(كل الناس سواسية.. كلهم ملوك وكلهم بسطاء).. المناصب والألقاب، كثيراً ما ترسم صورة في الأذهان، ليست هي تماماً صورة حامليها. و(جهاز التسجيل)، يجعل الونسة تلبس ربطة عنق. أزحناه تماماً، وجلسنا مع صلاح ود عائشة بت عثمان محمد الماحي، صلاح عبدالله محمد محمد صالح في نهار رمضاني، وكانت هذه الدردشة.
٭ بتغني في الحمام؟
– مرة.. مرة.
٭ استمعت إلى نجاة غرزة؟
– لا.
٭ لو خيرت بين أغنية لعائشة الفلاتية وأغنية لباسكال مشعلاني، تختار إيه؟
– عائشة الفلاتية طبعاً.
٭ فنانك المفضل؟
– إبراهيم الكاشف.
٭ وفي الطمبور؟
– محمد كرم الله، ومحمد النصري.
٭ بتستمع لمنو بانتظام غير الكاشف؟
– اللي بقلدوا الكاشف.
٭ أحب الأغنيات؟
– رحلة بين طيات السحاب… وحدنا أنت وأنا وحدنا أنت وأنا ويا بختنا ومين زينا
(إسترسل في الأغنية) فاضطررت أن أسأله:
٭ مين زيكم؟
– ما في زول (وهو يضحك).
٭ سعادتك دخلت البيزنيس مؤخراً، ومع ذلك واضح أنها (كبرت) معاك؟
– البيزنيس ما قروش وبس. البيزنيس رؤى وأفكار، وعلاقات ودراسات علمية ومعرفة.
بالمناسبة، ليس في أحلامي أو نيتي أن أكون (غنيان).
٭ أول مرة قابلت فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير؟
– بعد الإنقاذ.
٭ آخر مرة قابلت الدكتور حسن عبد الله الترابي؟
– في مناسبة عامة، مناسبة زواج.
٭ في رأيك الإنقاذ اتغيرت؟
– كثير
٭ مفاوضات أديس تراوح مكانها؟
– انعدام الثقة بين الطرفين.
٭ كيف يمكن بناء هذه الثقة؟
– بالبدء بالأسهل فالسهل في الملفات، ومن ثم الولوج إلى القضايا الشائكة.
٭ الأفضل معالجة القضايا ملفاً ملفاً، أم جمع الملفات؟
– من الخطأ أن تتمسك بملف واحد.
٭ دولة الجنوب؟
– خرجت من رحم السودان، فهي وليد شرعي، مطلوب مننا أبوة تجاهها، ومطلوب منها براً بالوالدين. وده ما حصل، لا مننا لا منهم.
٭ هل في تقديرك يمكن للدولتين أن تتعايشا؟
– وليه لا.. يتعايشان وفق تبادل مصالح وبعيداً عن المزايدة والمكابرة.
٭ المزايدة والمكابرة من منو؟
– من الحزبين الحاكمين في البلدين.
٭ تقصد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية؟
– نعم.
٭ طلعتَ مظاهرة؟
– كتير، مظاهرات شعبان اللي كان بطلعها منو.
٭ كنت بتهتف؟
– هتفت، وسرقت البونبان من البوليس، ومرة قبضنا واحد من المتعاملين مع جهاز الأمن.
٭ يا راجل.. قبضتوا اللي بتعامل مع جهاز الأمن؟
– أيوه.
٭ طيب إحساسك شنو، ورجال الأمن يتصدون للمظاهرات؟
– أنا قادر أعرف، أستطيع تقييم هذه الحساسية، وعارف أنو الناس بتقول عن ناس الأمن شنو.
٭ بقولوا شنو؟
– بقولوا ديل أولاد حرام وأولاد…
٭ يا راجل؟
– والله.
٭ من وين ليك الكلام ده؟
– مرة كنت في مهمة رسمية، وكان علىّ أن أتعامل مع المهربين، أذكر مرة وأنا سايق العربية معاهم، كانوا بيقولوا ليّ، لا.. ما تمشي بالشارع ده، أعمل حسابك، أولاد الحرام وأولاد الـ ….. حيلاقونا.
٭ كيف دخلت الحركة الإسلامية؟
– دخلت الحركة الإسلامية (رجالة).
