كشف عنها لأسرة الشهيد غازي الصادق .. طائرة تلودي .. تفاصيل جديدة!!

* ماذا قال عميد المنطقة العسكرية بتلودي للمعتمد والوزير قبل اصطدام الطائرة بدقائق؟!
* ماهي قصة طائرة الأنتنوف التي هبطت في مطار تلودي بعد ساعات؟!
* لماذا أصر شقيق الشهيد طارق، قائد قوات الدفاع الجوي على نقل الجثامين بطائرته الخاصة؟!
* ما سر المكالمة التي دارت بين قائد الدفاع الجوي من تلودي والفريق ركن بكري حسن صالح؟!
تقرير: أحمد دقش
(ليس من رأى كمن سمع) مثل رُدد منذ القدم للتأكيد على صحة معلومة أو حدث أو حتى نفي خبر.. هذا ما أرادت أن تقوله حكومة ولاية جنوب كردفان ووفد المنطقة الشعبي الذي وصل إلى الخرطوم في اليومين الماضيين لتعزية أسر شهداء طائرة تلودي، وربما الرغبة في ذلك تعود إلى الشكوك والهواجس التي انتابت الشارع العام السوداني حول تحطم الطائرة واستشهاد كل ركابها، ولعل الشكوك مردها إلى أن المنطقة أصلاً ملتهبة بطبيعة العمليات العسكرية التي تدور فيها وإصرار قوات الجيش الشعبي على دخولها والاستيلاء عليها لأهميتها الاستراتيجية وتوسطها بين المناطق التي تسيطر عليها في كاودا وهيبان وفي الاتجاه الآخر دولة جنوب السودان التي تمثل تلودي آخر النقاط الحدودية الكبيرة معها.
()
حديث الساعات والدقائق..!!
وفد رفيع يمثل الحكومة والأحزاب السياسية والإدارة الأهلية وصل إلى الخرطوم لتعزية أسر الشهداء وتحدث بعبارات وضح أن لديه أكثر من معنى وهدف من ذلك، وذلك وضح من خلال الاسترسال في التفاصيل المتعلقة بالحادثة وذكرها بالتفصيل الممل لأهل الشهداء وفي ذلك قال نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان صباحي كمال الدين خلال مخاطبته أسرة الشهيد غازي الصادق أمس الأول بأم درمان إنه كان برفقة وزير تنمية الموارد البشرية عبد الله التوم الإمام كوفد مقدمة أرسل من حاضرة ولاية جنوب كردفان كادقلي إلى محلية تلودي للترتيب لاستقبال الوفد الزائر في صبيحة يوم العيد. وأضاف “انتقلنا بطائرة عمودية من العاصمة كادقلي إلى مدينة تلودي ونزلنا فيها حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، في يوم 30 رمضان وعلى الفور التقينا بحكومة المحلية وعلى رأسها المعتمد ولجنة الأمن وأطلعنا بعدها أهل المنطقة بالزيارة التي ستصلهم بقيادة المهندس غازي الصادق”. وقال صباحي إنه وفي صبيحة يوم العيد وعقب أداء صلاة الصبح خاطب معتمد تلودي المصلين وأكد أن اتصالات تمت مع الحكومة الاتحادية في حوالي الساعة الخامسة تأكد من خلالها أن الوفود ستتحرك إلى كادقلي عند السادسة صباحاً.
()
تفاصيل حديث جانبي بين صباحي والوزير عبد الله..!!
صباحي مضى إلى الاسترسال في التفصيل حينما قال إنهم تحركوا من منزل معتمد تلودي بالضبط في الساعة السابعة والربع من صبيحة يوم العيد وأضاف “كنا نتجاذب الحديث مع الأخ الوزير عبد الله بأن الأجواء في تلك اللحظة كانت صافية مما يؤكد أن الزيارة ستكلل بالنجاح لأن برنامجها وضع لتكون قصيرة ونشطة”، وقال إنهم انتقلوا إلى المطار تقريباً عند الساعة السابعة والثلث، وزاد بالقول: “أصبح حينها الضباب يقترب رويداً رويداً ورغم ذلك كانت الرؤية مسموح بها في حدود ثلاثة إلى أربعة كيلو مترات تقريباً”، ويقول إنه عندما أشارت الساعة إلى السابعة وخمسة وعشرين دقيقة أصبحت الرؤية منعدمة تماماً، إلا لبضع كيلو مترات إلى الأمام”. ويمضي إلى أنه في الساعة السابعة و29 دقيقة أشار إلى الأخ الوزير بأن الوفد من المفترض أن يكون قد وصل إلى تلودي. وأضاف “افتكرنا أن تأخيراً قد حدث وأثناء حديثنا ذلك أتت الطائرة عند السابعة والنصف تماماً وعبرت من أعلى المطار دون أن نراها لأن الرؤية منعدمة تماماً بالنسبة لنا ولكن سمعنا صوتها وهي تعبر من الشمال إلى الجنوب أعلى المطار مباشرة”.
