فيما تواصل قناة «دبي» عرض حلقات جديدة وحصرية من مسلسل الكارتون العائلي «سوبر هنيدي»، تواصلت ردود فعل غاضبة من بعض الصحفيين السودانيين تجاه الحلقة التي دارت أحداثها في السودان بين مدينتي «حلفا» و«الخرطوم»، حيث رأى النقاد السودانيون أن الحلقة تعمدت السخرية من الشخصية السودانية وامتلأت بالمعلومات المغلوطة عن الشعب السوداني.
الفنان محمد هنيدي أكد لـ«الشرق الأوسط» من جانبه اعتزازه بالشعب السوداني الذي يكن له كل تقدير واحترام، مؤكداً أنه كفنان عربي يعرف بالطبع الحدود بين الكوميديا والسخرية من دولة وجنسية محددة، خصوصا أنه قدم شخصيات عربية عديدة من قبل، مشيراً إلى أن فنانين كوميديين كبارا تعرضوا لسوء فهم من هذا النوع، فلو لم تكن السودان مهمة للشعب المصري ما تم اختيارها مع السعودية والإمارات لتدور فيها بعض أحداث حلقات المسلسل، فمن بين 45 حلقة تم انتاجها، هناك خمس حلقات دارت في الدول العربية الثلاث، بالتالي هناك 40 حلقة دارت عن مشاكل مصر بطريقة كوميدية هادفة، وذلك ردا على بعض الزملاء السودانيين الذين طالبوا أسرة المسلسل بالالتفات لمشاكل مصر أولا، ويشدد هنيدي على أن العمل لم يتجاهل مشاكل المصريين، حتى يتهم بتعمد الإساءة لجنسيات عربية أخرى، وأنه قرأ على منتديات الإنترنت آراء لأشقاء سودانيين رأوا في الحلقة إشادة بالسودان، لأنها قدمتها على أساس أنها بلد جاذب للاستثمارات وما قيل عن سخرية «سوبر هنيدي» من الحر الشديد مردود عليه ـ حسب الممثل الكوميدي ـ كون السودان بلدا يتميز بالحرارة فعلا ً غير أن الكوميديا بطبيعتها تعتمد على المبالغة. والمعروف أن «هنيدي» يظهر في حلقات الكارتون كمخبر سري يحاول دائما استخدام ذكائه لمساعدة الناس، لكن الحوار الذي كتبه الشاعر والسينارست «عمر طاهر» احتوى على الكثير من المناطق التي تلفت الانتباه لمشاكل المواطن المصري والعربي لكن بشكل كوميدي صرف، ولم يخف الفنان «محمد هنيدي» سعادته بالنجاح الذي حققه المسلسل هذا العام رغم عرضه على تلفزيون «دبي»، مع العلم بأن أسرة العمل سحبت الحلقات من التلفزيون المصري بعد الفشل في الاتفاق على موعد مناسب لعرض المسلسل الذي يشارك في بطولته «حنان ترك» و«طلعت زكريا» و«حسن حسني» و«علاء مرسي» وشهد ظهور العديد من المشاهير في شكل شخصيات كارتون مثل «عمرو دياب» و«هيفاء وهبي» واللاعب الأكثر شعبية في مصر «محمد أبو تريكة». من جانبه أكد المخرج والمنتج «شريف جمال» ما ذكره الفنان «محمد هنيدي» عن عدم تعمد الإساءة للشعب السوداني أو أي جنسية عربية أخرى، او حتى فئات محددة داخل الشعب المصري، مشيرا إلى أن شركته أنتجت على مدى تسع سنوات مسلسل الأطفال الشهير «بكار» وهو طفل نوبي، فكيف ستسيء الآن لأصحاب البشرة السمراء. غير أن الأزمة مع السودانيين لم تكن الوحيدة التي واجهت المسلسل الذي تحول لعمل «مثير للجدل»، فقد ذكرت إحدى الصحف المصرية أن العمل موجه أساسا للمراهقين، وأنه لم يشجب تناول المخدرات في إحدى الحلقات، كما قالت ان تلفزيون «دبي» قطع مشاهد تخص «هيفاء وهبي» دون ذكر الأسباب وكأنها مشاهد ساخنة، وحول كل هذه الاتهامات يقول شريف جمال: إن المسلسل «كارتون عائلي» لكل أفراد الأسرة، وأنه لا يصح اتهام صناعه بالترويج للمخدرات، لمجرد أن إحدى الشخصيات ظهرت تدخن المخدرات، لأنه أولا لم يظهر أي من الشخصيات الرئيسية في هذا الموقف ولا حتى «تدخين السجائر»، كما أن أي حلقة ظهرت فيها تجارة المخدرات أو البلطجة وغيرها كانت تنتهي بمساعدة «سوبر هنيدي» في القبض على هؤلاء، اما ما يخص حذف تلفزيون «دبي» لمشهد ظهرت فيه شخصية «هيفاء وهبي» فلم يحدث ذلك لأن المشهد فيه أي سخونة، ولكن لأن هيفاء قالت: «إليسا راح تنقهر لما تشوف هالكليب الجديد» ورأت إدارة القناة أنه من الأفضل عدم تناول أي خلاف بين النجوم في الحلقات. والمعروف أن مشاركة «ضيوف الشرف» في الحلقات، تتم من خلال رسم شخصياتهم وتقليد أصواتهم، وقد رحب كل النجوم بعد مشاهدة الحلقات بظهورهم في «سوبر هنيدي» ومن المنتظر انتاج حلقات جديدة لرمضان 2009، يقوم الفنان «محمد هنيدي» بتسجيلها بعد الانتهاء من تصوير فيلمه الجديد «رمضان مبروك أبو العلين و حمودة» مع المخرج وائل إحسان.
الشرق الاوسط