حبيبي آه وقلبي تاه في يوم (الزيارة).. ضيوف على الباب…الرجاء تقديم السيرة (الذاتية)..!!!

عرفت البيوت السودانية في الارياف وبعض المدن في الكثير من الاحيان من غير ابواب وعندما يحضر زائر “يصفق” بيديه ليوحي إلى اهل المنزل أن هنالك زائرا, وبرغم غياب الابواب عن معظم البيوت في ذلك الوقت، الا أن هنالك متسعاً من الامان والبراح بحيث كان الجميع يتداخل دون اي قيود بخلاف القيود المجتمعية والدينية، لكن اليوم صار من الصعوبة بمكان الدخول إلى المنازل بعد توفر الابواب المصفحة وازرار الاستقبال، وصار الضيف اليوم يقدم (سيرة ذاتية) كاملة لنفسه قبل أن يتم فتح الباب له…لكن لماذا تغير الوضع الاجتماعي بهذه الصورة.؟ وما هي الاسباب التي دفعت بالكثيرين اخذ كثير من التدابير الاحترازية للضيوف القادمين اقلها (النظرة من ثقب الباب)…وكثير من الافادات حول الموضوع تطالعونها في سياق التقرير التالي..
اشياء غريبة:
بداية تحدثت الينا هالة مصطفى “موظفة” وقالت إن الفترة الاخيرة انتشرت اشياء غريبة على مجتمعنا السوداني فمثلاً يطرق الباب طارق وعندما تفتح له الباب يقوم بعملية اختطاف أو احتيال أو ترهيب أو دلق ماء نار على الوجه أو يسأل سؤالا وهميا عن شخص غير موجود لكي يتطلع إلى مداخل البيت ومحتوياته ومن ثم يأتي ليلاً أو نهاراً للسرقة، وتضيف في زمن قريب كنا نقوم بفتح الباب أو نقول “اتفضل” من غير أن نعرف من الزائر، اما الآن فقد تغير الحال وتعددت الجرائم.
أمان مفقود:
اما ربة المنزل عفاف حامد فقالت: بصراحة لم يعد هناك امان… كنا في السابق نترك الابواب مفتوحة فالجميع يعرفون بعضهم حتى (الحرامية) كانوا يأتون ليلاً…اما اليوم فيأتي الحرامي بالنهار… وفي السابق كان الرجال هم من يسرقون…اما اليوم فالنساء ايضاً يشاركن في هذه المهنة… وتضيف: تعددت انواع الجرائم لذلك عندما يطرق احد الباب نسأله اولاً من هو؟ ونوصي الاطفال بعدم فتح الباب الا بعد أن يخبروا شخصا كبيرا , وقد يُغضب هذا السلوك كثيرين ولكن في النهاية الوضع الآن يتطلب المزيد من الحذر.
زمان ما زي هسي:
وتقول الاستاذة صفية محمد الطيب إن سبب هذا الخوف أي عندما يطرق الباب أي شخص يسأل ” من في الباب؟” سببه الكثير من الجرائم التي اصبحت تحدث في مجتمعنا السوداني وهي جرائم جديدة ودخيلة علينا لذلك اصبح الناس يتخوفون من فتح الباب مباشرة الا بعد السؤال عن هوية الطارق، وعلى الرغم من أن البعض يتحسس من هذا السؤال لكن اصبح عاماً لدى الكل. وتوافقها فاطمة علي والتي قالت: انا لا افتح الباب مباشرة وكانت هذه العادة قبل فترة لان المجتمع السوداني بطبعه متسامح ومتداخل مع بعضه , لكن هذه العادة اختفت نسبةً للمتغيرات الاجتماعية التي ظهرت حديثاً. واضافت “كما أن الاسر اصبحت اكثر خصوصية وغير منفتحة على الآخرين كما كان عهدها سابقاً” .واردفت: يمكن أن تكون بعض المناطق الطرفية في العاصمة ما زالت تحتفظ بهذا الشيء”.

تقرير:رحاب فريني
صحيفة السوداني

Exit mobile version