الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد..
فإن صلة الرحم واجبة وقطيعتها حرام.. قال تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، وقال: «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطِّعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم»، وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرحم معلّقة بالعرش تقول: «من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».. قال عياض رحمه الله: «ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية كبيرة.. قال: «والأحاديث في الباب تشهد لهذا، ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة».
وعليه فالذي أراه لك هو الاستمرار في صلة الوالد وزوجه والإحسان إليها ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعتْ رحمه وصلها».. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ليس الوصل أن تصل من وصلك، ذلك القصاص، ولكن الوصل أن تصل من قطعك».
ذو رحم يسبِّب لي مشكلات!
السؤال:
إذا كان أحد من الأرحام في الأسرة يسبب مشكلات في الأسرة، كل ما تُحل معه مشكلة يسبب مشكلة جديدة، حتى وصل إلى حد قذف الأعراض معي، فوجدت أن أفضل حل عدم الذهاب إليه في بيته.. هذا الموضوع منذ أكثر من عام، ًأرجو رأي الدين في هذا الأمر وفي عدم ذهابي وأسرتي لهم؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فمن كان لا يؤمَن جانبُه من الأرحام فعليك أن تصله بما لا يضرك؛ بمعنى أن تزوره على فترات متباعدة ولمدد قصيرة؛ خلاصاً من شره، وفي الوقت نفسه لئلا تكون قاطعاً للرحم، والله الموفق والمستعان.
العلاقات الزوجية وصلة الأرحام!
السؤال:
كثيراً ما تحدث خلافات زوجية بسبب بعض الإخوة من قبيل الزوجة، وهناك أخت على خلاف مع أخيها في أمر، وقد طلب منها زوجها قطع علاقتها به!! فهل يجوز لها قطع الصلة بهذه الطريقة؟ وماذا لو كانت الوالدة والتزمت بذلك، فهل يجوز ما فعلته؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بالمعروف وينهاها عن المنكر؛ عملاً بقول الله تعالى «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها» وقوله تعالى «قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» ومن المعروف الذي ينبغي أن يؤمر به صلة الرحم، ومن المنكر الذي يُنهَى عنه قطيعة الرحم، وبذا يُعلم أن ما يفعله كثير من الأزواج والزوجات من حضِّ بعضهم البعض على قطيعة الرحم؛ إنما هو من الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وأشدُّ منه لو طلب أحدهما من الآخر أن يقطع والديه أو أحدهما بسبب خلاف طارئ أو أمر عارض؛ وأسأل الله أن يتوب علينا أجمعين.