العـزابــة فــي رمـضان .. خـلـيـك فـي البـيـت!

قبل لحظات من الإفطار وأنأ أقف أمام دكان طارق بالحي كان كل من مصعب ومرتضى عضوا بيت العزابة يزاحمان سكان الحي الواقفون أمام بوابة الدكان للحصول على الفول والطعمية للإفطار فنادى ياسر الذي كان يقف بالقرب مني موجهًا كلامه إلى «صاحب الدكان» يا طارق مشي العزابة ديل قبل الفول دا ما ينتهي لو انتهي ما ح يفطروا ويجيبوا لينا الذنب، فرد مرتضى والله يا ياسر نحن فطورنا أقوى من فطورك وأتحداك «أرح» أفطر معانا فقاطعهم العم محمد علي انتو يا أولادي نحن مش رسلنا ليكم وقلنا ليكم جيبو معاكم إخوانكم وتعالوا أفطروا معانا إنتو بخلاء ولا شنو نحن جيران حتى في رمضان ما دايرين تمشوا على الناس، فردّ محمد لا والله يا حاج بنجيكم والأيام جاية كثيرة ورمضان لسة بس الليلة معانا ضيوف غير أن تبريراته لم تكن مقنعة للعم محمد علي لأن نفوسهم لا ترضى لهم أن يعاني هؤلاء العزابة في شهر الرحمة والمغفرة.
وعندما سألت مرتضى لماذا لاتذهبون إلى الإفطار في الشارع العام مع سكان الحي وفيما تعتمدون على فطوركم وعشاكم في بيت العزابة قال إن كثيرًا من العزابة تحب أن تعتمد على نفسها وتتحاشى الذهاب إلى أماكن الإفطارات الجماعية مع أسر الحي، ولكن هناك البعض منهم يذهب الى تجمعات الإفطارات الجماعية في الميادين والأحياء ويضيف مصعب هذا نوع من الكرم وعلاقة أهل الحي بالعزابة في الشهر جميلة ويحرصون على قدوم العزابة للإفطار معهم ويؤكد أن العزابة يعانون في شهر رمضان كثيرًا في عمليات تحضير الطعام والعصائر فكما رأيت نقوم بتجهيز الفول من الدكان، ونكون قبلها جهزنا البلح والعصائر ونكتفي بوجبتي الفطور والعشاء الذي يكون الساعة الثانية صباحًا.. مرات نجيب عشاء من المطعم ومرات نظبط حلة العدس أو الدمعة في البيت الفول والطعمية كفاية علينا في الفطور وشهر رمضان يمثل لنا راحة في الجيب والجسد حيث يقل فيه الصرف والجهد البدني.

كتب: عبد الرحمن صالح
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version