وهدد التنظيم الإٍرهابي، وفق بيان منشور، بشن هجمات في داخل الجزائر، ودعا الجزائريين إلى الابتعاد عن مقرات الحكومة والجيش.
ومن شأن عملية الإعدام هذه أن تثير ردود فعل حادة من الحكومة الجزائرية التي صبرت لحد الآن عن التدخل عسكريا في منطقة مالي المضطربة.
ويعد إعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي، ثاني عملية تستهدف الدبلوماسيين الجزائريين، بعد تلك التي استهدفت الدبلوماسيين بلعروسي وبلقاضي في جويلية 2005 في بغداد.
وذكر بيان أصدره أمير الحركة، أبو الوليد الصحراوي، أن إعدام الدبلوماسي الجزائري جاء “بعد انتهاء المدة المحددة للحكومة الجزائرية”، مشيرا إلى أنه “عليها أن تتحمل عواقب عنادها وقرارات رئيسها وجنرالاته الخاطئة واللا مسؤولة”؛ بحسب تعبيره.
وأوضح البيان أن ما وصفها بالجهة الجزائرية المفاوضة تراجعت عن إتمام صفقة تحرير الدبلوماسي “في اللحظة الأخيرة”، داعيا “الشعب الجزائري المسلم إلى الخروج المسلح على هؤلاء الطغاة المرتدين والوقوف مع المجاهدين”؛ على حد وصفه.
كما دعا الشعب الجزائري إلى “تجنب الاقتراب من مقرات الحكومة وقواتها دون استثناء”، مؤكدا أن مسلحي الحركة ماضون في “قتالهم نصرة لشريعة رب العالمين ولإخواننا في السجون والمعتقلات”.
وبرر البيان قتل الدبلوماسي بالقول: “لتعي الحكومة الجزائرية الغبية الدرس جيدا وتتعلم أن تحديها الموهوم لم يفدها في شيء”، مضيفا أن عليها “المسارعة في إطلاق سراح ما تبقى من دبلوماسييها ومبادلتهم كما فعلت المرة الأولى”؛ بحسب نص البيان.
نداء للرحمة لم يلق استجابة
وقبل يومين من مقتله، تحدثت “العربية نت” إلى عائلة الدبلوماسي الفقيد الطاهر تواتي، التي ناشدت الجماعة الإرهابية، أن ترحم “الطاهر تواتي المريض وأمه التي دخلت في غيبوبة بسبب تدهور وضعها الصحي”.
وقال عبد الله تواتي، عم الدبلوماسي المقتول، لـ” العربية نت” إن “الطاهر شاب خلوق جدا وملتزم ويعاني من فقر الدم، وهو حديث العهد بالزواج، كما أنه يساهم في إعالة أسرته بالجزائر”.
وكانت الحركة قد هددت بقتل الدبلوماسي الجزائري بمجرد انتهاء مهلة انتهت الثلاثاء الماضي، وتم تمديدها ثلاثة أيام بطلب من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث طالبت بقبول الحكومة الجزائرية مبادلة نائب القنصل الطاهر تواتي بثلاثة سجناء من القاعدة اعتقلوا الشهر الماضي في ولاية غرداية؛ جنوب شرق الجزائر.
واعتقلت قوات الأمن الجزائري، قبل أيام، القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة، المعروف بسم “السوفي”، وهو القيادي الذي يبدو أن قاعدة مالي قد انتقمت له بإعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي، فيما يبقى مصير الدبلوماسيين الآخرين غير معروف.