السكر رفيقك الخائن
هذا المرض الشائع في كل أنحاء العالم الذي يوصف بأنه المرض الصديق.. ولكنه حقيقة ليس كذلك لأنه يمكن أن ينقلب على صداقتك في لحظة ما ويصيبك منه ما يصيبك.. ولا يمكن أن تكون لصيق الإشراف الطبي المباشر مدى عمرك، لذا كان لزاماً عليك أن تتحوط كل لحظة من هذا الخائن القريب خاصة إذا زادت تعقيدات المرض، وشواهد ذلك كثيرة من حالات العمى والبتر والفشل لبعض الأعضاء.. و قد ينبه مريضه للمضاعفات على المدى الزمني القريب، ولكن في المدى الزمني البعيد الذي يحمل طيات فشل المعالجة يكمُن الخطر الدائم لتعقيدات المرض.. الكثيرون يتسألون عن سبب هذا المرض الذي لم يترك كبيراً أو صغيراً إلا أوقعه في طائلة قابلية الإصابة.. والأصل أن نقص إنتاج الأنسولين أو عدم قدرة الجسم على إنتاجه بالمرة هي الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة الجلكوز في الدم.. والمعروف أن الجلكوز هو أهم السكريات البسيطة التي تتحول إليها المواد السكرية والنشوية كمواد للطاقة وفي حالات يكون نسبة لعدم فاعلية هرمون الأنسولين وإن وجد بكميات كبيرة.. مجموعتان عمريتان تصابان بالمرض مجموعة لا يحتوي دمهم على أنسولين بالمرة ومعظهم من صغار السن أقل من ثلاثين عاماً.. ومجموعة لديهم كمية ضئيلة من الأنسولين ومعظمهم من كبار السن.. رغم أن الطريقة الوراثية لنقل السكر لم توضح بعد إلا أن هناك استعداداً وراثياً عند مجموعة من المصابين بالمرض من النوع «سكر الكبار».. فهناك فرصة «1» من «10» أن يصاب الابن بالمرض وتقل الفرصة إلى «11» من «60» إذا كان أحد الأبوين مصاباً بالمرض.. ودائماً ما يتساءل المصابون بالمرض عن سبب التبول والعطش المترافقين.. والأصل في هذا المرض ارتفاع مستوى سكر الجلكوز بالدم عن المعدل الطبيعي وعندما يصل ذلك إلى حد معين يبدأ خروج الجلكوز مع البول ومع الزيادة يشعر المريض بالعطش ويتناول كميات كبيرة من المياه فيضطر إلى كثرة التبول.. وقد ينصح المريض بممارسة بعض الرياضات خاصة المشي بصورة متدرجة دون أن تكون ممارستك لها بصورة عنيفة والتعويل الأكبر هو اتباع نظام غذائي متوازن ما بين كمية ونوعية الغذاء.
آخر الكلام..
تقول «جدتي» دائماً عندما يعرضون عليها مشروباً أو مأكولاً «أنا طاعمة..» تدليلاً على أنها مصابة بهذا المرض. والأصل أن اسم المرض راجع لتسمية لاتينية أطلقها الرومان وهي تعني «ماء العسل الجاري» إشارة لكثرة التبول وخروج نسبة من السكر في هذا التبول.. حفظكم الله من هذا المرض الخائن
سياج – آخر لحظة – 30/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]