ليس من رأى كمن سمع ..جلد النسوان .

ليس من رأى كمن سمع ..جلد النسوان
.قبل بنطال (لبنى)، حقيقة لم اكن أعلم أن هناك قانون في بلاد أخوال فاطنة، ترفع بموجبه النساء على ظهور البكاسي، بسبب ما يرتدينه من ملابس، إلى حيث يتم الحكم عليهن حسب (مفضوحية) ملابسهن ضيقا أو تحزيقا أو تشبها بلباس الرجال، ثم يذهب بهن بعد ذلك الى (مكان ما) – عجز خيالي عن تصور تفاصيله – ليتم جلدهن هناك ..

لباس البنطلون و(حمى ليلة الجلد) التي كانت الشغل الشاغل لمجالس البلدة وقتها، لفتت نظري لاستقصى عن قضية مست بوجعها بنات حواء في اللحم الحي، فحاولت أن أمحو أميتي وجهلي الفاضح بقوانين النظام عامه وخاصه، ولكن كل ما فعلته عندما طالعت القانون، أن زدت حيرة شاويشي وأنا أحاصره بتساؤلاتي ..

من الذي في يده سلطة تقييم أن هذا الزي فاضح أم عادي أم ساتر في الموقف المعين، قبل الاستعجال ببهدلة بنات الناس ورفعهن أو سوقهن إلى الاقسام ؟ فمن المعلوم أن مجرد أعتراض امرأة من جهة نظامية ولو بمجرد لفت النظر، يعتبر بصمة فيش وتشبيه على اخلاقها وسمعتها !

ثم تانيا، من الذي أفتى بأن البنطال زي رجالي، وقد جعلته ملايين من النساء الشرق اسيويات زيهن القومي منذ زمان حبوباتنا بنات حوا الكبار ؟! بل ان البنطال في كثير من الاحيان اكثر سترة، مما تقدل به بعض بنياتنا في المجتمعات ولا يجدن من يسألهن عن تلت التلاتة كم !!

قلتها ابان قضية لبنى رغم ما شابها من اجندة وتسيس، واقولها الان وقد توشح وجداني بالحزن والسواد منذ رؤيتي للفيديو المشئوم الذي ازاح عن بصري بعض غشاوة الجهل بكيفية تطبيق العقوبة .. التزامت بالحجاب منذ تقريبا بلوغي مبلغ البنات، ولكن لم يقلل هذا الالتزام يوما من احترامي وتقديري التام لغير الملتزمات به، وفيهن بعض أخواتي وقريباتي وصديقاتي وأهل عشيرتي، ولا أملك لهم سوى الدعوة بالهداية فانك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ..

عدم الالتزام بالحجاب لا يقدح في أخلاق المرأة، ولا يعني أن توصم بالفعل الفاضح أو أن تعامل بصورة غير لائقة، ورغم أن هناك من بناتنا الصغار من يجبرنك على نتف صويفاتك من سوء ما يرتدين من ضيّق ومحزّق، ولكن هذا لا يعني معالجة ذلك التفلت بامتهان انسانيتهن، فنحن شعب روحه في شرف بناته وسمعتهن، ولا نرضى بأن نمس فيهن بالترويع أو الجلد ولو بـ (دغث) أو (حنقوق) الحصير ناهيك عن سياط الحمير ..

طالما شغل بالي موضوع عقوبة جلد الفتيات بجريرة اللبس الفاضح، وكنت أحاول تخيل المكان الذي تنفذ فيه العقوبة وكيفية تنفيذها، وأحاول تصور اخواتي وبناتي ممن توقعهن (شوكة الشقي في الفراش بتتلقي) دون غيرهن في شقاء الجلد، ولكن حقيقة .. ليس من رأى كمن سمع !!

هرب النوم من عيوني بسبب بشاعة الفيديو، وكلما قمت بتحنسيه فر من رجع صدى لسعات السوط، وصرخات (واااي يا أمي) التي قللت الصبر وجفّلت النوم واسالت مني الدموع وجعة ووجيعة .. أمر الله سبحانه وتعالى بجلد شارب الخمر والزاني غير المحصن ومن يقذف المؤمنات الغافلات، ودعى للتثبت قبل اتهام الناس بالباطل ووضع قيودا على اثبات التهمة، وجعل من سابع المستحيلات اجتماع اركان الشهادة فيها، إلا بأن يعترف الجاني بفعلته أو يظهر الحمل على غير المتزوجة، وبعد ثبوت الجريمة، وضع شروطا ايضا لكيفية تنفيذها .. فاليفتينا علماء زواج الايثار عن غير هذه الاسباب عرفوها هم ونحن عنها غافلون – اباح فيها الاسلام جلد النساء ..

هل أمرنا الاسلام بدفع الحراير لـ (الزحيح) والزحف على أربع اتقاء لسعات السوط، وهن يستجرن ولا من مجير !

هل أمرنا الاسلام بأن نمتهن الانسانية بضرب الرؤوس والوجوه والاعناق !

هل يأمرنا الاسلام بجعل بنات الناس فرجة، أمام جمع من أخوان السرّة تجمهروا ليشهدوا عذابها وهم يضحكون ..

[EMAIL]munasalman2@yahoo.com [/EMAIL]
Exit mobile version