وهذا …« موقف آخر » …!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]وهذا …« موقف آخر » …!! [/ALIGN] ** مصائب قوم عند قوم فوائد .. اتحاد سفريات الولايات الشمالية قد يكون سعيدا بالقرار الذي أصدره والي الخرطوم المتعافي ضد معتمد الخرطوم الكودة .. فالسيد المعتمد كان قد أصدر توجيها في بداية هذا العام بترحيل بصات الولاية الشمالية من موقف السجانة إلى الميناء البري ، وذلك أسوة بكل بصات ولايات السودان الأخريات ، ثم لأن السجانة لم تعد مكانا مناسبا لتستوعب زحام البصات وزخم ركابها .. الاتحاد لم ينفذ التوجيه ، وظل يطارد المحلية بمذكرات تطالبها باعادة النظر في توجيهها ، ثم السماح للبصات بمواصلة رحلاتها من السجانة .. ولكن محلية الخرطوم كانت ولاتزال ترفض طلب اتحاد البصات ، ثم استبدلت التوجيه بقرار يقضي بترحيل البصات إلى الميناء البري في فترة زمنية لاتتجاوز « 72 ساعة » .. وهنا بدأت الحرب غير الباردة بين أجهزة المحلية وأصحاب البصات واتحادهم .. بسطت المحلية سلطتها فى المساحة التى كانت تتخذها بصات دنقلا والمحس وكريمة محطتها الشهيرة ، وبأمر الشرطة انسحبت البصات من المحطة وتبعثرت في شوارع الأحياء التى تجاورها .. واليوم المسافر إلى احدى مدن الشمالية يستلم مع تذكرة البص رقم الهاتف السيار للسائق حتى يعرف « محطة القيام » .. فالحال بائس جدا ، علما بأن موعد تحرك البصات دائما مايكون ..« قبل آذان الفجر » ..!!
** نعم ، موعد تحرك الرحلة إلى مدن الشمال مزعج للركاب وأسرهم ، ولا أدري سر تمسك الاتحاد بهذا الوقت المظلم موعدا لتحرك بصاتهم ..« ما عارف لاحقين شنو في الشمالية ..؟» …وغير الموعد ، فان عدم معرفة الراكب بمكان التحرك أيضا مزعج ، وكذلك تبعثر البصات في الأحياء والطرقات مزعج ، أما مطاردة شرطة المحلية للبصات منذ منتصف الليل وحتى آذان الفجر – موعد التحرك – فهذه « قمة الازعاج » .. ولهذا وصفنا الحال بالبؤس .. فالمحلية تتمسك بقرار ترحيلهم إلى الميناء البري ، والاتحاد يتمسك برفض الميناء البري .. وبين هذا وتلك تحدث الفوضى غير الخلاقة التى يتحمل عبئها الراكب والسائق والشرطي وصاحب البص .. سألت الاتحاد عن أسباب رفضهم للميناء البري ، فأجابني الرئيس بأن المساحة بالميناء ضيقة ولن تسع البصات و « فولها وبلحها » .. فذهبت إلى الميناء البري مقدما تبرير الاتحاد ، فطاف بي مديره في المساحة المخصصة لبصات الشمالية ، ثم أشار لحاويات – 20 قدم – هى مخازن فولهم وبلحهم .. وللأمانة المساحة بالميناء البري أوسع من مساحة محطة السجانة، وكذلك الحاويات أرحب تخزينا من مكاتب الحجز بالسجانة .. فعدت للاتحاد شارحا لما شاهدته بأم عيني ، ولكن بعد ابتسامة ماكرة من العم محمد علي – رئيس الاتحاد – علمت بأن سبب الرفض ليس لضيق الميناء ، ولكن خوفا من غول رسوم هناك .. والرجل على حق ، حيث أصحاب العربات وسائقيها يلقبون الميناء البري بـ « مثلث برموده » .. فالرسوم هناك تكاد أن تبتلع ..« قيمة التذكرة » ..!!
** ملخص أزمتهم .. نعم ، السجانة لم تعد تصلح محطة للبصات ، وذلك لحزمة أسباب موضوعية ذات صلة بتجميل العاصمة وزيادة رقعتها الخضراء وتجميل ميادينها ، وكذلك لأسباب أخرى مهمة بالأسر الكريمة التى تقطن فى ذاك الحي العريق ، ومن حقها أن تنام وتصحو بهدوء وبلا ضوضاء .. لهذا اتفق مع المحلية في ترحيل المحطة ، واتفق مع الاتحاد في التوجس من الميناء البري الملقب عندهم بـ « مثلث برموده » .. ولذا يقترح الاتحاد حلا للأزمة في تقديري هو الأفضل .. بحيث يطالب الولاية والمحلية بمنحه قطعة أرض في أى مكان بولاية الخرطوم ليشيدوا عليها ميناءً برياً لبصاتهم .. أي ، هم يريدون إنشاء محطة بصاتهم بحر مالهم ، ويريدون إدارتها بأنفسهم ، بعيدا عن « التجار والسماسرة » .. أليس حلا أفضل يا ولاية الخرطوم ومحليتها بأن ندع « الخبز للخباز» ..؟… أم أن العقودات الخاصة يجب أن تحتكر ..« حتى المواقف » …؟
إليكم – الصحافة -الخميس18/9/ 2008م،العدد5479
tahersati@hotmail.com[/ALIGN [/ALIGN]
Exit mobile version