كثيراً ما يدخل الفرد في حالة عدم رضا من الدنيا ومن واقعه ومهما يحاول أن يطمئن نفسه بأنه سلك في الدروب متوازناً وبرضا يجد أنه في محور متذبذب علوَّاً وانخفاضاً والموظف مازال يتجرع كؤوس التجربة العملية في مواقع عدة امتص منها رحيق محاولة معرفة كيف تجري الأمور في مواضيع مختلفة ومن زوايا متعددة محورها ومرتكزها الإنسان ففي الموقع الأول يجد صنوفاً شتى من بني البشر همهم الأول الحصول على المستحق جاء قبله الواجب أم لم يأت وفي الموقع الآخر همهم الأول دس المحافير وموقع ثالث همهم الحفر والدفن وبات الموظف موقناً أن ابن آدم مازال يمتلك أدوات خبيثة يزيل بها روح الفريق التي يؤمل عليها في بناء مؤسسات ناجحة الى روح الفرد الذي هو أنا ..أنت.. هو .. هي ودائما ما تقع هذه المؤسسات في دائرة الفشل لأن الانتصار يكون لصالح نصرة الفرد على حساب المجموعة أو الكيان فتذهب بذلك هيبة النجاح المؤسس. وواقع العمل السوداني في بعض المؤسسات عامها وخاصها لايخلو من خلط ما بين المزاجيات وطبيعة العمل ونفسيات الأفراد وأما من يدركون الفوارق فهم قلة داخل المنظومة وغالباً ما يكونون محلاً للشد والتجاذب لأنهم مترفعون عن الغوص في ما يغوص فيه هؤلاء البشر أما إن كانت منظومة العمل قوامها النساء إدارة وتنظيماً فإن دائرة اللت والعجن والتعمق في ما وراء الكلام تصبح دوامتهن حتى تتضح رؤية قديمة تكيل الاتهام لهن آكلات اللحوم البشرية والجيف والأعراض رغم أن هذا العالم قد وجدت فيه مساحة للرجال إلا أن الخبرة والتاريخ النسائي أقدم بحكم أنهن كن يجدن المتسع من الوقت للأنس والحديث بينما كان الكثير من الرجال في حالة البحث عن الأرزاق والكر والفر لذلك ارتبطت النميمة كثيراً بمعشر النساء رغم اختراق واحتراف الرجال للمجال وعوداً على ما ذهبت إليه تستطيع بعض النسوة أن ينقلن هذه الأجواء الى مواقع العمل حتى يخلقن بها دوائر من الفتن المتتالية آن الأوان أن تشتد زيم أخلاق العمل السامية التي تقوم على أن ساعات العمل يجب أن تسخر للعمل وهذا لا يعني تعميم الصفة المذمومة على المرأة العاملة المرأة التي أثبتت جدارتها في كل موقع فهي كالغيث أينما وقع نفع ولكن القليلات الثرثارات يثرن نقع الكلام على الأخريات وفي خضم العمل تبرز تلك التجارب التي تؤطر لبعضهن اللائي تربين على لبن الثرثرة والنميمة حتى تصبح عندهن مثلها مثل خلايا الدم والبدن لايستغربنها ولا يرين فيها غضاضة في المنزل في الشارع في العمل ..اذن الموظف أو الموظفة يقوم بنقل بعض مزاجياته وتجاربه الحياتية لمجتمع العمل الذي يحاول فيه الكل اثبات أنه الأفضل مصحوباً بعادات مثل الحرد الزعل القطع الجاف وقبل ذلك الدموع التي امتلكن قدرة فائقة على ذرفها على خلفية أنهن عاطفيات وحنان وقصدهن طيب فقط خانهن التعبير هذا في حالة ما وصلت بهن حالة الكلام للجنة التحقيق أو المحاسبة أو حتى طائلة المسألة المباشرة من الرئيس أو الرئيسة المباشرة كثيراً ما تخاف بعض الموظفات من الوقوع في دائرة تحكمها إحداهن بينما يفضلن أن يكون القائم مقام الإشراف رجل رغم عصر التوجه للجندرة والتميز النوعي الا أن بعضاً من الصغائر تجعلك في حالة عدم رضا.
آخر الكلام: امرأة متعلمة فاهمة ترتدي الثوب الأبيض الأنيق تحمل ملفات الخطط والاستراتيجيات العشرية والربع قرنية والقرنية للمؤسسة للدولة للقارة للعالم للكون لكنها قد تنهزم هزيمة غالية أمام نميمة أوقطيعة صغيرة من شاكلة «أولو كان فيها …»ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 28/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]