٭ رجالة؟
– أيوه رجالة.
٭ أشرح لي؟
– كنا ساكنين في ديم كوريا، وكان عندي صديق اسمه (سيف الدين ) من ناس الاتجاه الإسلامي بيقرأ معاي في مدرسة البحر الأحمر الثانوية، وكان عنده جريدة حائطية بيعلقها في المدرسة، مرة علقها، فتصدى له الزميل عبد اللطيف من الجبهة الديمقراطية، و(شرطها)، أنا ما كنت بقرأ هذه الجريدة ولا حاجة، لكن الموقف استفزاني، فدخلت في (شكلة) مع عبد اللطيف. نحن كنا (خارجيين)، لكننا كنا نأتي إلى الداخلية مساء، وأنا كنت رئيس جمعية الموسيقى والمسرح، في المساء وأنا راجع للمدرسة، كنت متحسب ومستعد لشكلة جديدة، وبالفعل حصل نقاش، في النقاش قالوا لي: أنت ذاتك دخلك إيه؟ ديل ناس الاتجاه الإسلامي، قلت ليهم: من الليلة أنا معاهم.
٭ ومن ديك وعيك؟
– من ديك وعييييك.
٭ إنت من الشمالية اللي وداك بورتسودان شنو؟
– التراكوما.
٭ بمعنى؟
– أصبت في صغري بـ تراكوما في العين، العلاج في الشمالية ما كان متوفر، جاء خالي من بورتسودان واصطحبني معه للعلاج.
٭ درست مراحلك التعليمية فيها؟
– نعم.. الإبتدائي في الضاحية والعام في بوارث والعالي في البحر الأحمر.
٭ عرفت لهجات الشرق؟
– أعرف لهجة الهدندوة والبني عامر.
٭ يعني بقيت شرقاوي؟
– الشرق جميل.
٭ دبايوا….
– ايتنينا
٭ كيتيوا
– كوتيبان
٭ سلام للبني عامر يا بلويت
– اكوبام
٭ شربت البن؟
٭ يا سلام.. فنجان جبنة بشمالو يسوي الدنيا بي مالو.
٭ فنجان جبنة وسيجارة؟
– أيوه.
٭ بتدخن من متين؟
– منذ الثانوي العام.. كنا أنا وابن عمي محمد صالح (مهندس الآن) نذهب إلى عم خليفة في قراشه جوار نادي حي العرب، نشرب جبنة، و(نخمس) سيجارة.
٭ لا تزال تدخّن؟
– نعم
٭ محتفظ بعلاقات من ذاك الزمان؟
– كيف.. عندي صديق من أولاد الهدندوة من زمن كنا في ديم عرب، أبوه كان مدير سجن سواكن، كنا نقضي خميس وجمعة في بيته، وخميس وجمعة في بيتنا. مرة مشيت بورتسودان في مهمة، خرجت بمفردي، وذهبت إليه في سواكن، الغريبة ما عرفني. ورفضت أعرفه بنفسي بعد رجعت الخرطوم رسلت ليهو رسالة، إتأثر شديد، وجاءني في الخرطوم.
٭ بتقرأ؟
– كتير.
٭ كتاب له تأثير في حياتك؟
– الإنسان ذلك المجهول.
٭ قريت لمنو مثلاً؟
– قريت لمصطفى محمود، ومحمود محمد طه، وكل ما كتب محمد حسنين هيكل، ومنصور خالد، بالإضافة إلى سيد قطب، والكتب المترجمة ودواوين الشعر.
٭ بمناسبة الشعر، كانت لك علاقة خاصة بالشاعر الراحل (حميد)؟
– أنا أحب الشعر العامي جداً، وهذا ما ربطني بحميد.
٭ الآن مهتم بشنو من الكتابات؟
– مهتم بالسياسة والاستراتيجية.
٭ شنو اللي قوّى علاقتك بالكتاب؟
– أنا من جيل، كان الكتاب همه، كنا نبحث عن المعرفة بشدة في بطون الكتب.
