وأكد وزير الاعلام الدكتور أحمد بلال عثمان اصطدام الطائرة بجبل «حجير النار» جنوب شرق مدينة تلودي قبل ان تحترق تماما ويتفحم كل ما بداخلها .
تعازي واحتساب
احتسبت رئاسة الجمهورية عند الله تعالى وزير الارشاد والاوقاف الاتحادي المهندس غازي الصادق ورفاقه الذين استشهدوا بمدينة تلودي حيث ارتطمت الطائرة التى كانت تقلهم بجبل «حجير النار»جراء ظروف جوية قاسية، وتلقت رئاسة الجمهورية العزاء في شهداء طائرة تلودي بالقصر الجمهوري، من الدستوريين والقضاة وقيادات المجلس الوطني ومجلس الولايات وحكومة ولاية الخرطوم ورؤساء البعثات الدبوماسية ورؤساء الأحزاب والقوى السياسية والشعبية ورؤساء الاتحادات المهنية والفئوية وقيادات الأجهزة الاعلامية ورؤساء تحرير الصحف ورجالات الطرق الصوفية ورجالات الدين المسيحي .
واكد رئيس الجمهورية لدي مخاطبته جموع المعزين التزام الدولة بالمضي قدماً علي درب الشهداء ايمانا لتحقيق السلام والاستقرار في كافة ربوع البلاد، قائلا ان طائرة تلودي لم تكن هي الاولي فقد كان من قبلها طائرة شهداء الناصر وطائرة شهداء عدارييل وطائرة شهداء بانتيو.
وأكد البشير ألا تراجع عن العهد مع الشهداء ،مؤكدا ان مسيرة الشهداء ستمضى من أجل العزة والكرامة .كما جدد والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر عهد حكومته مع الشهداء لأجل السلام والاستقرار في كافة ربوع البلاد، وقد أقيمت أعراس مراسيمية ومهرجانات تأبينية للشهداء خاطبها مسؤولون وقيادات الأحزاب والقوى السياسية وفعاليات المجتمع المدنى فى مناطق عديدة، ونصبت سرادق للعزاء فى منازل الشهداء فى مناطق متفرقة بالعاصمة القومية ولازالت جموع المسؤولين والمواطنين تتقاطر نحوها .
مواساة
تلقى رئيس الجمهورية عددا من الاتصالات الهاتفية وبرقيات التعازى من دول العالم العربى والاسلامى والدول الصديقة في شهداء طائرة تلودي وعلى رأس هؤلاء الرئيس المصرى الدكتور أحمد مرسى والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الارترى اسياسى افورقى والدكتور اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ، فضلا عن وفود وبرقيات من ولايات السودان المختلفة والمنظمات والهيئات الدبلوماسية ،كما نعى الاتحاد الدولي للصحفيين في نشرته الصحفيين السودانيين شهداء طائرة تلودي فضلا عن مشاركة قادة الأجهزة الاعلامية في تقديم واجب العزاء، فيما قدم الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والاعلام واجب العزاء فى عدد من شهداء حادثة الطائرة بمحليات بحري وكرري وأمبدة وأم درمان والخرطوم وجبل اولياء، بينما قام وفد وزاري برئاسة الفريق ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية وعدد من قادة العمل السياسي والتنفيذي بالبلاد بتقديم واجب العزاء في شهداء السلام والوطن بتلودي .
