طبقاً لما ورد في البيان الذي أصدرته (سوداتل) أمس فإن الاجتماع الثاني لمجلس الإدارة يوم أمس تم فيه استعراض أداء المجموعة بكل شركاتها، وأشاد الاجتماع بالتطور الذي حدث في النصف الأول من العام الحالي حيث بلغ صافي الأرباح مبلغ 32 مليون دولار مقارنة بمبلغ 21 مليون دولار لنفس الفترة من العام الماضى بنسبة زيادة بلغت 15%.
طلب إعفاء
بعد إجازة الاجتماع لتقرير الأداء بإجماع أعضائه تقدم الرئيس التنفيذي للمجموعة المهندس عماد الدين حسين بطلب لإعفائه من مهامه كرئيس تنفيذي للمجموعة، وتداول المجلس طلب الرئيس في جلسة مغلقة أشادوا فيها بأداء الرئيس التنفيذي للمجموعة في الفترة الماضية وبدوره الفعال في تأسيس ونهضة قطاع الاتصالات في السودان بداية من إنشاء سوداتل مروراً بتأسيس شركة موبيتل (زين حاليا) ثم الاستثمارات الخارجية الناجحة في غرب أفريقيا التي كان له أيضاً فيها دوراً كبيراً.
تكليف مؤقت
انتهت مداولات الاجتماع المغلق لمجلس الإدارة بمطالبته لحسين بالاستمرار في منصبه مكلفاً لحين اختيار رئيس تنفيذي جديد لمجموعة سوداتل، وحسب المعلومات التي توفرت لـ(السوداني) فإن هذه الفترة ستكون لحوالي شهر، في وقت ذكرت فيه مصادر أخرى أن الرجل أوضح خلال تقديمه لطلب إعفائه بقبول استقالته بعد “رضاه عن كل ما قدمه طيلة السنوات الماضية من جهود لتطوير الشركة”.
اختيار التوقيت
من النقاط التي استوقفت المراقبين خلال العامين الماضيين أن الانتقادات التي طالت أداء (سوداتل) جاء على خلاف المعتاد والذي يندر فيه توجيه انتقادات لشركات الاتصالات العاملة في السودان في الأجهزة الإعلامية.
يرى عدد من المراقبين أن اختيار حسين لتوقيت الاستقالة استصحب انتقادات سابقة طالت (سوداتل) وأداءها خلال فترة إدارته بما في ذلك ما تردد عن تدهور الوضع المالي للشركة وتعرضها لخسائر خلال السنوات الماضية، حيث جاء اختيار التوقيت الحالي عقب الاجتماع الثاني لمجلس الإدارة وارتفاع نسبة أرباح الشركة بنسبة 15% عن ذات الفترة في العام الماضي، فالرسالة واضحة أن حسين غادر موقعه ناجحاً ولم يشع لخارجه مطوقاً بالفشل.
محاولة توظيف
لعل ذات الجزئية السابقة سعى البعض لتوظيفها لإقناع حسين بالتراجع عن قراره بالاستقالة ومغادرة موقعه في هذا التوقيت وعلى أقل تقدير الاستمرار لنصف عام ريثما يتم الفراغ من تنفيذ عدد من الخطط الخاصة التي وضعتها الشركة، لكن هذا الأمر لم يسهم في تغيير معطيات الأوضاع وبدا واضحاً أن جميع المعطيات باتت تشير بجلاء أن حسين عازم على إنهاء المهمة والتنحي عن موقعه كرئيس تنفيذي لمجموعة سوداتل.
في مجابهة الصعوبات
تأسست شركة (سوداتل) في سبتمبر عام 1993م على انقاض الهيئة القومية للمواصلات السلكية اللاسلكية التي تمت خصخصتها وتمتلك حكومة السودانية حوالي 26% من أسهمها فيما تتوزع بقية أسهمها على عدد من المساهمين أبرزهم شركة الاتصالات الإمارتية، اتصالات قطر (كيوتيل)، بنك الاستثمار المالي، بنك دبي الإسلامي، الشركة العربية للاستثمار وحسين صالح العامودي. وقدر رأس مال الشركة في نهاية العام 2004م بحوالي 204 مليون دولار موزعة على 46.2 مليون سهم.
تولت (سوداتل) مهمة تحسين شبكة الاتصال الهاتفي في البلاد في ظل فترة اقتصادية عصيبة عقب فرض الولايات المتحدة الامريكية لعقوبات اقتصادية على السودان في تسعينيات القرن الماضي، وأسهمت في تأسيس أول شركة للهاتف المحمول بالسودان تحت مسمى (موباتيل) قبل أن تبيع حصتها فيها لشريكها فيها الشركة الوطنية الكويتية وقامت بعدها بإطلاق خدمة (سوداني) ليرتفع عدد الشركات المقدمة لخدمات الهاتف الجوال وقتها لثلاثة بجانب (موباتيل) و(اريبا) واللتين دخلتا في اندماجات ضمن مجموعات أكبر لتصبح الأولى (زين) والثانية (ام تي أن).
الطريق إلى سوداتل
رغم شح المعلومات المتاحة والمتوفرة عن الرئيس التنفيذي المستقيل- لشركة سوادتل للاتصالات المهندس عماد الدين حسين فإن المعلومات التي توفرت لـ(السوداني) تشير إلى أنه من خريجي جامعة الخرطوم ونشط عقب تخرجه في العمل بالمؤسسات التنظيمية الطلابية للحركة الإسلامية بجانب إسهامه في العمل الدعوي ثم التحق لاحقاً في جهاز الأمن والمخابرات، كما نشط مؤخراً في مساعي لم شمل الإسلاميين.
تقرير: لينا يعقوب
صحيفة السوداني