٭ لدي من المعلومات ما يفيد أن علاقتك بالكتاب قوت أكثر؟
– حقيقة وأنا نائب للمدير العام لجهاز الأمن القومي والمخابرات أحسست أنه لزاماً علىّ أن أطور نفسي، تحديداً على مستوى اللغات، فوضعت لنفسي برنامجاً صارماً، كان من بينه الإطلاع باللغتين العربية والإنجليزية، فعكفت على كتب الجاحظ، وابن المقفع، ودواوين الشعر العربي، وشكسبير، وشارلز ديكنز وبرنارد شو وغيرهم.. وطدت علاقاتي مع القنوات التي تُبث بالإنجليزية.
٭ زي شنو؟
– الـ سي. ان. انC.N.N مثلاً. الـ سي. ان. ان (دي) زي الـ سي. اي. ايه C.I.A.؟
– (ضحك).
٭ سعادتك في طيارة خاصة شالتك من الخرطوم لواشنطن؟
– ومالو.
٭ خلينا من الكلام ده.. حصل سطحت في القطر؟
– كتير.
٭ حصل ركبت كرسي نص؟!
– ركبت كرسي نص من هنا لمدني.
٭ حصل دخلت دار الرياضة؟
– كتير.
٭ حصل هتفت: التحكيم فاشل؟
– لا.. هتفت: فوق فوق.. مريخنا فوق.
٭ يعني مريخابي؟
– طبعاً.
٭ وفي بورتسودان كنت بتشجع شنو؟
– حي العرب.
٭ بتأكل فول؟
– يا سلام على الفول بالجبنة.
٭ الجبنة بتبوظ الفول؟
– القال كده.. ما بيعرف يصلح فول.
٭ بتأكل شطة؟
– أيوه.
٭ رأيك شنو في المشكلة الاقتصادية؟
– إذا إنصلح حال السياسة إنصلح حال الاقتصاد.
٭ أحب الوجبات اليك في رمضان؟
– اللقمة بالتقلية.
٭ عملتو (شرموط) لرمضان، أم اكتفيتم باللحم المفروم؟
– اكتفينا باللحم المفروم.
٭ البيت فيهو حبل تشروا فيهو (الشرموط)؟
– حبل الغسيل موجود.
٭ دخلت المطبخ؟
– كتير.
٭ ليه؟
– يا أخي، أنا بجيء متأخر جداً، بدخل المطبخ، وبعمل لي حاجة أتعشى بها.
٭ بتحلف بالطلاق؟
– ما بحلف.. لا بالطلاق ولا بغير الطلاق.
٭ بتلعب كوتشينة؟
– في سوداني ما بيلعب كوتشينة.
٭ بتلعب شنو؟
– كونكان ووست وهارت.
٭ الأحب اليك؟
– (الحريق).
٭ حريف وست؟
– وبدي (اسنا).
٭ بطلِّع دامة السودة في الديسكارد؟
– لا.. بحتفظ بيها.
٭ ولو ما عندك؟
– بزكُها.
٭ ده لعب حاقدين؟
– ده لعب حرفاء.
٭ يا سعادتك.. كيف تنظر إلى الربيع العربي؟
– غضب شعوب مقهورة.
٭ يعني ما صنيعة استخباراتية؟
– ممكن تستغلو.
٭ الحوار مع القوى السياسية في الداخل؟
– مهم.
٭ ليه؟
– لتعزيز الاستقرار السياسي.
٭ وما الذي يشل الاستقرار السياسي؟
– الاستقطاب.
٭ بتتعامل مع التقنية الحديثة؟
– لازم.. وإلا حتكون برة الشبكة.
٭ عندك صفحة في الفيس بوك؟
– نعم.. وبتواصل.
٭ رأيك شنو في الجيل الجديد؟
– مستقبله واعد، وفيه خير كثير.
٭ بتذاكر مع أولادك؟
– ذاكرت مع الكبار، الآن – والحمد لله – الكبار بقوا يذاكروا مع الصغار.
٭ بتزعل سريع؟
– لا.
٭ ما بتسامح؟
– بسامح.
٭ لكن بعد سل روح؟
– حسب نوع الغلط.
٭ أنت شرس؟
– مين قال؟
– ما عارف؟
– يا أخي.. السيف في محل السيف والندى في محل الندى.
٭ يعني شنو؟
– لكل حالة لبوسها، يعني دايرني وأنا في خط النار وفي مجابهة مع عدو، وما أكون شرس؟
٭ صحي كنت عارف نقد مختبيء وين؟
– أيوه.
٭ وما قبضتو؟
– نعم.
٭ ليه؟
– لتقديرات.
