* وكان لا بد ان اذهب لأن الحلفاية هي المحطة الأولى لدخولنا الخرطوم بعد ان اختارها الوالد الشيخ مدني أبو الحسن مقراً لإقامته بعد ان غادر ديوان العمل الحكومي بالسكك الحديدية، وعاش فيها بقية عمره إلى ان احتضنت أرضها رفاته ورفاة السيدة الفضلى طيبة الذكر حرمه الوالدة المبرورة سنية حسن.
* كان لا بد ان نذهب لأن حلفاية الملوك بتاريخها ورجالها ونسائها حاضرة في ذاكرة التاريخ والوجدان الشعبي وانها كانت ومازالت نموذجاً للتعايش بين مختلف القبائل والأعراق وقدمت الكثير من العطاء الفكري منذ طبقات ود ضيف الله وحتى مؤلفات البروفيسور عون الشريف قاسم وبينهما وبعدهما لم ينقطع العطاء.
* كانت فقرات البرنامج رائعة، خاصة الفقرة التي قدمها الأطفال وهم يقدمون الحلفاية عبر كلمات الأستاذ علي الفاتح الزبير التي يقول فيها:
حلفاية كيف؟.. أكيد كدا..
لو انت تقدر توصفا.. بلدا بتغلب واصفا
كما تفوقوا على أنفسهم وهم يؤدون نشيد (التفاهم والتفاكر) من كلمات وألحان الماحي سليمان وهونشيد مشحون بمعاني السلام والحوار ورفض العنف والاحتراب.
* من الصعب استعراض هذه التظاهرة الثقافية الفنية الغنية بالمعاني الوطنية، التي على عظمتها لم تستطع استيعاب كل تراث الحلفاية ورموزها الحية في الوجدان الشعبي مثل البروفيسور عون الشريف قاسم والدكتور الفنان الراحل المقيم عوض دكام وغيرهم وغيرهم من من لا نستطيع حصرهم في هذه المساحة، ولكنها كانت تظاهرة فنية جميلة ورائعة قدمت نماذج من إنتاج أهل الحلفاية الثقافي والفني.
* التحية والتقدير لأسرة نادي حلفاية الملوك الرياضي وعلى رأسهم مجلس إدارة النادي برئاسة محمد مالك عثمان رئيس النادي وكل الذين وقفوا وراء هذا العمل الثقافي الفني الكبير الذي يستحق الاشادة والتقدير والذي يشرف أهل الحلفاية وكل ابناء شرق النيل والخرطوم بحري عامة.
* كما تستحق أسرة نادي حلفاية الملوك من أسرة (السوداني) برئاسة رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها وكتابها ومحرريها ان نرد لهم التحية المستحقة ليس لأنهم كرموا (السوداني) ولكن لأنهم انتبهوا إلى الدور المهم للصحافة السودانية في بسط الحريات الأهم لكل ميادين الحراك الفكري والثقافي والفني.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1021 – 2008-09-17