()
طائرة تلودي.. الاختفاء عن الأنظار..!!
حالة من التوتر والقلق، قال نائب رئيس المؤتمر الوطني صباحي كمال الدين إنها سيطرت على عميد المنطقة العسكرية بتلودي عقب انعدام الرؤية بمطار تلودي، وزاد بالقول: “بعد بضع دقائق تقريباً وعند عبور الطائرة إلى الاتجاه الجنوبي جاءنا عميد المنطقة العسكرية في تلودي وقال لنا إن الطائرة لن تستطيع أن تهبط في مثل هذه الأجواء التي كانت تخفي الرؤية تماماً واستسلمنا لذلك وظللنا في المطار”، ويمضي صباحي إلى أنه وبعد (7) دقائق تقريباً استمع الحاضرون إلى صوت الطائرة مرة أخرى يعود ليسمعوا بعدها مباشرة صوت انفجار واصطدام الطائرة فوق الجبل في الاتجاه الشرقي للمطار. وأضاف “على الفور هرعنا إلى الجبل ومعنا المعتمد ولجنة أمنه وكانت الرؤية تصعب تماماً ولكن عندما تقدمنا في الصعود بدأ يظهر لهب النار وألسنة النار وكنا نزحف ومعنا مجموعة من العسكريين كانوا يسبقوننا للتأمين وغيره وكانوا هم يسبقونا إلى أعلى الجبل”. وقال إنه وبوصولهم إلى قمة (جبيل النار) وجدوا أن الطائرة مبعثرة في قمة الجبل. وأضاف “المكنة في موقع والجناح الأيمن في موقع والجناح الايسر في موقع وحتى آخر وأصغر الأجزاء بالنسبة للطائرة كانت مبعثرة”.
()
كيف اصطدمت الطائرة بالجبل؟!
ويقول صباحي إنه وبوصولهم بعد دقائق إلى الموقع بالضبط الذي اصطدمت به الطائرة وجدوا أنها اصطدمت بالمقدمة مع الجبل. وأضاف “كانت هنالك ثلاثة أجزاء في شكل كتل من اللحم وأجزاء من أجسام الشهداء مقسمة من المنتصف والأعلى ومحترقة تماماً.. وهذه واضح أنها مع الصدمة العنيفة خرجت خارج الطائرة أما البقية فقد تفحمت تماماً ولا يوجد منها أي شيء”. وقال إنهم قاموا بجمعها في البطاطين وحصرها، ويمضى إلى أنهم ظلوا في حالة اتصال دائم مع حكومة الولاية والخرطوم. وأضاف “في الخرطوم الناس كانوا مصرين على إرسال طائرة لحمل الجثث، ولكن أخبرناهم بأنه لا توجد جثث وإنما أجزاء متفحمة ويصعب نقلها أو التمميز بينها”. ويقول إنه وفي حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً بدأوا النزول من أعلى الجبل.
()
أسرار الاتصال بالفريق بكري حسن صالح..!!
يقول صباحي كمال الدين إنه وبمجرد نزولهم إلى الأرض من أعلى الجبل وجدوا أن طائرة أنتنوف قد وصلت من الخرطوم وكان على متنها أحد أشقاء الشهيد معتمد الخرطوم بحري طارق مبارك. ويقول إن شقيق الشهيد هو قائد للقوات الجوية برتبة اللواء، ويضيف بالقول: “أصر أن نصعد مرة أخرى إلى قمة الجبل، والوقوف على الوضع بنفسه، وأصر على حمل الجثامين معه إلى الخرطوم. وقلنا له إن الأمر ليس كما تظن وطالبناه بالصعود وبعدها يحدد إمكانية ذلك”، وقال صباحي إن شقيق الشهيد طارق صعد إلى قمة الجبل، ووقف على الوضع وإطمأن تماماً، وأضاف “بعدها اتصل بالفريق بكري حسن صالح وأكد له استحالة نقل الجثامين وعاد وهو متيقن بالتفاصيل التي حدثت وقال له إن هناك استحالة في حمل الجثامين لأنها تناثرت ولايمكن التفريز فيما بينها”، وقال إن الشهداء قبروا في مقبرة واحدة بالقرب من المطار بعد أن شيعت الجثامين في موكب هادر من أهالي تلودي.
()
الرد على تساؤلات أسرة الشهيد الأغبش..!!
