من أكبر عيوب هيثم مصطفى .. رخي أذنه لكل حديث يصله

[JUSTIFY]ما تزال أزمة هيثم مصطفى تراوح المكان حتى ظننا أن إسم الهلال سيتغير، كل أدلى بدلوه عشرات المرات ولم يغيروا في حقيقة الأمر شيئاً، وهو أن الأزمة قد استفحلت وصارت مشكلة حقيقية ستنسف موسم الفريق بكل تأكيد إذا استمرت على هذا المنوال وفتح الباب أمام كل الناس ليدلوا بدلوهم في القضية وكل يقول ما تمليه عليه عاطفته.. لدرجة أن الجميع قد نسي أننا في حضرة نشاط بات يحتكم إلى العقلية الإحترافية حيث لا مكان للعواطف والمجاملات، وأنه في هذا العالم يستحيل على اللاعبين مهما بلغت نجوميتهم أن يتجاوزوا حرمة المؤسسات.. وهذا ليس تقليلاً من وزن هيثم مصطفى بطبيعة الحال، ولا دفاعاً عن مجلس إدارة الهلال الذي تعامل مع الأزمة بطريقة غريبة وضعته في مواجهة أنصار الفريق التي تقدر بالملايين، وهو يدرك سلفاً أنها ترتبط وجدانياً بهيثم مصطفى، وهو الذي أسعدها مراراً وتكراراً لسنوات طويلة، وبالتالي اتضح حجم الخطأ الذي اقترفته الإدارة بإشعالها حرباً ومواجهة بينما كان الأنسب أن تمضى الأمور بسلاسة في شكل حوار متحضر أكثر من كونه مواجهة.. فالمواجهة تعني إرتفاع نسبة الخسائر وهو ما يحدث الآن في الهلال ولا يستطيع أي شخص أن يخمن أو يقدر الخسائر التي سينتهي إليها الجميع بعد نهاية الأزمة..!
في رأيي المتواضع أن الكابتن هيثم مصطفى يعاني من عيب أعتبره السبب الأول في تفاقم هذه المشكلة وهو أنه يرخي أذنه لكل حديث يصله من أي جهة، موثوق فيها أو غير موثوق فيما تنقله من أنباء، وأذكر أن مشكلة من العدم خلقت بينه والزميل إبراهيم الجيلي من (قوون) بسبب نقل غير صحيح لمعلومة تكفل بها أحد وسطاء الشر في الحقل الرياضي، وعددهم لا يحصى ولا يعد، مع أننا كنا حاضرين للنقاش الذي دار بصورة طبيعية بين مجموعة من الأهلة ولم يتعد أحد بالإساءة لهيثم مصطفى أو غيره بل انحصر الحديث عنه كلاعب كرة قدم، وغير هذا الموقف هنالك العشرات من المواقف التي تؤكد أن هيثم مصطفى يستجيب لأية وشاية وأي كلمة تنقل إليه من واشٍ عن إثنين إنتقداه في العاصمة القطرية الدوحة مثلاً كفيلة بأن تجعله يسافر في اليوم التالي أو في نفس اليوم إلى هناك لمصادمة هذين الشخصين، وأي تصرف لا يروق له ينبري له بالعنف، ويشهد على ذلك إشتباك سابق له مع عدد من زملاء المهنة بينهم مصورين وفي مقدمتهم أبوبكر شرش مصور المشاهد بناءً على موقف بسيط كان بوسعه أن يحله بطريقة سلسة تكسبه الكثير من الإحترام ولكنه إصطدم بالزميل المصور وحطم الكاميرا خاصته، ورغم أن المشكلة انتهت في وقتها إلا أن الإنطباع الذي تركته لا يخرج من تصنيف هيثم كرجل غضوب وعنيف في تصرفاته.. هذا بالإضافه إلى عشرات المواقف التي نحفظها عن ظهر قلب تتنافى جميعاً وطبيعة حياة النجوم، وأنا في هذا المقال لا أريد أن أضاعف أوجاعه، ولكنني أذكره فقط بأنه وبطبيعته الفظة قد تسبب في الكثير من المتاعب لنفسه، وأسهم بقدر وافر في تعقيد هذه الأزمة، ولو قدر له أن يتحمل جزءً من الأذى كضريبة للشهرة والنجومية، ويتغاضى عن توافه الأمور، مثل الصدامات التي افتعلها مع كل من الشاذلي عبد المجيد والدكتور الشاذلي هاشم والملاسنات التي زج فيها بنفسه، لما وصلت المشكلة إلى هذا الحد، خاصة وأنه لاعب صاحب عطاء وتأريخ وقاعدة عريضة تحبه وتحترمه وليس بحاجة إلى عطف زيد أو عبيد، ولكنه بإنفعالاته الزائدة، وحرصه على سؤال ومصادمة أي شخص يرد إسمه في (قوالة) أو وشاية أو خبر مفبرك جعل المشكلة متشعبة ومتصاعدة كل يوم إلى ما هو أصعب.
