علي الجابر أنت الظافر

[ALIGN=CENTER] علي الجابر أنت الظافر [/ALIGN][/COLOR] [JUSTIFY]وسقط فارسنا علي حسن الجابر، ضحية كمين جبان غادر، دبّره من يحسب نفسه قادرا على حجب قرص الشمس، بكفه الراجفة الرعديدة الفاقدة الحس، استشهد الجابر على أعتاب بنغازي، التي انتصرت على المتجبر الغازي، الذي سرق السلطة في ذات يوم أغبر، قبل اكثر من اربعين سنة في الفاتح من سبتمبر، لم يكن الجابر يحمل قلما أو رصاصا، بل مسلحا بكاميرا عزلاء ولكن »بصاصة«، وهذا ما أزعج زعيم المغول والتتر، الذي ساءه أن يبُص العالم الخارجي على أفعاله التي تخالف فطرة البشر، والكاميرا لا تنقل إلا الحقيقة، وهو ما لم يعجب ما يريد ان يبقي على شعبه عبيدا رقيقا.

استشهد الجابر ليلحق بإذن الله بركب الصديقين، بينما ينزلق قاتله الى أسفل سافلين، تطارده اللعنات كما هتلر وموسوليني وستالين، وأبو لهب وحمالة الحطب وبقية الملاعين. اختار فرسان قناة الجزيرة وعر الدروب، لتوصيل الحقائق الى كل الشعوب، رابطوا في ميدان التحرير في القاهرة، وثبتوا فيه إلى أن صارت الثورة الشعبية ظافرة، وقبلها تعرضوا في تونس للملاحقة والعنف، وكل صنوف العدوان والحيف، وبقيت الجزيرة وهرب زين العابدين، بعد انتصار التوانسة على المتغطرسين المتجبرين، وفي صنعاء يهاجم البلطجية مكتب الجزيرة، لأن تغطيتهم الاحتجاجات الشعبية في نظر السلطة جريرة، وقدمنا اكثر من شهيد في بغداد، لأننا كشفنا ما صنع بها الحدّاد، ومنّا من عانى في غوانتنامو الأهوال، ليعترف بأنه كان طرفا في النزال، واعترف بأنه كان مسلحا بكاميرا، بينما أرادوه أن يقول إنه كان في جند طالبان أميرا.

يا حكامنا البواسل، الصمود في الكراسي لا يكون بالراجمات والقنابل، بل باحترام حق الشعوب وتدارك ما بسلطانكم من عيوب وثقوب، ويا قذاف الدم، سنظل نعريك بالكلمة والقلم، دمر مدن ليبيا بيتا بيتا وزنقة وزنقة، ولكن ذلك لن يخرجك من الزنقة، قتلت علي الجابر، فكنت الخاسر وهو الظافر، سمت روحه عندما سقط جسمه، وخلّد اسمه حتى لو فني رسمه، سيذكره التاريخ كبطل للحرية، ويذكرك كقاتل سيئ السيرة والنية والطويّة: يا علي المُعلَّى.. يا رحاب المودة يا طفل الفضاء الرحيب.. ويا تاجنا قد تجلى/ يا علي المعلى / هل يفتديك دعاء المريديـــــــن قد زاحموا بعضهم حول نعشك حين أصبح بهو المطار مصلى؟ تحتويك المدينة (بنغازي) تلك التي لم تغادرها طائعا/ انت غادرتـها حينما سادها البطش فجا قبيحا، واستباها العساكر. حينما حَكَم البطش كنت الهتــــــاف/ داعيا للتماسك/ مستنفرا قدرة البهجة العارمة رافضا سطوة السلطة الظالمة.

اننى اجلس الان فى مرقص يحتويك، ولا يحتويك انهم يرقصون ولا يرقصون، جمعوا حول نعشك ما قد تبقى من بساتينــــــــهم من زهور الربيع ومضوا يصعدون انهم يقصدون مقامك ذاك الرفيـع انهم عاشقون كما كنت دوما استهاموا بسيرتك العبقريـة كيف تجمع بين البساطة والعمق.. كيف تجمع بين البساطة والعمق حقا؟ كيف تجمع فى ألفة بين هذا وذاك؟ اتمازحنا بمماتــك منسحبا هكذا دونما ومضة مـن وداع… يا علي المعلى… هل تحيط المقابر بالبحر يركض منتعشــا ناشرا فى فضاء البلاد الجريحة أشرعـــة ناسجا فوق كل الضفاف خميلــــــــــة؟ هل يحيط الضريح بما فيك من لهـــــــــف للحياة الجمية؟[/JUSTIFY]

[Email] jafabbas19@gmail.com [/Email]
Exit mobile version