علو مكانة وفد ولاية جنوب كردفان الذي يمثل الحكومة والأحزاب السياسية والإدارة الأهلية والذي وصل إلى الخرطوم لتعزية أسر الشهداء، وتحدثه بعبارات وضحة ردت على الاستفهامات والهمس الذي يردده البعض عن أن تلك الحادثة قد وقعت بفعل فاعل،بالإضافة إلى أن نائب رئيس المؤتمر الوطني صباحي كمال الدين قال ردا على ذلك الهمس والشكوك بالقول: “نحن قصدنا التوضيح لأن هناك أناس يكتبون في الصحف ولايعرفون جغرافية المنطقة والطقس فيها، وفي ناس مغرضين كثيرين في مثل هذه الظروف يحاولوا أن يدسوا بعض السموم في الظروف الماثلة، ولكن سنأتي يوماً ونسأل يوم لاينفع مال ولابنون، ونشهد الله على حقيقة ما قلنا ونحن كنا نتابع الأمر دقيقة بدقيقة”، ويقول إنهم عندما كانوا في عزاء أسرة الشهيد الأغبش في ظهيرة أمس الأول طرحت بعض الاستفسارات عن أن الأحوال الجوية لم تكن سيئة مما دفعنا لأن نوضح لهم ذات الحقائق التي نقولها لكم الآن كأسرة للشهيد غازي الصادق، وأكد صباحي أن الأمر رباني لا صلة فيه لأي جهة أو دخول أيادٍ فيه، وقال: “بعد تلك المعلومات اطمأن أهالي الشهيد بأن ليس هناك أيادٍ دخلت في النصف أو خلافه”. وقال إنهم كانوا حريصين على أن يصل الإعلاميون قمة الجبل ويعملوا على تصوير المشاهد وقال إن من بين تلك القنوات الشروق وتليفزيون السودان حيث قامتا بتصوير الحطام وتم بثه للجميع، وأضاف “نحن في قمة الجبل عرباتنا في الأسفل لم نكن نراها ولكن تقريباً بعد حوالي ساعة ونصف بدأ الضباب يختفي رويداً رويداً إلى أن أصبحت الرؤية متاحة”.
()
(السوداني) تحصل على خطة تأمين منطقة تلودي..!!
وقال صباحي كممثل لمخاطبة أسرة الشهيد غازي الصادق إنابة عن بقية الوفد إن المنطقة التي وقع فيها اصطدام الطائرة تبعد حوالي (2) كيلو متر من تلودي. وقال صباحي إنه سيذكر معلومات تتعلق بتوسيع دائرة تأمين منطقة تلودي بغرض إزالة الشكوك التي بثها من أسماهم بالمغرضين، ومضى إلى التأكيد بأن دائري تأمين المنطقة تبدأ بوجود قوات عسكرية من منطقة السلامات (13) كيلو متر في جنوب تلودي، ويضيف: “شمالاً لدينا قوات في منطقة مفلوع 10 كيلو مترات وهي وردت كثيراً في الجرائد وظل العدو يقصف منها كثيراً مدينة تلودي”، وقال إن القوات المسلحة لديها حامية في الجانب الشرقي من مدينة تلودي في منطقة أم دوال 19 كيلو متراً”، وذهب إلى أن مدينة تلودي محاطة من الجانب الغربي بجبل كبير فاصل بين المدينة والمتمردين ويصعب عليهم التسلل عبره، وأضاف “هذه هي الدائرة الأمنية وكانت اشتراط من المواطنين أن لا يعودوا إلى المدينة إلا بعد توسيع الدائرة الأمنية إلى المناطق التي ذكرتها الآن”.
()
خطة برنامج قصير ونشط..!!
وزير تنمية الموارد البشرية عبد الله التوم تحدث بعبارات موجزة كشف من خلالها عن البرنامج الذي تم وضعه للوفد الرسمي الزائر برئاسة الوزير غازي الصادق، حيث قال إن الزيارة كان مخططاً لها أن تبدأ التاسعة وتنتهي الواحدة ظهراً بسبب أن السحب كانت تتجمع في ذلك الموعد، وأضاف “قصدنا أن يطير الوفد في ذلك الزمن قبل تجمع السحب”، وقال التوم إنهم بذلك أرادوا أن تكون زيارة الوفد قصيرة ونشطة، وأضاف “تم تقسيم الوفد إلى مجموعتين الأولى تضم الوزير والدستوريين ويقومون بمخاطبة المواطنين في الداخل أما المجموعة الثانية تضم العسكريين وهم يذهبون إلى تفقد القوات في المواقع الأمامية ويعودون الساعة 12 لتغادر طائرتهم في الواحدة لكن إرادة الله أرادت عكس ذلك”.
[email]dagashyat@yahoo.com[/email]

صحيفة السوداني

Exit mobile version