لم يأت التقرير بجديد لا نعرفه نحن وهم (زي جوع بطونا)، ولكن كل الحيرة كانت من الإحتفاء والتهليل له، فقد أوردت التقارير الكثير من الصحف اليومية بصورة بارزة وناقشته البعض منها، أما أستاذنا (أبو الجعافر) ذكر ما معناه انه ما كان له ان يكون ما صار إليه بدون عون (أم الجعافر)، والدكتور (فتح العليم عبد الله) تجلى صدقا عندما أفتى بضرورة الإحتفاء بالأحالة للمعاش وسن اليأس الرجالي.. مع إننا طول عمرنا حاسبين إنو سن اليأس ( يأس) حصري على النساء !!
وبعيدا عن الهزار فلنحق الحق قليلا.. ما زلت أذكر كلمات الدكتور في محاضرة الـ(genetics) عندما كنا برالمة علوم، فقد تحدث عن حقيقة علمية تؤكد أن الرجال أقصر أعمارا من النساء، وأن معدلات وفاة الرجال في الحوادث أعلى بكثير من النساء، ففي الطفولة (تلبد) البنات في أمان أحضان أمهاتهن، بينما يلعب الصبيان في الشارع ويكونوا عرضة لحوادث السيارات، والسقوط من الأماكن العالية مثل (راس البيت) وتكسر رقابهم، وعندما يكبرون يموت الرجال في حوادث وإصابات العمل، بينما تبقى النساء في أمان البيوت وغاية ما يقابلنه من خطر لا يتجاوز (التشة من نار البوتجاز)، أما في الهرم وبعد طول معاناة الرجال من التعرض لضغوط الحياة ومشقة السعي لكسب العيش يموتون بالسكتة والنقطة والجلطة والسكري والضغط.. ووو.. وعندما تموت إمرأة بعد خرف يكون زوجها قد سبقها بالموت منذ أمد بعيد.. حتى أن استاذنا داعبنا قائلا:
راقبوا إعلانات النعي للستات في الجرنال.. حاتلاقوا إنو لما فين وفين تموت واحدة ست.. بيكتبوا إنها أرملة المرحوم فلان.. طبعا لأنو بيكون إتكل وراح فيها أبليها من سنين!!
نرجع نقول بصراحة.. حكاية إنو الرجل أقصر عمرا من النساء فهذه حقيقة مثبتة، ولكن أن يكونوا أكثر وفاء وولاء من النساء فـ ده كلام (ما بخش) الدماغ، فلولا اطمئنان الرجال لطبع الاخلاص المتجذر في نفوس النساء، لما استقام لهم العيش معا ولا استقرت بهم الحياة في عش الزوجية.. اطمئنان الرجل أن شريكة حياته تصون عرضه وتحمي حماه في غيابه كوجوده، وان خصلة (اللعب بالضنب) شر بره وبعيد عن الزوجات السودانيات ربّات الصون والعفاف هي ركيزة استقرار البيوت.. ولا شنو يا جماعة؟!!
منى سلمان
الراي العام
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]