فالرئيس الأمريكي أعلن أن “مصر ليست عدواً، لكنها ليست حليفة” أيضاً. وقد أتى ذلك بعد أن انتظر الرئيس المصري محمد مرسي يوما كاملاً قبل أن يعلن عن أسفه ويدين الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في القاهرة.
وعلى الرغم من أن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أوضح لاحقاً أن قصد أوباما انحصر بالمفهوم “القانوني” أي أنه لا توجد معاهدة دفاع مشترك بين مصر والولايات المتحدة تمنح القاهرة صفةَ الحليف، إلا أن المراقبين رأوا أن الحادثة تثير أسئلة ليس فقط حول العلاقات الأمريكية المصرية بل أيضا العلاقات الأمريكية مع دول الربيع العربي، من اليمن إلى تونس، التي تحول فيها غضب الشارع نحو أمريكا مؤخراً، وهي بمعظمها دول أيدت الولايات المتحدة فيها الحركات الشعبيةَ التي أدت إلى إسقاط الأنظمة.
وفي هذا السياق يقول ديفيد ماكوفسكي، وهو باحث في المعهد الأمريكي لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن، إن الولايات المتحدة تشعر بأنها تلام من جميع الفئات: فالليبراليون في مصر يتهمونها بدعم الإخوان وهؤلاء لا يعترفون بمساهمة الولايات المتحدة في التغيير الذي حصل في مصر.
من جهتها، ترى تامارا وتيس نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السابقة ومديرة مركز صابان في معهد بروكينجز للأبحاث أن واشنطن تدرك أن لكل دولة ظروفها الخاصة، وأن اضطرابات هذه الدول لا يجب أن تؤدي إلى فك ارتباط أمريكا معها. مضيفة أن “الولايات المتحدة في دعمها للدول أثناء عملية التغيير أيقنت أنها عملية طويلة، وقد تكون فوضوية أحيانا، وأن هناك الكثير من اللاعبين في خلاف مع بعضهم البعض، ويستخدمون الولايات المتحدة كأنها كرة قدم يتم تبادلها في لعبة سياسية”.
في المقابل، يرى مراقبون آخرون أن ردود الفعل الغاضبة تعكس مشاعر كامنة معادية للولايات المتحدة يتم الآن استغلالها من قبل جماعات سلفية في معاركها مع التيارات الإسلامية الوسطية.
لكن التظاهرات أدت أيضا إلى بروز دعوات من الكونجرس لتجميد أو قطع المساعدات حتى عن دول هامة مثل مصر، التي تسعى إدارة أوباما إلى إعفائها من مليار دولار من قروضها المستحقة.
العربية نت