وقائع معركة غير عادية .. عندما حارب النحل المتمردين!!
قصة حقيقية أقرب للخيال روتها للصحيفة مصادر عايشت الحدث عن قرب وقصتنا هذه ليست من التاريخ القديم وإنما حادثة معاصرة كلنا قد سمع أحداثها، مسرحها هو منطقة حجير الدوم كنانة وهذه ليست ببعيدة عن الأذهان، فبعد أن تتالت وتعددت اعتداءات قوات التمرد على مناطق عديدة في جنوب كردفان آخرها الهجوم على المنطقة المذكورة آنفاً والتي تقع شمال شرقي كالوقي في محلية قدير ويعدُّ هذا الاعتداء الخامس على مناطق محلية قدير بذات الكيفية عند الفجر، ففي هجوم مباغت نفذه متمردو الجبهة الثورية من أعلى جبل المنطقة بأسلحة الدوشكا والهاون وغيرها من الأسلحة الفتاكة أطلقوا وابلاً من النيران بشكل كثيف على المدنيين،استباحوا المنطقة على إثرها ونهبوا المحال التجارية والدكاكين في اشتباكات استمرت خمس ساعات راح ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء حيث قتل «52» شخصاً على الأقل وجرح «25» آخرون معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن العزّل أنقذتهم العناية الإلهية من مجزرة حقيقية. ويرى بعض المراقبين أن للهجوم علاقة وطيدة بالتفاوض في أديس أبابا، فالتمرد يسعى لتوسيع دائرة الحرب وإدخال مناطق جديدة سعياً منهم لعرقلة سير مجريات التفاوض، وتأكيداً لذلك نجد أن هناك تصريحات صحفية سابقة لمعتمد محلية كالوقي كشف فيها أن هجوم المتمردين على المنطقة دوافعه إجهاض مفاوضات السلام الجارية حالياً في أديس أبابا وطالب المعتمد وفد الحكومة المفاوض بإبلاغ الوساطة الإفريقية بالحادثة التي تمثل جريمة بشعة بحق الأبرياء من قبيلة كنانة التي تقطن المنطقة ويبلغ سكان حجير النار حوالى أربعة آلاف مواطن جميعهم ينتمون لعرقية واحدة اشتهروا بالعمل في مهنتي الزراعة والرعي، وقد ظلوا يحتفظون بعلاقات طيبة مع كل سكان المنطقة والمحزن أن أسراً بكاملها تمت إبادتها بالكامل، ويرى محللون أن الهجوم من شأنه أن يرفع درجة الغبن والاحتقان القبلي لدى السكان الذين اشتهروا بعلاقاتهم الاجتماعية مع بقية القبائل ويجعلهم يسعون إلى الرد والثأر من فلول التمرد من خلال تعرف المواطنين على الجثث بأنهم من منطقتي كاو ونارو. وقد أبلى أبناء وشباب المنطقة بلاءً شديدًا في ردع فلول المتمردين وقاتلوا جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة والتي استطاعت قتل «27» منهم ومن الكرامات التي صاحبت المعركة رواه شاهد عيان أثناء مطاردة الأهالي لفلول التمرد إلى خارج المنطقة أن هجم سرب من النحل على المتمردين وقام بقتل «25» متمرداً!! ووقف أهل القرية على جثامينهم.
هذا الأمر أدخل الحيرة في المتابعين الذين أكد بعضهم لـ«الإنتباهة» أن أهل حجير الدوم لم يحاربوا المتمردين وحدهم فقد حاربت معهم جنود ربك ولا يعلم جنوده إلا هو. وربط بعضهم ما حصل بمنطقتهم بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ أن الله قد أرسل الرياح لتعضد جانبه في إحدى المعارك التي دارت بينه وبين الكفرة ومن يعادونه، فكانت مشيئة الله مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعض الذين شاهدوا الموقف عن قرب إنه كانت العناية الإلهية في أوضح صورها لمن يذكر، فجاءت نُصرة لهم ضد المأجورين ومن أرادوا بهم سوءًا، أرسلهم الله ليقاتلوا إلى جانبهم وقد فقدوا العزيز والولدان. وأضافت نفس المصادر للصحيفة وقع الحادثة على مواطني المنطقة وكيف أنهم استبشروا بالموضوع خيراً وقاموا بالالتفاف حول قراهم ومنطقتهم يحرسون أملاكهم ويحفظون أشياءهم بعد أن رأوا نصر الله ومؤازرته لهم رأي العين. وبحسب المتحدثين للصحيفة فإن مواقع الحادثة والأماكن التي جندل فيها النحل أعداءهم لا تزال قابعة للذكرى والعبرة يذكرون فيها نصر الله العزيز ويسبحونه عندها ويستبشرون بالذين لم تدركهم اللحظات للوقوف على المدد الإلهي أن الله مع الصابرين.
* كتبت: منى النور
صحيفة الانتباهة