مأساة التعليم العام الحكومي

مأساة التعليم العام الحكومي
في مقالات سابقة تحدثت عن مأساة التعليم في وطني والتدهور الذي أصابه عبر مراحل الحكومات الوطنية السابقة إلى تم دق المسمار الأخير في نعشه في العهد الحالي. وقد وعدت بمواصلة الحديث حول هذا الأمر أملاً في تشخيص الداء ووضع الحلول المناسبة عبر آراء من يهمهم هذا الأمر، وأبدأ اليوم برسالة كريمة من الأخ الحبيب عاطف يحي العجيل والتي أضعها أمام القارئ العزيز كما وردتني. يقول الأخ عاطف يحي العجيل في رسالته:
الاخ العزيز الدكتور معز عمر بخيت
تحية وسلام
اولا اهنئك بالجائزة ونطمح لك في جائزة نوبل للطب وفي اعتقادي انك اهل لها ونحن السودانيين كما اسلفت نفاخر بك الامم في عصر العلم والمعرفة .
قبل فترة كنت اود ان افتح معك ملف التعليم العام الحكومي وماحاق به في العقد المنصرم من تدني مريع في المنهج والبيئة والمخرجات لايماني بانك احسن من يشخص هذا المرض لانك انت نتاج التعليم الجيد الحكومي بشقيه العام والعالي لكن العمل الضاغط والظروف المعاكسة جعلتني اضن بذلك لكن هيج حزني وجعلني اهرع للكييبورد هو موضوع اثاره الصحفي الاستاذ الهندي عزالدين في صحيفة الاهرام اليوم عن التعليم الخاص وتمدده حتي اصبح غول يهدد الاسر بعد ان ولي التعليم الحكومي الادبار لذلك استمحيك عذرا لتسمح لقلمي البسيط ليدلي بدلوه في مجال كان بداية عهدي مع العمل معه كمعلم في السودان بشقيه الحكومي والغير حكومي والان في مهجري في امريكا كمعلم بديل في مدارس القطاع الحكومي العامة.
بعودة سريعة للوراء للعام الدراسي ٩٥- ٩٦ كانت بداية عهدي مع هذه المهنة السامية كمعلم ثانوي بمدرسة شعبية لانه في ذلك الزمان لم يدخل بعد مفهوم التعليم الخاص في قاموس الثقافة السودانية. وكان يطلق كلمة شعبي علي اي تعليم غير حكومي لان غاية من اسسوا هذه المدارس الشعبية لم تكن المال وانما المساعدة في تعليم التلاميذ والتلميذات الذين لم تسعفهم درجاتهم في امتحانات العبور بين المراحل من الدخول للمدارس الحكومية وكانت برسوم زهيدة يراعي فيها ظروف الطلاب الاسرية وكنا نتغاضي مرتبات اقل من التي يتقاضاها نظيرنا في القطاع الحكومي وكان اغلب المعلمين يغطون العجز عن طريق التدريس بالمساء في معاهد تقوية الدروس والتي انتشرت بكثرة في ذلك الزمان خاصة في ولاية الخرطوم .
حتي نهاية العام الدراسي ٩٥-٩٦ كان يبدو التعليم العام الحكومي متماسكا برغم العواصف العاتية التي بدات نذرها في السماء لكن عند بداية العام الدراسي التالي اجازت ادارة التعليم غير الحكومي بولاية الخرطوم للمعاهد ان تتحول الي مدارس خاصة ان استوفت الشروط والمعايير والتي من ضمنها ان يكون صاحب الرخصة معلماً ليبدأ اعصار المدارس الخاصة لتتحول المنازل السكنية التي تطل الشوارع والنواصي بين ليلة وضحاها الي لافتات مدارس خاصة ليبدأ مسلسل ادبار التعليم الحكومي العام وزاد الامر سوء عندما عدلت الشروط وسحب شرط المعلم من التصديق ليتحول الاعصار الي سونامي بدخول اهل التجارة والمال ليتحول التعليم الي سلعة في سوق نخاسة كبير يباع فيه المعلم والطالب معا بدراهم معدودة وينزف التعليم الحكومي العام عصارة معلميه في ظل ضيق ذات اليد الي هذا السوق وكذلك نجباء طلابه الذين استغلت نبوغهم المبكر مدارس البيسنز في الحملات الاعلانية لترويج بضاعتها .