والي جنوب كردفان يقطع إجازته معزياً
كشفت مصادر لـ«الصحافة» ان والي جنوب كردفان أحمد محمد هارون قطع اجازته عائدا لأرض الوطن لتقديم واجب العزاء وقد توجه فور وصوله لمنازل الشهداء مقدما واجب العزاء محاولا ان يتمالك نفسه كحال الكثيرين من أبناء الولاية وأبناء السودان ،الا ان الدموع قد غلبت لتتساقط عند تأبين فقيد شباب السودان ابن كالوقى الوزير الشهيد عيسى ضيف الله والوزير الشهيد محجوب عبد الرحيم توتو وأمل جنوب كردفان وقائد مفاوضاتها المقبلة فى أديس أبابا ابن السودان البار وموجه وقائد جنوب كردفان الشهيد مكى علي بلايل كما يقول ياسر كباشى انابة عن أهل الولاية ،كما الحال فى منزل الوزير الشهيد غازي الصادق أمير المجاهدين الذى أحبه أهل جنوب كردفان منذ ان وطأت قدماه أرض الولاية ، سيما أهل تلودي التى وصلها لاول مرة برفقة رئيس الجمهورية عقب ساعات من أدائه القسم وزيرا للاعلام وبالطبع ستشمل الجولة التى تتواصل صباحا ومساء أسرة زميلنا عبد الحى الربيع الذى روح وفرج الهم والكرب عن الأطفال العائدين من حضن التمرد وقد أحبه أهل جنوب كردفان كبيرا وصغيرا كما أحبه أهل السودان قاطبة وستظل سيرته العطرة بينهم ، كما ستشمل قيادات الدفاع الشعبى الذين أرسوا دعائم السلام والاستقرار والتنمية بجنوب كردفان ، ويتقدم أهل جنوب كردفان عبر «الصحافة» بواجب العزاء للسودان عامة وللخرطوم حكومة ومواطنين خاصة لوقفتهم الشجاعة والقوية سندا وعضدا لجنوب كردفان فى محنتها .
هارون لـ«الصحافة» عقب عودته
أكد والي جنوب كردفان أحمد محمد هارون فى تصريح خاص لـ«الصحافة» انه قطع اجازته للعودة الى السودان لتقديم واجب العزاء فى شهداء طائرة تلودي الا انه رفض الكشف عن وجهته ، قائلا ان البلاد فقدت رموزا وطنية كبرى يتقدمهم مكى علي بلايل وغازي الصادق وهم يشكلون لوحة وطنية متفردة للطيف السياسى والاجتماعى للوطن حيث كان مقصدهم تلودي الصامدة والتى تلاحمت فيها جموع الشعب السودانى فى سبيل قضاياه الكبرى وكان ديدنهم منذ الشهيد الزبير ورفاقه مرورا بالشهيد ابراهيم شمس الدين ورفاقه الى الشهيدين مكى علي بلايل وغازي الصادق ورفاقهم ،فكلهم يشكلون مسيرة عطاء وطنية ستمضى لأجل الوطن، وقال هارون دعواتنا انابة عن أهل جنوب كردفان ان يتغمدهم الله بواسع رحمته وان يجعل دماء هذه القامات التى مضت الى الله نقية طاهرة ان تكون مهرا للسلام والأمن والاستقرار للمنطقة .
تضارب فى الأرقام
طائرة المعايدة الى تلودي كانت احدى «أربع « طائرات تقل قيادات مركزية لمشاركة المواطنين فرحة العيد لكل من كادقلى برئاسة مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق المهدى ،هجليج برئاسة الدكتور عوض أحمد الجاز وزير الطاقة ،الدمازين برئاسة الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الاعلام ، ثم طائرة تلودي المنكوبة برئاسة غازي الصادق وزير الارشاد والاوقاف الاتحادي ، وقد تضاربت الانباء حول من كانوا يرافقونه مابين «30» شخصا بينهم «5» هم طاقم الطائرة حسب رواية معتمد تلودي علي دفع الله ديدان التى قال انه استقاها من الشهداء عوض الكريم كابيلا والصادق عبد الماجد ووعيظ صلاح قبيل لحظات من تحرك الطائرة من مطار الخرطوم و«31» شخصا حسب رواية مسؤولين و«32» حسب روايات أخرى لمسؤولين ،الا ان أسباب الربكة ترجع لخلل وعدم ضبط فى عملية التنسيق والتدقيق والتى تتحملها بالكامل ادارة الدفاع الشعبى نفسها ، قيام أربع طائرات فى ذات الموعد عبر صالة كبار الزوار الجنوبية وتبديل وتعديل هنا وهناك فى القوائم ،وتفيد معلومات تحصلت عليها «الصحافة» ان الشهيد عبد الحي الربيع كان مقررا له ان يذهب للنيل الأزرق الا انه عدل رأيه لتلودي تماما كما فعل زميله اسماعيل عبد الكريم الذى جاء من نيالا ممارضا زوجته وقد سبقته الشهادة فى تلودي، وكذلك وزير الدولة محجوب عبد الرحيم توتو الذى عدل رأيه أخيرا من كادقلي الى تلودي .
