دفق حار
بدءاً من الدفق والاندياح الذي أصاب مفاصل الحياة الوجدانية العامة التي زاوجت وربطت ما بين وصف الأحباب بما يشبه المدح بالذم.. ودلفت إلى كرش «الحافلة» التي حاصرني فيها الشعر والغناء ذو الشاكلة الشائعة وجعلني ذلك الإحساس المحتشد أتحسس بعض ما يقع في حدود يدي فقد خامرني شعور غريب «أن العالم يغرق في شبر مويه»… والفنان يطرق حنجرته علواً وهبوطاً «يا باقة العسل الله فيني كشحك.. واشتقت ليك يا منقة».. فصارت (الحافلة) في خاطري عبارة عن «باقة» كبيرة نحن فيها أمام تيار عاتي من «الكشح» وأسناني تتضرس وتصطك من «كدادة المنقة» وكلمات الفنان تصف الحبيبة بأنها منقة.. وما أن وصلت المحطة إلا ووجدت مياه الماسورة الكبيرة «منكشحة» تغلق بعض من المرور على جانب الشارع الداخلي فاضطررت لارتكاز أقدامي على بعض الطوب «المكشح» وتراكم «كدادات المنقة وبعض النفايات غير القابلة للذوبان في الماء» فعبرت كما عبرت طائرات القصف الجوي كل الحدود إلى أن أدركت مواقعها في أساطيل وقواعد التحرك لليبيا.. ما علينا.. وصلت إلى الدار وجدت الماسورة «محلوجة» وكيس البلاستيك الذي يقاوم دفق مائها يكاد يعلن الاستسلام فهامست نفسي «ما حالة الدفق هذه التي لازمتني طوال اليوم».. نفضت الغبار عن الأثاث الذي تركته على حاله وأنا أحاول الوصول للموقع باكراً.. لأعود في نهاية الدوام وأجد ما خلفته ورائي لم يراوح مكانه «بلغة الدفق الإخباري هذه الأيام».. دخلت في حالة دفق نظافة إلى أن اتممت الأمر.. وخرجت في واجب اجتماعي قديم وأنا دائماً في حالة تقصير عن أداء الكثير من هذه الواجبات لأنني أعود إلى المنزل وقد نال بدني دفقة من التعب والرهق فأكون ما بين الهامدة وحالة الخارج من داخل بئر عميقة بعد سقوط مدوي «تل.. تل» فترتعد فرائصه تقصيراً في كثير من الواجبات الاجتماعية فأجد نفسي أمام دفق من اللوم والعتاب.. «وين إنت فقدناك في مناسبة زيد».. «اتلومتي قصرنا معاك في شنو؟»… «تغى ولا شنو..» .. «رافعة القزاز» والشاهد أنني ما زلت في حالة «11خ» وأقضي أموري بشق الأنفس وأصل وأعود مجهدة.. «أها..» واصلت خروجي ذلك اليوم إلى الواجب الاجتماعي القديم .. فاستقبلتني المقصودة بعبارة «القش ليك الدرب منو؟» فحاولت العودة راجعة «مقفية» ودخلت المقصودة في دفق من الاعتذار والحناسة صممت عنها آذاني وعدت لأصادف ذات الحافلة وذات الأغنية وذات الماسورة وذات الغبار وذات الدفق.
آخرالكلام:
دفق حار.. يلازم حياتي.. أكاد أقع صريعة له.. ويللا يا باقة العسل.. الله فيني كشحك… «دمتم»
سياج – آخر لحظة – 27/3/2011
[EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]