[ALIGN=CENTER]خليك قلوي [/ALIGN][/COLOR]
قديماً كنا نسمع أن أقرب طرق وصولنا معشر النساء إلى قلوب وعقول الرجال هي «طرائق المعدة» وكنا نضحك على ما تنطوي عليه الفكرة ولكن الآن العلم يعضد الدعوة إلى ذلك ويرسخها فالمعلومات تثبت أن الرجل الذي تتغذي معدته بمعدلات قلوية عالية هو الرجل الهادئ التصرف الرزين الذي يستطيع أن يجافي الغضب.. بينما الرجل الذي تلج معدته معدلات عالية من الحموضة يصبح غاضباً وتضيق أخلاقه وتعاملاته واتضح أن ذلك يتأثر بمكونات الغذاء الذي يعتمد على الأس الهيدروجيني أو درجة الحموضة أو ما يعرف بالقوة الهيدروجينية التي يستشف عنها بالسوائل الجسمية إذا ما كانت ذات (اس هيدروجيني) أقل من (7) فهو دليل حموضة وأن كانت أكثر فإن الحالة قلوية تؤدي للوصول لدرجة مقبولة من مؤشرات الصحة.. المعروف أن حموضة الألبان تعتمد على مقدار حامض اللاكتيك الذي يتأتى من مكونات محددة داخل اللبن وأيضاً درجات حموضة اللحوم مرتفعة نسبياً لذا نجد التناول العالي لمعدلات الأغذية الحمضية يؤثر على أعضاء الجسم بصورة سالبة.. والأصل أن الدم أكبر محلول منظم بميلانه نحو الجانب القلوي وان اي زيادة أو نقصان في توزان حموضة الدم فسيلوجية خطيرة فان كان (الأس الهديروجيني) الحمض زائداً يؤدي إلى حالات القرح خاصة قرحة المعدة وتتأثر الغدة الدرقية التي لها آثار على تنظيم الهضم وبعيداً عن المعلومات المتخصصة فإن السلوك الغذائي للفرد أو الجماعة يؤثر على اعتدال الصحة لأن الثقافة الغذائية مازالت في كثير من الدول تعتمد على السلوك التراكمي غير الممنهج المعتمد على توارث الممارسات غير الصحيحة مائة بالمائة.. والأصل أن السلوك الإنساني عموماً يعكس الوجدان المعرفي التراكمي للخبرات الحياتية وسلوكنا الغذائي في السودان في جوانب كثيرة يبنى عل ثقافة الكم على حساب الكيف ومعظم اهتمام الأسر يتوجه للجوانب المظهرية أكثر من جوهر قيمة الغذاء . قد يقول قائل الظروف الاقتصادية هي التي تتحكم في شراء مكونات الغذاء.. وبالتالي الثقافة الغذائية تصبح رهينة الوضع الاقتصادي.. فإن كانت مقدراتك تعضد توفير الموارد ذات الأس الهيدرجيني القلوي فانك بلا شك تزيد من معدلات شراء الفواكه والخضر وتنتهج نهج غذائي (قلوي).. وان كانت ظروفك الاقتصادية تدعم تناولك للمواد غذائية ذات الأس الهيدروجيني الحمضي وتكثر من شراء اللحوم والخبز والسكر فإنه بلاشك ستقع فريسة لخلل في توازن الجسم وكثير من الأمراض المتعلقة بشرايين القلب وخفض معدلات الأوكسجين في الخلايا واختلالات الوزن والتأثير على جهاز المناعة.. والراجح أن قليلاً من المحسنات والقلويات في المأكولات والمشروبات يمكنها أن تجنب البدن ضعف الطاقة وهشاشة العظام وضيق الخلق..
وهنا يدور في مخيالاتنا الجمعية هل حالات الوهن والكسل العام الشائع عن العامل السوداني مردها المطلق لزيادة حمضيه أم ان عوامل أخرى زاوجت بين (الأس الهيدوجين) والأوضاع الأخرى.. إذن نحن الآن في مرحلة المطالبة المشروعة بقلوية الوطن.. السودان من قمته إلى قاعدته.. مؤتمر وطني وحركة شعبية والأحزاب العتيقة والجديدة.
آخرالكلام:- مطلبي الشخصي الآن أن يكون كل من حولي (قلوياً) خاصة في نطاق العمل والاحتكاك المباشر.. أما على مستوى محرابي الخاص فإنني سأحرص علي أن يكون وسطي قلوياً خالصاً لعل وعسى ارتقي سلوكاً وذوقاً.. وأهمس في إذن الآخر «خليك قلوي».
(ودمتم
سياج – اخر لحظة – 20/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email