الأسماء كما بثتها الأجهزة الرسمية
الا ان القائمة التى بثها التلفزيون شملت الى جانب رئيس الوفد زير الدولة بوزارة السياحة عيسى ضيف الله، وزير الدولة بالشباب والرياضة محجوب عبدالرحيم توتو، المعتمد برئاسة ولاية الخرطوم محمد الحسن الجعفري، وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم علي الجيلاني، رئيس حزب العدالة مكي علي بلايل، معتمد بحري طارق المبارك خميس، عضو البرلمان عن جنوب كردفان حامد الأغبش، اللواء أحمد الطيب أبوقرون جهاز الأمن والمخابرات، بجانب مدير مكتبه النقيب سيف الدين ابراهيم وحرسه الخاص ، لقمان عمر قائد ثاني الدفاع الشعبي، وعيظ صلاح عمر بالدفاع الشعبي ، عوض الكريم سر الختم «كابيلا» بالدفاع الشعبي ، عمر محجوب أحمد نائب منسق الدفاع الشعبي بولاية الخرطوم، عمر عبد القادر منسق الدفاع الشعبى ،الصادق المكاوي منسق الدفاع الشعبي بجنوب كردفان، اللواء صلاح اسماعيل بالقوات الجوية ، محمد بخيت مجمع الفقه الاسلامي ، اللواء شرطة أحمد موسى أحمد نمر، عبدالعظيم حمزة المؤتمر الوطني الخرطوم ، الساير محمد الساير بوزارة الارشاد والاوقاف ، صلاح الدين مصطفى «معنويات» بالدفاع الشعبي ، عبدالحي الربيع بالتلفزيون القومى ، اسماعيل عبدالكريم بالتلفزيون ،الشيخ عبدالرحيم البعثة الاعلامية ، عبدالعاطي أحمد مراسل التلفزيون القومى «اعلام الخرطوم» ، بشير فضل السيد بتلفزيون ولاية الخرطوم ، بجانب طاقم الطائرة وهم: قنادى سيمانوف كابتن الطائرة «روسى الجنسية ،وعبدالمنعم كامل مساعد كابتن «سودانى » ،أرمين فير بيان مهندس جوى «أرمينى » ، هشاموف أكرم ملاح جوى «طاجكستان » ام سلمة عثمان وناهد الصديق مضيفتان «سودانيتان» .
حوادث متكررة
اعتبر خبراء فى المجال ان حادث طائرة الانتنوف التابعة لشركة «ألفا» بتلودي لم يكن الاول فى مسلسل حوادث الطيران الروسى فى السودان كما لا يعتقدون انها الأخيرة فى ظل الحظر الاقتصادى على الحكومة السودانية والحظر الأمريكى المفروض على الخطوط الجوية السودانية ، الا انهم قالوا ان طائرة تلودي قد حجزت لها مكانا في لائحة طويلة من قائمة نعوش الانتنوف في السودان بشقيها المدني والعسكري متجاوزة المئات من القتلى على رأسهم النائب الاول لرئيس الجمهورية اللواء الزبير محمد صالح و«20» من رفاقه عام 1998م بعد ان هوت طائرة «انتنوف» التى كانت تقلهم في نهر السوباط بالقرب من مدينة الناصر بولاية أعالي النيل أثناء جولة تفقدية لهم بولايات الجنوب ، تلتها بعد ثلاثة أعوام عام 2001 حادثة تحطم طائرة عسكرية لدى انحرافها على مدرج عدارييل بأعالي النيل نتيجة عاصفة رملية كان على متنها العقيد ابراهيم شمس الدين وزير الدولة بوزارة الدفاع و«14» من كبار قادة الجيش ، وامتدت حوادث الطائرات لتشمل النائب الاول للرئيس وقائد الجيش الشعبي د . جون قرن عقب سقوط طائرة الرئاسة اليوغندية التى كانت تقله مع رفاقه في سماء الجنوب عام 2005 ،وتتالت حوادث الطائرات العسكرية والمدنية بالعشرات فى أجواء ولايات السودان المختلفة لتحصد مئات الأرواح السودانية ولكنها لا تخرج جميعها عن دائرة الحرب التى يدور رحاها بمناطق السودان المختلفة فضلا عن الاهمال من قبل بعض الجهات المسؤولة وقصور التدريب وانعدام الرقابة والمحاسبة والشفافية .
