راكب إضافي بطائرة تلودي يتسبب في تأخير بيان الرئاسة

يبتدر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير اليوم زيارات لأسر شهداء طائرة تلودي لتقديم واجب العزاء كما تلقى برقيتي عزاء من نظيره المصري د.محمد مرسي ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، في وقت كشف فيه النقاب عن هويات وجنسيات طاقم الطائرة المنكوبة المكونة من ثلاثة سودانيين وروسي وأرميني وطاجيكستاني.
وأثار عدم ظهور رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بالعزاء الرسمي العديد من علامات الاستفهام على الرغم من مشاركة عدد من الشخصيات أبرزهم رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية الشيخ أبوزيد محمد حمزة.
البشير يعزي
أفادت متابعات (السوداني) أن البشير سيبتدر اليوم زيارات لأسر شهداء طائرة تلودي. ومن المقرر أن يستهل تلك الزيارات بأسرة عضو مجمع الفقة الإسلامي الشهيد د.محمد البخيت البشير.
وقدم النائب الأول علي عثمان محمد طه ووالي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر أمس العزاء لجميع أسر الشهداء بما في ذلك أفراد طاقم الطائرة، وشهد منزل الشهيدين مكي على بلايل وغازي الصادق قيام وفد رفيع من حزب الأمة القومي والأنصار برئاسة الصادق المهدي بتقديم واجب العزاء في الفقيدين.
تأخر البيان
رغم وقوع الحادث في الصباح الباكر إلا أن المراقبين لاحظوا تأخر صدور البيان الرسمي لرئاسة الجمهورية عن الحادث لعدة ساعات.
وعلمت (السوداني) أن سبب تأخر صدور البيان الرئاسي ناتج عن وجود راكب إضافي لم يتم تضمين اسمه ضمن قائمة الركاب.
وخلال فترة المراجعة والتدقيق تبين أن القائمة الرسمية للمسافرين على متن الرحلة تضم (31) راكباً بما في ذلك طاقم الطائرة والمضيفين فيما أظهر الرقم النهائي لركاب الطائرة قبل اقلاعها أن على متن الطائرة (32) راكباً، وبعد تدقيق وتمحيص من قبل الجهات المعنية تمكنت من تحديد هوية ذلك الراكب.
وطبقاً للمعلومات التي توفرت لـ(السوداني) فإن ذلك الراكب الإضافي الذي لم يكشف عن هويته- حضر لصالة المغادرة لتسليم خطابات خاصة بأحد أعضاء الوفد الحكومي وحينما وجد مكاناً شاغراً بالطائرة قرر الانضمام للرحلة دون أن يكون اسمه ملحقاً بكشف الأسماء الأولى للأعضاء المسافرين.
طاقم الطائرة
أوضحت السفارة الروسية في الخرطوم أمس أن من بين قتلى الحادث طياراً روسيا واحداً،ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق الإعلامي للسفارة يوري فيداكاس أن القتيل الروسي (كان قائد الطائرة) والذي يعمل بعقد خاص مع شركة “الفا ايرلاينز”، وأشار في ذات الوقت إلى أنه لا يعرف جنسيات بقية أفراد أعضاء طاقم الطائرة.
وأفادت معلومات تحصلت عليها (السوداني) أن قائد الطائرة المنكوبة هو الكابتن قنادي سيمانوي -روسي الجنسية- فيما يضم الطاقم المهندس الجوي آرمين فيربيان -ارميني الجنسية- والملاح الجوي هشاموف اكرم -طاجكستاني الجنسية- أما طاقمها من السودانيين فهم مساعد الكابتن عبد المنعم كامل بالإضافة إلى المضيفتين أم سلمة عثمان وناهد صديق.
هل حضر الميرغني ؟
خلال العزاء الرسمي لشهداء طائرة تلودي بالقصر الجمهوري مساء أمس الأول لم ترصد كاميرات التليفزيون أو مصوري الصحف مشاركة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ومرشد الطريقة الختمية محمد عثمان الميرغني رغماً عن مشاركته في لقاء المعايدة ببيت الضيافة صباح ذات اليوم.
لكن مدير مكتبه أمين عثمان أكد لـ(السوداني) مشاركته في العزاء الرسمي مبيناً أن رئاسة الجمهورية أبلغتهم رسمياً بميقات تنظيمها ما بعد صلاة المغرب حتي صلاة العشاء قبل خمس دقائق من الموعد المحدد. وأضاف عثمان:(رغماً عن ذلك فقد سارع الميرغني باصطحابي ونجله عبد الله المحجوب للقصر الجمهوري وانضم إلينا هناك وزير رئاسة مجلس الوزراء وقام الوفد بتقديم واجب العزاء)، مبيناً أن الميرغني ووفده أدوا صلاة العشاء والغائب على أرواح الشهداء بحدائق القصر الجمهوري.
أسباب غياب المهدي
