العطف على النّظام

العطف على النّظام
هل حقاً يتعاطف الشعب السوداني مع المؤتمر الوطني كما جاء على لسان القيادي بالمؤتمر الوطني بروفيسور «إبراهيم غندور عندما استبعد حدوث ثورة شعبية في السودان معللاً بذلك التعاطف.. والأصل أن العلاقة بين أي نظام وشعبه تنبني على قواعد من الرضا بمستوى تلبية الاحتياجات المهمة للشعب من الخدمات الأساسية مثل القوت والتعليم والصحة وتوفير الوسائل المريحة للحياة عموماً وهذه الحالة تتطلب نوعاً من ديمومة اجتهاد النظام لتلبية الاستمرارية للمطالب الواجبة التي متى ما انقطعت انقطع حبل الود ما بين النظام والشعب.. ولا يمكن أن نفترض الرضا المطلق من الشعب على النظام باستخدام مشروع ضخم أو إنجاز كبير يستحق عليه احتمال كل الظروف القاسية.. وليس من العدل أن يحدد للشعب ماذا يريد وماذا يفعل أو متى وأين يثور أو لا يثور ولا أعتقد أن فكرة الثورة تتحدد على فرضيات حزب زيد أو حزب عبيد فالمعروف أن رياح الثورة عندما تهب لا تعرف إلا اقتلاع لكل ما يقف في طريقها.. فهل استحق أي حزب أن تستكين له كوامن غضبة الشعب السوداني على فرض أنه الحزب الذي «أراح المواطن من رهق توفير لقمة العيش وتصريف بنود التعليم والصحة وعفا المواطن من الرسوم والجبايات.. الجمرك إلى نفايات العوائد والدمغات… وإنه الحزب الذي أبقى على أرض الوطن كما هي موحدة كما كان يفاخر بها الجدود المليون ميل مربع وإنه الحزب الذي لم تتفجر في عهده الأزمات وإنه..» وبعيداً عن ذلك لم يكن حال المواطن التونسي أو المصري أسوأ من حال المواطن السوداني.. فكثير من المشكلات هي عامة بين معظم دول المنطقة مثل العطالة وضيق فرص العمل والقيود التي تمارس على الحريات والإقصاء للآخر على خلفيات الولاء السياسي إذن لا يستطيع أي نظام الجزم ببقائه بقاءً مطلقاً لأنه لا توجد «رئاسة مدى الحياة» أو كما تقول الحكمة الشائعة «لو دامت لغيرك ما آلت إليك».. إذن الثورات مبدأ لا بد منه باعتبار أن القيم الإنسانية لا تحتمل إلا هواء الحرية وتجديد الدماء… وقد اعتادت القارة السمراء أن لا يذهب رئيس فيها إلا بعد لي وجهد أشبه بالخلع.. وإنها أي القارة تنتهج في دورة سياستها أن الملك قد وهب ولا يذهب إلا بالنزع.. وفي (ليبيا) هناك أبلغ مثال على التشبث بالسلطة ولو ذهب نصف الشعب إلى الجحيم.. فقد أثبت النظام أنه كان يدجج بالسلام ويعد الأساطيل ويشتري المرتزقة ويطور الأجهزة الأمنية من أجل حماية أفراد السلطة دون الشعب ودون ذلك القمع والتقتيل والذبح الذي أسال دماء الشعب الليبي كنتيجة حتمية لبطش المعمر.. فهل يستطيع أحد أن يجزم ببقاء هذا المعمر اليوم من غد…

خلاصة القول معايير رضا المواطن يستعصي على النّظام أدراكها ما لم يكن النظام عادلاً عدل سيدنا (عمر) الذي كان يخشى الظلم خشية عظيمة ويتهيب أثر السلطة عليه وعلى آله.

آخر الكلام:-

السودان مثله مثل دول المنطقة قابل للتأثر والتأثير والقول بغير ذلك يعني غشاوة وذر الرماد أمام جلاء البصر… والحكمة العمل الجاد حسب المعطيات الجديدة فلابد من إصلاح وتغيير من الداخل إن أراد الحزب العطف والتعاطف.

سياج – آخر لحظة – 24/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email

Exit mobile version