قضاء وقدر
ولكن ماذا يقول أهل تلودي وقد وقعت الحادثة أمام أعينهم ومسامعهم ؟ اعتبر كثيرون حادث الطائرة بمثابة كتاب مؤجل حان موعده ميقاتا فى اول أيام عيد الفطر المبارك ومكانه أرض تلودي ، ويقول حمد النيل ابراهيم عبدالله جمجم مشرف تربوى فى مرحلة الأساس ان الحادثة قضاء وقدر وليس بفعل فاعل وقد جاء الأجل المكتوب لهؤلاء ويبرئ جمجم أيادى المتمردين من التلوث بدماء الشهداء جراء الحادثة ، ويؤكد ان التمرد ليس له وجود بهذه المنطقة وهى جزء من المدينة على بعد «5» كيلو مترات فى اتجاه الجنوب الشرقى ،فيما يجزم قيادى حكومى بان التمرد ليس له ضلع فيما حدث بل قضاء وقدر من الله ، ويقول بان المتمردين يبحثون بشدة لتوسيع دائرة انتشارهم لتقوية موقفهم التفاوضى فاذا كان هذا الحادث بفعل فاعل لكان اول من تبناه هم المتمردون انفسهم ، تماما كما تقول قيادات بالتمرد بمنطقة أم دورين والتى تفصل كادقلى عن تلودي لـ«الصحافة» نحن نعيش أجواء السلام وقد سئمنا الحرب التى جلبت الدمار والخراب لأهلنا، وليست لدينا قوات فى منطقة الحادث وان ما حدث بسوء الأحوال الجوية حيث انعدمت الرؤية تماما ، ويؤكد الأمير محمد جمجم والعمدة السيد الحاج ان المنطقة دائما ما تشهد موجة من الضباب فى مثل هذا الوقت من كل عام، ويؤكدان بان الطائرة تعرضت لموجة كثيفة من الضباب انعدمت معها الرؤية تماما ،ويقول الجيش على لسان الناطق الرسمى باسمه العقيد الصوارمى خالد سعد ان جنوب كردفان ظلت آمنة طيلة شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك ولم تشهد اي تفلتات أمنية وان الحكومة الولائية والقوات المسلحة منشغلان بمعالجة الاوضاع الانسانية والترتيبات الأمنية وأشار الناطق الرسمي ان كافة الوحدات العسكرية بجنوب كردفان قد احتفلت بعيد الجيش الـ«58» في معنويات عالية جداً مما يؤكد هدوء الاوضاع الامنية واستقرارها بالولاية ، فيما أكد موسى مهدى مسؤول العمل الطوعى بتلودي مشاركة أهل تلوى كبارا وصغارا فى جمع الجثامين من قمة الجبل ، ويقول لـ«الصحافة» رغم صعوبة ووعورة صعود «جبيل النار» ولمسافة طويلة جدا الا ان الجميع شارك بلا تقاعس ولقد حاولنا انقاذ ما يمكن ولكن مشيئة الله كانت نافذة .
