجات) المرة الجاية.. بس أوعى تنسوا (الاستقالات الجماعية).. استقالة على طريقة “كاشا”.. ما زي بتاعت المرة الفاتت القعدت سنة كاملة في الحفظ والصون عند سيادة الفريق “عبد الله حسن عيسى”، واتفرج يا “عمر حجوج”!!
– 4 –
{ وزع وفد الحكومة المفاوض برئاسة “إدريس عبد القادر” دعوات إكرامية إلى (صحفيين) من (أصدقاء الوفد)، لقضاء عدة ليال بفندق “شيراتون أديس أبابا” وتغطية قمة (البشير – سلفا) على حساب حكومة السودان ومن دولارات الشعب السوداني.. لا من (جيب) “إدريس”.. وصحبه الميامين!! أما سكرتارية السيد الرئيس (الصحفية) ومن فوقها، ومَن يديرها، فقد تعودت على (تدوير) فرص مرافقة الرئيس حسب دوران حالة (المزاج) والاستلطاف والاستعطاف!!
{ لفائدة السيد “إدريس عبد القادر” وطاقم مكتب الرئيس، فإن (المجهر) التي تغضون عنها الطرف مع سبق الإصرار والترصد، بلغ الفرق بينها والصحف (المدللة) من (14) ألف نسخة إلى (18) ألف نسخة يومياً في العاصمة والولايات!! دا الفرق في السوق.. ولو ما ما عاجبكم وما مقتنعين.. بكرة بنشر ليكم أرقامنا وأرقامهم وبالمستندات!
{ عني – شخصياً – أعتذر كثيراً عن رحلات عديدة (داخلية) و(خارجية)، والأخ “ناجي” مدير المكتب الصحفي بالقصر يعرف عدد الاعتذارات جيداً، حيث لا أجد نفسي مطلقاً في قيود المراسم والبرتوكولات، ولكن كان الأفضل والأقوم أن تتم دعوة مندوبين من الصحيفتين الأكبر في السودان (الانتباهة) و(المجهر)، فصحفي متعمق في ملفات (الجنوب) و(جبال النوبة) و(النيل الأزرق) مثل الأخ الأستاذ “يوسف عبد المنان” مستشار هيئة التحرير في (المجهر) كان أولى بدعوة مجاملات “إدريس” أو “عماد سيد أحمد” لتغطية (القمة) من خزينة “علي محمود” العامة!!
{ يا أخي سيبك منهم.. أعملوا الدايرنو.. بس ما تغلطوا في حق الوطن.. نحن حارسنكم.. ومنتظرين.
{ وكل (شيراتون) وأنتم بخير. صحيفة المجهر السياسي