بصراحة أنا أحب سيدة أمريكية اسمها هيلين ستودينجر، وحتى لو قام نمّام بتسريب الأمر إلى أم الجعافر، فسأقول لهيلين ما قالته المطربة المغربية سميرة سعيد: مش حتنازل عنك ابدا مهما يكون.. أبدا.. «أبدن»، فالحب يتطلب مواقف صلبة، وهيلين تستحق الحب، رغم أن هناك الملايين الذين اعتبروا أنها أتت بسلوك شائن، لأنها غضبت من جارها الشاب الذي طلبت منه قبلة فرفض بكل قلة حياء لأنه لا يعرف حقوق الجوار، ولا أرى في طلب هيلين بوسة من جارها ما يشين، فالبوس حق مكفول في الدستور الأمريكي، كما انه من قلة الذوق بحسب ذلك الدستور ان تطلب امرأة بوسة من رجل فيرفض.. امرأة ترفض طلب قبلة من رجل ما فيها شيء.
واعترف بكل صراحة ووقاحة وبجاحة أنني ازددت حبا لهيلين بعد أن رأيت صورتها، وكبرت في نظري لرد الفعل الذي صدر عنها عندما رفض جارها اللئيم تلبية طلبها البسيط المنصوص عليه في الدساتير. وأصل الحكاية هو أن هيلين تقيم في بلدة فورت ماكوي بولاية فلوريدا الأمريكية، وكان جارها دوايت بيبتنر يبادلها التحية ويساعدها بين الحين والآخر في التخلص من أكياس القمامة الثقيلة الوزن، وذات يوم ليس بالبعيد ذهبت هيلين لزيارة دوايت في بيته وطلبت منه القبلة فرفض رفضا باتاً، فما كان من هيلين إلا أن غادرت بيته بعد أن قررت تأديبه.. بعد دقائق فوجئ دوايت بالرصاص ينهال عليه، ولحسن حظه أنه كان قد انتقل بعيدا عن النافذة التي انهمر عبرها الرصاص قبل ثانية من فتح هيلين نيران مسدسها الأوتوماتيكي عليه وقصفه بأربع رصاصات.. تطاير الزجاج ولقيت بعض الأواني المنزلية حتفها، ولكن الجار البخيل دوايت لم يصب بأذى، وهكذا قام باستدعاء الشرطة، التي أتت واعتقلت هيلين، التي ستمثل أمام القضاء قريبا.. ولا يهمك يا «هلونة» وراك رجالة، وأجيب لك أحسن محامي في فلوريدا ليدافع عنك.
لحبيبتي هيلين جلد مثل الشامواه، وشعر قصير ولكن كالحرير في أرق نسمة هواء يطير،.. عمرها – اللهم لا حسد 29 – سنة!! معليش هناك خلل في كمبيوتري يعكس الأرقام وعلى القارئ تبديل موقع الرقمين ليعرف عمرها الحقيقي الذي هو قرن إلا ثماني سنوات، والرجل الرخيص الذي لا يعرف العشرة وأصول الجيرة عمره 51 سنة!! فيها إيه لو تبرعت لامرأة تجاوزت التسعين بقبلة وأنت تتسكع في أندية البلدة كل ليلة تنفق الدولارات الخضراء لملاعبة نساء موديل سنة كم وتسعين!! ومن حق القارئ ان يتساءل: ماذا حدث لذوقك الجمالي يا من صرعت بوسامتك سعاد حسني وبرلنتي عبدالحميد وميمي شكيب؟ لا تظلموني يا جماعة فأنا أحبها لسبب ينبغي ان يجعل كل الرجال يحبونها.. كلمة «تحرش» صارت تعني فقط أن رجلا ما غازل امرأة بالكلام او بالملامسة، فجاءت هيلين لتثبت أن هناك نساء يتحرشن بالرجال، وأن هناك رجالا يسقطون ضحايا للتحرش النسائي، ولكنهم لا يشتكون.. تخيل لو أن رجلا ذهب الى الشرطة قائلا: كنت في أحد المتاجر وغمزت لي فتاة بعينيها ولما تجاهلتها، غافلت البائع وحشرت في جيبي ورقة فيها رقم هاتفها الجوال!! قد تعتقله الشرطة بتهمة تعاطي المخدرات.. وقد يصبح أضحوكة ويجد من يقول له: احلم كما تشاء بس بعيدا عن مركز الشرطة.
والأمر الآخر هو ان هيلين لا تعترف بالعمر حاجزا لنيل مرادها.. اشمعنى حسني مبارك تجاوز الثمانين ولديه آلاف الملايين وحكم لعدد من السنوات بلغ ثلاثين، وكان يخطط للحكم حتى عام ألفين وسبعين؟ والشاهد: هيلين امرأة تحرشت ولما صدّها كان رد فعلها يؤكد أن هناك نساء من فصيلة كتائب القذافي.. وهيلين مثل حسني ومعمر تريد أن تكوش على كل شيء من دون حساب لمشاعر «الطرف الآخر».