تحقيق في تحقيق
قدم مدير الطيران المدنى المهندس محمد عبد العزيز استقالته لرئيس الجمهورية حسب زمة «كومون» ولكن من غير المعروف ان كانت الاستقالة مسببة لحادثة طائرة تلودي أم لا ،الا ان مصادر «الصحافة» تفيد بان عبد العزيز يعانى من مرض عضال منذ فترة ،فيما وصل منطقة الحادث بجبل «حجير النار» فى تلودي صباح ثانى العيد تيم من المركز ضم مسؤولين فى الطيران المدنى وقيادات عسكرية وشرطية وأمنية للتحقيق حول ملابسات الحادث فى ظل أحوال جوية ممطرة وشبورة وسحب متراكمة ولم يدلوا حتى الآن باي تصريحات ،الا ان هنالك الكثير من الأسئلة التى تطرح نفسها حول ملابسات حادثة طائرة تلودي ،هل الطائرة منذ اقلاعها من مطار الخرطوم تم تزويدها باحداثيات حديثة؟ وهل تمت عملية المراقبة والمتابعة عبر الأبراج المختلفة؟ خاصة بان كابتن الطائرة روسى الجنسية ومن الأرمن وهى اول رحلة له الى تلودي ويساعده سوداني ،وهل مطار تلودي نفسه مهيأ لاستقبال الطائرات سيما تحت ظل هذه الظروف ؟ وهل المعالم البارزة حول المطار من جبل «حجير النار» وغيره معلومة ومبينة ؟ وهل برج المراقبة بتلودي يعمل وبكفاءة ؟ وهنالك من الأسئلة التى تحتاج لان تجيب عليها لجنة التحقيق نفسها لماذا تجاوزت الطائرة مطار تلودي جنوبا «6 » دقائق قبل ان تعود أدراجها عائدة ؟ حسب افادة معتمد تلودي ولماذا تأخرت نجدة الاستغاثة والكابتن يصيح «تلودي ،تلودي ،تلودي» دون اجابة ؟ حسب رواية المعتمد أيضا وماهى الكلمات غير المفهومة التى تهمهم بها الكابتن قبيل اصطدامه بالجبل ؟ وهل من يعمل ببرج المراقبة بتلودي كان موجودا فى تلك الأثناء ؟ وهل هو نفسه مؤهل للتخاطب مع الطائرات المدنية ؟ ولماذا لم يعدل الكابتن نفسه عن فكرة الهبوط لأقرب منطقة او العودة الى الخرطوم ؟ هل واجه الكابتن اي مؤثرات خارجية ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها فى انتظار المسؤولين للاجابة عليها ! .
راضون عنهم
يقول معتمد تلودي على دفع الله ديدان لـ«الصحافة» تلقيت اخطارا عبر مراسم ولاية جنوب كردفان قبل «أربعة» أيام من العيد ان وفدا مركزيا رفيعا بقيادة وزير الارشاد والاوقاف الاتحادى سيؤدى صلاة العيد بتلودي ضمن وفدين آخرين لكل من كادقلى تحت امارة مساعد رئيس الجمهورية عبدالرحمن الصادق المهدى ، وهجليج تحت امارة وزير الطاقة عوض أحمد الجاز ،وعليه خاطب المعتمد المصلين بمسجد تلودي عقب الجمعة مبشرا بهذه الكوكبة التى قصدت التواصل مع أهل تلودي، قائلا ان حالت الظروف الطبيعية دون تمكنهم الهبوط فان النية واصلة وللوفد التحية من أهل تلودي وهم راضون عنهم كل الرضا ،ويشير المعتمد الى وصول وفد الولاية يوم السبت برئاسة وزير تنمية الموارد البشرية عبد الله التوم ونائب رئيس المؤتمر الوطنى بالولاية صباحى كمال الدين صباحى ، ويؤكد المعتمد ان الاستعدادات قد بلغت ذروتها وفى انتظار الوفد المركزى ،فاذا باتصال فجرا من الوفد المركزى من