وفشلت -بحسب مراقبين- كافة جهود الوساطة الأفريقية في إقناع قادة القطاع بالعدول عن موقفهم الرافض لمواصلة الحوار رغم تنازلات مهمة قدمها الطرف الحكومي الذي كان يتشدد في بعض الأحيان.
ويبدو أن الاجتماعين الذين عقدتهما الوساطة الأفريقية مع ممثلي القطاع لم تقنعهم بضرورة كسب الوقت وإجراء حوار مثمر بعد تنازل الخرطوم بشأن كثير من المطلوبات التي قدموها.
ياسر عرمان: الحكومة السودانية
وقالت الحكومة السودانية إن مغادرة وفد القطاع العاصمة الإثيوبية لا يعنيها، وأعربت عن اعتقادها وجود خلافات “حادة داخل القطاع أدت إلى مغادرتهم”.
تبادل اتهامات وكانت قيادات الحركة الشعبية -قطاع الشمال قد عقدت اجتماعين مع الوساطة الأفريقية برئاسة الرئيس الجنوب أفريقي السابق تابو أمبيكي، كما عقد وفد الحكومة السودانية عددا من الاجتماعات مع هذه الوساطة التي فشلت في تقريب وجهات النظر بين الجانبين للجلوس في مفاوضات مباشرة.فالناطق الرسمي باسم القطاع ياسر عرمان قال للجزيرة نت قبيل مغادرة الوفد إلى واشنطن، إن الحكومة السودانية لا تملك جديدا لتقدمه، مجددا في الوقت ذاته اتهامه للحكومة بعرقلة العمل الإنساني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
غير أن مراقبين يرون أن خطوة قطاع الشمال “محاولة لفرض مزيد من الضغط على الخرطوم لتقديم تنازلات إضافية تمكن القطاع من تحقيق أجندته التي يطرحها”.
ولم يستبعدوا نجاح القطاع في استمالة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بما يسمح بفرض عقوبات إضافية على الخرطوم “باعتبارها المتسبب في عدم التوصل إلى اتفاق يعالج معاناة المواطنين في المنطقتين”.
أما رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض بشأن منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان كمال عبيد فأكد من جانبه، أن وفده قدم في الأساس للاستماع للوساطة الأفريقية فقط وإقناعها بأهمية فك الارتباط بين قطاع الشمال ودولة جنوب السودان.
وأعلن للصحفيين أن وفده سلم الوساطة الأفريقية صورة من الإجراءات التي قامت بها حكومة السودان لمرحلة ما بعد الانفصال فيما يتعلق بفك الارتباط بين القطاع وجوبا تأكيدا لجديتها “لكن الطرف الآخر غير جاد في الوصول إلى حل وما زال يتحدث باسم حكومة جنوب السودان”.
وقال إن المعلومات المتوفرة لدى الحكومة السودانية “تؤكد أن كثيرا من أبناء منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يرفضون قيادة قطاع الشمال للتفاوض باسمهم”.
وأضاف “لذلك فإن الربكة التي حدثت في الطرف الآخر كان منشؤها هذا السبب وليس سببا آخر”.
أياد خارجية
ومن جانبه لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم دقش وجود أياد خارجية “لا تزال تحرك العملية التفاوضية بين أطراف المعادلة المختلفة”.
إبراهيم دقش استبعد توصل الطرفين إلى اتفاق (الجزيرة نت)
وأعرب دقش عن اعتقاده أن الحركة الشعبية تسعى لـ”جرجرة” الخرطوم لدفع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات عقابية ضدها.
واعتبر أن “مفاوضي الطرف الآخر يعتقدون وقوف المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة إلى جانبهم”.
ويستبعد دقش في حديثه للجزيرة نت، توصل كافة الأطراف إلى اتفاق “بسبب ذلك الاعتقاد”، مشيرا إلى ما سماه خطأ مجلس الأمن الدولي الذي اختار عدم التدرج في تهديده للمتفاوضين.
وتساءل عن شكل قرار مجلس الأمن المقبل إذا فشلت الأطراف في التوصل لتسوية للخلافات القائمة وعلى من ستكون العقوبات وكيف تسير المفاوضات الأخرى في ظل العقوبات “إذا ما فرضت”.
[/JUSTIFY]الجزيرة