وإزاء هذه الصعوبات، طرح اقتراح يقضي بتأجيل اجتماع مرسيليا بانتظار الوصول الى توافق. غير أن المصادر واسعة الاطلاع أبلغت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع «ما زال قائماً ولن يؤجل رغم تباعد وجهات النظر حتى الآن». جدير بالذكر أن مصر ترأس الاتحاد من الجانب العربي.
أما الموضع الثاني الذي يرتبط بقرار عربي موحد فيتناول اختيار مقر الأمانة العامة للاتحاد. وكانت تونس قد قدمت ترشيحها لاستضافة المقر، وهو ما يحظى بقبول ودعم فرنسيين، إذ تفضل باريس أن تكون الأمانة العامة في بلد من جنوب المتوسط. غير أن ترشيح تونس يلاقي معارضة من بلدين اثنين هما الجزائر وسورية. وقالت المصادر الغربية إن دمشق وَعَدَتْ وزير خارجية إسبانيا، ميغيل انخيل موراتينوس، الذي تربطه علاقات قوية مع المسؤولين السوريين بدعم ترشيح مدينة برشلونة التي أعطت اسمها لاتفاقات الشركة الأوروبية ـ المتوسطية. وتسوق دمشق حجة أخرى؛ قوامها أن اختيار تونس سيعني التطبيع مع إسرائيل، ولذا من الأفضل عدم اختيار العاصمة التونسية. وبالمقابل، فإن الجزائر تقترح بروكسل «بصفة مؤقتة» على أن يُعادَ النظرُ بهذا الخيار في «مرحلة لاحقة». وتتخوف الأوساط العربية من أن يتحولَ المؤقت الى دائم، مما سيعني خسارة العرب استضافة الأمانة العامة. وتفضل المفوضية الأوروبية العاصمة البلجيكية. ولكن في تقدير المصادر المشار اليها، فإن توافق العرب على تونس أو عاصمة عربية أخرى «سيمنع الأوروبيين من اللعب على حبل التناقضات العربية وسيحسم بكل تأكيد مسألة اختيار المقر». ويبقى أن الجانب الأوروبي ليس متفقاً حتى الآن على موضوع التداول على الرئاسة من جانبه. ففيما تريد باريس الاحتفاظ بالرئاسة بالتوافق مع تشيكياً التي تعود اليها الرئاسة (الأوروبية وبالتالي المتوسطية) بعد فرنسا، فإن براغ غير متحمِّسة للمقترح الفرنسي وتريد «ممارسة دورها كرئيسة بصفة كاملة». ولذا، فإن باريس «تبحث عن ثمن مقابل» يمكن إغراء تشيكيا به غير أن البديل لم يعثر عليه بعد. وينشط السفير سيرج تيل الذي خلف آلان لوروا مولجا الملف المتوسطي في اتصالاته بحثا عن اتفاق ما قبل اجتماع مرسيليا، لكن يبدو أن هذا الاتفاق ما زال صعب المنال.
المصدر :الشرق الاوسط [/ALIGN]