عوض الكريم كابيلا تحديدا «الساعة السادسة الا ثلث» صباحا ثم يعقبه الصادق عبد الماجد وكذلك وعيظ «استعدوا نحن داخل الطائرة الآن» ، يعود وعيظ متصلا لوحده «الساعة السادسة الا خمس» ويقول حسب افادة المعتمد نحن «ثلاثين « شخصا بيننا «خمسة» هم أفراد طاقم الطائرة أرجو تجهيز عربة خاصة بهم ، مشاورات داخل المسجد بتلودي تتفق على تأخير صلاة العيد عقب التاسعة حتى يتمكن الوفد عقب حضوره تلودي فى رحلة تستغرق «الساعة والنصف» من ثم اعطاء بعض الوقت للتجهيز والاستعداد من داخل استراحة أعدت خصيصا للوفد ، يؤكد المعتمد الساعة السابعة صباحا الجو كان صحوا جدا وليس هنالك ما يشير لتعكيره ،»الساعة السابعة وربع « موجة رطوبة من الجنوب شمالا فى ارتفاع مستمر وقد بدا أثرها واضحا على زجاج السيارات ،الساعة «السابعة وعشرين»دقيقة وفد الاستقبال بالمطار وقد بدت الرؤية تنعدم الى ان تدنت الى مسافة «عشرين» متر بعد «خمس «دقائق فقط ،ويقول المعتمد عند الساعة «السابعة والنصف» سمعنا صوت الطائرة تعبر المطار دون ان نراها لانعدام الرؤية وقد تجاوزت المطار جنوبا بحوالى «ست» دقائق قبل ان تعود اليه منحرفة قليلا تجاه «جبل حجير النار» الذى يبعد حوالى «كيلو ونصف « جنوب شرق مدرج مطار تلودي .
تلودي ..تلودي ..تلودي
كانت تلك الكلمات استغاثة كابتن الطائرة الروسى الجنسية من الأرمن كما يرويها المعتمد وأتبعها بهمهمات كانت عصية على المشرف على برج المراقبة «السابعة وسبع وثلاثون» دقيقة سمع وفد الاستقبال صوت اصدام فى ظل تدنى كامل للرؤية لأمتار قليلة ،حينها تعالت صيحات التهليل ويقول المعتمد هرعنا نحو الجبل وقبل ان نصله «السابعة وخمس وأربعون» سمعنا صوت انفجار قوي على الجناح الأيسر واللهب مشتعل عليه وفجأة دوى انفجار آخر مرعب فانفجر جسم الطائرة الرئيسى بعد ان استقر أسفل الجبل بحوالى «خمسين «مترا ويؤكد المعتمد رغم اللهب وصل المواطنون من أهل تلودي كبارا وصغارا رجالا ونساء الي المكان محاولين انقاذ ضيوفهم ولم يصل معظمهم صلاة العيد الا ان أمر الله قد نفذ فتطايرت الأجسام أشلاء وكتلا من اللحم وقد احترقت وتفحم معظمها ولا يمكن التمييز بين كل منها، ويقول المعتمد كانت فرقة الهلال الأحمر جاهزة وتم صرف كمامات وجواريب وبطاطين للمواطنين للمساعدة فى جمع الجثث ، الى ان وصلت طائرة الرئاسة من الخرطوم للوقوف على الحادث ثم طائرة أخرى من كادقلى للوالي بالانابة ولجنة أمن الولاية ، ويبين المعتمد ان المشاورات استقرت على ان تدفن الجثامين والتى أصبحت فى شكل كتل من العظام واللحم المحترق فى تلودي ، وبناء عليه تم حفر مقبرة كبيرة واحدة على بعد «خمسة» كيلومترات شمال شرق المطار مشاها المواطنون مشيا على الأقدام حيث شيع أهل تلودي الجثامين فى موكب مهيب بالتهليل عقب صلاة العصر ،بعد ان تم تحديد «المضيفتين» من خلال البنية وقليل من منبت الشعر ليتم دفنهما فى مقبرة منفصلة .
[/JUSTIFY]
الصحافة