ولكن لو عدنا إلى أصل القضية سنجد أن غياب الحكمة في قيادة الهلال نفسها هي التي جعلت من النادي بطلاً لعدد من الأزمات التي ما كان اسمه يتردد فيها لو كان رئيسه أحد الأسماء التي اشتهرت بالحكمة والمكانة في الوسط الرياضي، فلو كان رئيس الهلال اليوم طه علي البشير مثلاً لما عايشنا أزمة، ففي عهد صلاح إدريس أيضاً ظهرت عشرات الأزمات التي كانت كفيلة بأن تنسف إستقرار الهلال، ولكن الحكمة وحدها هي التي كانت تنقل الناس من حالة التشنج إلى حالة الهدوء وتعيدهم إلى محطة التآلف والتحابب، وإذا كانت الأزمات الرياضية ومشاكل الوسط الرياضي تحل بعلو الأصوات والعضلات والقوة لماحصل أحد على شيء مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقية حلف الناتو والصين.
الإستقرار هدف عزيز وحلم كبير لكل نادٍ جماهيري في العالم ، لا يحققه إداري إنفعالي ومندفع مثل الأمين البرير وأمثاله في المريخ بالعشرات أولهم متوكل أحمد علي، وهو الآخر يملك القدرة على اختلاق مشكلة بين كل أزمة وأزمة، وقيادة المدرجات إلى تصرفات ومطبات مثل ما وقع فيه المريخ الآن ووضع اسمه أمام لجنة الإنضباط بالإتحاد الأفريقي، وعندما وصفه أسامه عطا المنان بأنه جاهل لم يشتمه بل حاول فقط أن يعمس له الحالة التي كان عليها عندما انتفخت أوداجه وحاول رفع صوته في مقام كان الحديث فيه للمنطق وليس الحلاقيم، وبناءً على ذلك أؤكد مرة أخرى أن أية مشكلة تعمس حالة من عدم الإستقرار في الناديين الكبيرين في السودان تعني عدم كفاءة الإدارة، وضعفها في مفهوم إدارة الأزمات، وكذلك سطحيتها في التعامل مع الانشطة ذات الإهتمام البشري المكثف.. ولأنها سطحية فإنها لا تستطيع ان تصمد امام رأي واحد فقط ومخالف يأتيها من أقاصي الأرض ناهيك عن معارضة من تحت الأقدام.
كفايه يا أهلي شندي
مازلت متمسكلاً بالحسابات التي أجريتها قبل انطلاقة مباريات المجموعة الأولى في الكونفيدرالية، وأن قطبي القمة هما أصحاب المقعدين، صحيح أن الأهلاوية قد اجتهدوا وحققوا المفاجأة بالفوز على الإنتر الأنجولي بعقر داره، ولكن حجم المفاجأة والإنجاز حتى الآن معقول جداً ويتناسب مع قدرات الاهلي الحقيقية، وهم مشكورون على ذلك لأنهم منحونا الفرح الجميل بهذه النتائج، ولكنهم سيخسرون في مباراة استاد المريخ بالجمعة، وهذا أيضاً لا يخرج من إطار التوقع والقراءات.. وإذا كان هنالك ما يخيف في المريخ فإنه في المنظومة الإدارية دائماً.. فمن وجهة نظري أن الإدارة الناجحة في كرة القدم هي التي توصل لاعبيها إلى ساعة المباراة وهم في أعلى حالات التركيز، وهذا ما كانت تفشل فيه إدارة المريخ في السنوات التي كان كل الوسط الرياضي يجمع فيه على أن الفريق الأقوى من حيث العناصر والأفراد بحوذة المريخ، ولكنه يأتي ويخسر على الأرض وسط دهشة الجميع..!
حاشية أخيرة
نادي المريخ لم يكن يوماً من الأيام كياناً جهوياً يناصر من يعانون من أمراض العنصرية والقبلية، وإن كان هنالك عضو من أعضاءه بمثل هذه المفاهيم فمن باب أولى أن تصدر البيانات وتتحرك المظاهرات تنديداً به وبأفكاره التي تنم عن جهل فاضح بمخزونه المعرفي، وعلى جميع أنصار النادي أن يتصدوا له ليقولوا كلمتهم فيه.. فالمريخ ليس حصان طرواده يصمم كل مرة ليحمل من هب ودب إلى داخل مدينة أحلامهم ثم يحترق…!
[/JUSTIFY]

كفر ووتر – بقلم ابوعاقلة اماسا

Exit mobile version