طيف القصف

طيف القصف

(تصدق بالله وتآمن) عزيزي القارئ حادثة قصف العربة ببورتسودان جرَّت إلى ذاكرتي، ذكرى يوم طويل قضيناه ونحن في أيام الخدمة الأولى أمام قاعة الصداقة نستهجن فيه قصف مصنع الشفاء، والشاعرة روضة الحاج تشحذ همة وجداننا، فتجدنا نزمجر كأن المصنع ملكنا الخاص.. والفنان في أوج أيامه يغني والسيد الرئيس يهز يقدل ويردد (سنرد).. ومجسم للرئيس الأمريكي في شكل( حمار) تمتطيه (…..) وإحدى العاملات تأخذها الهاشمية فتخلع (الشبشب) و(ترصع به ذلك المجسم، والأخريات ينفعلن معها..).

وفي وسط اللمة ابتلع حلقي من العطش وأكاد أسقط.. ولكني أتمالك نفسي حتى أثبت لها أنني أدين واستنكر أي عدوان على بلدي، وإن لم يصب شيئاً أملكه مباشرة، أو أذي بدنياً لأي مواطن سوداني.. وحتى الآن يستفزني ذلك القصف الذي يجعلني أتساءل هل هناك إمكانية لاستباحة أجواء وأرض السودان.. ومازال سؤالي قائماً وأكثر الحاحاً بعد أن حلقت طائرتان بدون طيار في حمانا في مطار بورتسورن، ثغرنا الباسم، ومن ثم قصفت هدفها.. وهذه الحادثة ذات دلالات كبيرة تستوجب أن تكون الآليات الدفاعية والاستقصائية الأمنية قدر التحديات التي تواجه البلاد.. إذن لا يعقل أن تتكرر ذات الحالة وتكون حدود البيان والمعرفة، إنها أي صواريخ القصف قد جاءت من جهة البحر على الجزء الشرقي من شارع الأسفلت، وإن جاءت على ذات النسق لضرب العربات المحملة بالأسلحة بواسطة طائرات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود المصرية، حسب ما رشح للإعلام، وعلى مستوى المواطن العادي، فإن تكرار تلك الحوادث والقصف دلالاته غير مبشرة لمالآت غير آمنة، إن جاء ما بعدها عدم تحديد مصادر ومواقع التحكم لمثل هذه الأحداث، ومن ثم الأسباب وراء حدوثها ومبرراتها تلزم وتستدعي المزيد من التفصيل، ومهما كثر أو قل الجدل حول هذه التطورات الفالتة فإن الاحتمالات قد تبدو مفتوحة.. مازلنا في البلاد نتهيب الوضوح والبيان الشفيف الذي يجعل (العدو المحتمل).. أو العدو غير المصرح عنه يتجرأ ويفاجئ بطلعة أو طلعات أخرى.. لا نريد أن نثير غباراً أو نستحث المواطنين على الخوف، ولكنا نهمس في أذن نظامنا بأن باتت مثل هذه الحوادث تدليلاً على حلقة مفقودة.. الوعي لدينا.. وأننا بحق المواطنة والدستور وغيرها من حقوق، نطالب أن ترتفع مستويات الحس الأمني لدينا، لنكون قدر الاستيعاب المرحلي الآني.. قد يخمنها البعض على أنها ردود فعل لبواطن خفية تكتنف بعضاً من بعض مطويات السياسة والدهاليز السلسلية الملتوية التي تعزز الاستهداف ومناصبة العداء والترصد الدائم.. فهل طمأنتنا آليات النظام على الدفاعات القوية، المضادات المستعدة، والجاهزية التامة لكل تطور أو مفاجئ أمني.

آخر الكلام:

لا نقل إن زمان الشجب والإدانة قد ولى إلى غير رجعة، ولكن الحقائق المجردة هي طوق النجاة في مرحلة الثورات الطائفة.. (وجاني طيفه طايف)..

سياج – آخر لحظة – 10/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version