التعليم الحكومي العام تنبع فلسفته ليست فقط من انه يقوم بتوفير تعليم جيد للجميع بل تتعداه الي اهداف سامية وهي حفظ التوازن في المجتمع بين اعراقه وثقافاته وكذلك بين طبقاته بين الغني والفقير وذلك بتوفير بيئة خصبة للتعايش والتوافق والتلاقح الفكري والتي جميعها تصب في اتجاه تنمية الحس القومي لدي الصغار.
اخي د . معز عمر بخيت
اعلم اننا ليس بامكاننا الغاء الواقع المعاش وخاصة ان هذا السرطان استشري وعم القري واالحضر وبات يهدد مستقبل صغارنا الزغب النابغين الفقراء لذلك علينا بالعمل عكس الريح وذلك بالسعي الي تحسين بئيات مدارسنا الحكومية العامة فهي لازالت تملك التاريخ والجغرافيا وذلك باستلهام تاريخ ابائنا وسيرة ملحمتهم الخالدة في بناء المدارس الاهلية وذلك بحث المجتمعات في المساهمة، لذلك اطرح رؤيتي والتي قابلة للنقاش والاخذ والعطاء والتي استلهمتها من تاريخ وارث جميل من التعاون عبر جمعيات الاحياء الحيرية في المساعدة في الافراح والاتراح وهو بانشاء صندوق خيري خاص بالتعليم في كل حارة اوحي.
الاهداف
١- المساعدة في تحسين بيئات مدارس الحي او الحارة والسعي نحو التميز والجودة
٢- تحفيز المعلمين ماديا ومعنويا
٣- مساعدة الطلاب الفقراء
٤- تحفيز الطلاب المتميزين ماديا ومعنويا
الموارد
١- مساهمة شهرية يلتزم بها اعضاء الحي المقيمين وكذلك الذين يقيمون بخارج البلاد
٢- الاستثمار في المشاريع الصغيره كالاشراف علي كافتيريات المدارس بالحي وكذلك انشاء مكتبات صغيره داخل المدارس للمستلزمات المدرسيه وحتي اقامة معارض للزي المدرسي بالاحياء وذلك بتوعية اهل الحي ان ماينفقونه تعود ارباحه لابناءهم عن طريق تطوير مدارس احيائهم
٣- اذا امكن ان ينشئ كل حي موقع الكتروني له او من خلال مواقع مديتنه التي ينتمي اليها ونشر مشروعاته واهدافه والاعلام اداة مهمه في هذا العصر
اخيرا اخي د. معز عمر بخيت ارجو ان لا يفهم ان تترك الحكومة في دعم تعليمها لكن هي فكرة لحث المجتمع في تنظيم وتجميع جهوده لمساعدة صغاره الزغب وذلك بتحسين حواضن العلم الحكومية العامة لتواكب العصر والذي يسمي بعصر الكفاءة وهي نتاج التعليم الجيد والسلام .
اخوك
عاطف يحي العجيل
مدخل للخروج:
إني لا أملك أقداري لا أملكُ في شمسك ظلُ.. لكني أملك احساساً عذباً كالورد به طلُ.. وجهي من بعدك مهتريء من رمل جفائك يغتسلُ.. بسمائك قد أزف فراقٌ قد عشت بحسه أنفعلُ.. ودماء فارقها الوله وديار ليست تكتملُ.. لن أطرق الاّك نهاراً إن عشش في سقفي ليلُ.. وأنا متكيءٌ في صمتٍ أتعلم سجعك أرتجلُ.. الّمني هجرك في بلد يقصدها الصمت ولا مَلَلُ.. الآن سأختم كلماتي لا أسفٌ يبدو لا خجلُ.. هذي الأيام سأدفنها لكن بالذكرى أحتفِلُ.

معز البحرين
عكس الريح
[email]moizbakhiet@yahoo.com[/email]

Exit mobile version