أثار غياب رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي وعدم حضوره الشخصي لمراسم العزاء الرسمي بالقصر الجمهوري العديد من التكهنات حول ذلك الغياب والذي ربطه البعض بحالة التوتر القائمة بينه وبين المؤتمر الوطني على خلفية توقيع نجلته د.مريم الصادق لاتفاق مع حركة مناوي بالعاصمة اليوغندية كمبالا.
وأوضح مدير مكتبه محمد زكي لـ(السوداني) أن السبب الرئيسي لغياب المهدي عن مراسم العزاء الرسمي ناتج عن تزامنها مع مناسبة اجتماعية تمت الدعوة لها مسبقاً بمنزله، مشيراً لايفاده لوفدين رفيعين برئاسة كل من الأمين العام للحزب د.إبراهيم الأمين والأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبد المحمود أبو لتقديم واجب العزاء بالقصر الجمهوري.
تلقي الترابي للنبأ
واستقبلت قيادات المؤتمر الشعبي التي كانت برفقة الأمين العام للحزب د.حسن الترابي بود الترابي أمس الأول خبر سقوط الطائرة بكثير من الحزن سيما خبر استشهاد رئيس حزب العدالة مكي بلايل الذي أفاضوا في ذكر حسن مواقفه ورؤاه عقب تأكد وفاته ضمن ركاب الطائرة، وقطع عدد من مرافقي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي رحلتهم معه لود الترابي في أول أيام العيد وعادوا للخرطوم لأداء واجب العزاء، فيما حرص بقية مرافقيه على متابعة جميع التفاصيل المتصلة بركابها.
وتلقى الترابي تأكيداً للنبأ عن طريق مكالمة هاتفية والذي أبدى بدوره اهتماماً كبيراً بالنبأ وتلاحظ أنه نادى على أحد مرافقيه واستفسره عن أعداد المتوفين وأسمائهم، وهو ما كان يدل على اهتمامه بخبر الوفاة.
متخلفون عن الرحلة
كان من المقرر أن يغادر على متن رحلة طائرة تلودي (4) من الزملاء الصحفيين والذين اعتذروا عن مرافقة الوفد الحكومي لأسباب مختلفة. وطبقاً لما توفر لـ(السوداني) من معلومات فإن هؤلاء الزملاء الأربعة هم (عادل البلالي، عبود عبد الرحيم، يوسف عبد المنان وصلاح باب الله).
تعديل برمجة
كشف مدير العمليات الأرضية بشركة “الفا للطيران” ناجي صلاح غندور لـ(السوداني) أنه حسب البرمجة الخاصة برحلة الطائرة كان من المقرر أن يغادر اللواء (م) كمال مبارك كمساعد للكابتن على متن الطائرة المنكوبة.
وأضاف أنه وأثناء حضوره لمباراة القمة الأخيرة بين الهلال والمريخ في بطولة الكونفيدرالية مع الشهيد عبد المنعم كامل بمحل اقامتهما بميز الطيارين الروس فقد طلب الأول من الثاني أن يخرج في السفرية نيابة عنه لرغبته في قضاء العيد مع والدته حيث وافق الشهيد على الفور وتم الاتصال به وأخطروه بذلك التعديل.
أغرب صدفة
وأشار غندور لاتصال الشهيد عبد المنعم عليه قبل ساعات من إقلاع الرحلة وطلب منه على غير العادة (العفو والعافية) وتكراره لهذا الطلب مراراً وتكراراً، أما أغرب الوقائع التي أوردها فكانت بحثهم بعد الحادث عن رخصة الشهيدة المضيفة ناهد صديق التي لم توجد ضمن ملفها وبعد بحث مضنٍ عثر عليها بملف الشهيد عبد المنعم رغماً عن عدم وجود أي صلة أو مبرر لوجودها هناك ووقتها كان الاثنان قد اختارهما الله تعالى لجواره.
إحساس بالقدر
قالت مديرة الضيافة بشركة “الفا للطيران” إسلام عثمان محمد ناصر لـ(السوداني) إن والدة الشهيدة المضيفة أم سلمة عثمان أخبرتها بالهاتف عقب الحادث أن ابنتها وقبل مغادرتها لمنزلها للمطار ودعتها على غير العادة لأكثر من مرة وأنها كانت تعود لوداعها مجدداً وهو ما دفعها للقول لها (إنتي مالك .. لو شاعرة بحاجة ما تمشي).
وأضافت أن أسرة الشهيدة المضيفة ناهد صديق ذكرت أن نوبة من السعادة انتابتها مؤخراً قبل الحادث وكانت تضحك دون سابق إنذار حتى أن بعض أفراد أسرتها علقوا لها قائلين (إنتي بتضحكي مع شيطانيك ؟) فردت عليهم والسعادة بادية على وجهها (لكن الشياطين مربوطين في رمضان)، مشيرةً إلى أن الشهيدة قامت قبل ثلاثة أيام من الحادث بتنظيف المنزل استعداداً للعيد وقالت لوالدتها (الظروف ما معروفة).

الخرطوم: دقش- لينا-هاجر- عبد الباسط- إبراهيم عبد الغفار
صحيفة السوداني

Exit mobile version