ويعتقد الباحثون في إمكانية استخدام هذه الأجسام المضادة في تقديم شيء لم يكن متاحاً من قبل وهو علاج فعلي للمرضي الذين يصابون بالبرد. في الوقت الحالي مثل هؤلاء المرضي يتلقون علاجات مساعدة بينما تحارب أجسامهم العدوى.
وقد يمهّد هذا الكشف للوصول للقاح عالمي لفيروس البرد يكون فعالاً لكل سلالات الفيروسات المختلفة للبرد من خلال حقنة واحدة تماثل اللقاحات التي تعطي للشخص ضد أمراض الحصبة والجديري.
وينهي هذا اللقاح إذا ما تم إنتاجه الحاجة للقاحات السنوية ضد فيروسات البرد والتي تعطي وفق السلالة الموسمية للفيروس.
وللوصول لهذه الأجسام المضادة قام الباحثون أولاً بتطعيم عدد من المتبرعين. ثم أخذوا الأجسام المضادة التي تولدت في أجسام هؤلاء الأشخاص ثم حقنوها في فئران المعمل. ووجدوا أن أحد الأجسام المضادة حمى الفأر من الفيروس الرئيسي للإنفلونزا للسلالة A and B. بما في ذلك إنفلونزا H1N1.
وصرح كاتب الدراسة إيان ويلسون، أستاذ البيولوجي بمعهد بحوث Scripps بكاليفورنيا: “يحتاج المرء للوصول لإنتاج لقاح حقيقي أو علاج ضد الإنفلونزا أن يقدم الحماية ضد فيروس الإنفلونزا A and B، وبهذا الاكتشاف يمكن أن يقدم علاجاً عالمياً لكل سلالات الإنفلونزا”.
وقال الدكتور وليام سكافنير أستاذ رئيس الطب الوقائي بجامعة Vanderbilt الأمريكية “إنه لسنوات طويلة عمدت الدراسات إلى محاولة إيجاد طريقة تحمي الناس من سلالات فيورسات الإنفلونزا, وهذا البحث يمثل خطوة كبيرة على الطريق”.
ومما يشجع أيضاً هنا هو إمكانية استخدام هذه الأجسام المضادة لمساعدة الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم ضد فيروس الإنفلونزا ويعانون الإصابة بالمرض بالفعل.. كما في نماذج الفئران يمكن أن يتلقى المرضى علاجاً يعتمد على الأجسام المضادة يماثل العلاجات الحالية للأشخاص الذين أصيبوا بالتتنوس والسعار والكبد الوبائي B.
وقال الدكتور جورج لولاند، أستاذ الطب والأمراض المعدية بعيادة مايو: “إذا كان ذلك صحيحاً فهذا خبر عظيم، حيث إنه يسمح لنا بحماية الأطفال الصغار والأشخاص كبار السن من خلال الاستفادة من تحصينات البرد وهؤلاء الذين تم تحصينهم من مخاطر أمراض متنوعة لدرجة لا تسمح لهم بالاستجابة للقاحات”. وقد يتضمن هؤلاء المصابين بفيروس H1N1 الخطير.
ويأمل بولاند بأن يؤدي الكشف الجديد للوصول لتوليد لقاح عالمي للفيروسات البرد، مضيفاً “فهم تكوين هذه الأجسام المضادة يمكن أن يسمح لنا أن نطور ونصمم لقاحات تنتج نفس هذه الأجسام المضادة في جسم الإنسان، وكذلك إنتاج علاج يحمي من الإنفلونزا. والأهم من هذا هو إمكانية تطوير ما يسمى لقاحات عالمية ضد البرد يمكن أن تحمي الإنسان ضد جميع سلالات فيروسات البرد المعروفة”.
العربية نت