٭ طيب ليه في الآخر، ظهرت انت ومحمد عطا؟
– لكسر أسطورة العمل السري في المخابئ.
بتجيك نكات في الموبايل؟
– لا.
٭ حصل لبست شارلستون؟
– لا.
٭ خلطت في الجامعة؟
– الخلط ده كنا بنعتبره بتاع أولاد الخرطوم، نحن جايين من الأقاليم، والهندسة ذاتا ما فيها بنات.
٭ نزلت في دائرة مروي، المخالفون لك في الرأي صوتوا معك؟
– دي حقيقة.
٭ حُباً في الخدمات؟
– تقديم الخدمة واجب.
٭ أنت متهم أنك استخدمت الخدمات للكسب السياسي؟
– هذا غير صحيح.. أنا قدمت خدمات في ولاية الجزيرة، وفي دارفور، وفي شرق السودان، وفي دار مسيرية مع الأخ حسن صباحي، ولك أن تتأكد من الآبار والحفائر وإنارة القرى، في مناطق مختلفة.
يعني أنا كنت ناوي أنزل في كل هذه الدوائر.
٭ إذن نقدر نقول (لكلٍ من اسمه نصيب)؟
– ….. (صمت).
٭ ارتباطك بمسقط رأسك نوري، جاء متأخراً؟
– الظروف، زي ما قلت ليك، قريت في بورتسودان، كنت أذهب في الإجازات، العمل العام أيضاً سبب، وبعد الإنقاذ قلت الزيارات، الآن العلاقة كويسة.
٭ في جامعة الخرطوم: ليه هندسة ما طب؟
– أنا كنت في المساق العلمي رياضيات اديشينال
ADDITIONAL
٭ وليه اديشينال؟
– حبي للرياضيات منذ الصغر، أستاذ عمر ماس (MATH) حببها لينا أكثر في الثانوي.
بالمناسبة الأستاذ عمر ماس، مرة سألوه اسمك بالكامل منو؟ قال: عمر ماسمتكس (MATHMATICS) اللي بدرسو رياضيات اديشينال كانت مجموعة محدودة، وده فيه تميز، وأنا برضو بحب التميز.
٭ بعد التخرج اشتغلت شنو؟
– ما اشتغلت كنت متفرغ سياسياً.
٭ كنت تحلم تشتغل شنو وأنت صغير؟
– مهندس مدني.
٭ يعني ما ضابط؟
– أيوه.
٭ كنت بتحس بشنو وأنت تشوف الضباط ماشين أو تسمع مارش عسكري أو..؟
– ما كانت تعني لي شيئاً، أنا كنت عايز أبقى مهندس.
٭ في الثانوي كنت في الكديت؟
– لا.. أنا من الثانوي العام دخلت الكشافة.
٭ دخلت الجهاز برتبة شنو؟
– برتبة رائد.
٭ اجتزت المسافة من رائد إلى فريق أول في فترة قياسية؟
– نعم، ولكن لك أن تنظر إلى حجم العمل الذي أنجزته، المسؤوليات التي كنت أتحملها.
٭ دخلت الجهاز بواسطة؟
– عمري، ما دخلت حتة بواسطة.
٭ ليه دخلت الجهاز؟
– الالتزام التنظيمي.
٭ بمعنى؟
– أنا كنت في الجامعة مسؤول عن الأمن والمعلومات وعملت في الأجهزة الخاصة للحزب.
٭ حاجة كنت ناوي تعملها في الجهاز وما عملتها؟
٭ كنت ناوي أعمل شق مدني بجانب الشق العسكري.
٭ ليه؟
– عمل الأمن بمعناه الشامل يتطلب ذلك، ورجل الأمن ما لازم يكون عسكري.
٭ أنت واللواء حسب الله: ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة؟
– لا..
٭ كيف؟
– أنا وحسب الله بنختلف في أشياء كثيرة.
٭ زي شنو؟
– باختصار ممكن تقول حسب الله (منظراتي)، وأنا (براغماتي).. بس بنكمل بعض.
٭ وأنت مدير عام للجهاز كنت معنياً بماذا؟
– بتغيير صورة الجهاز في أذهان المواطنين،
٭ وعملت شنو؟
– التغيير ما بالتمني، عشان تغير لا بد من تغيير في الروح الـ (SPIRIT)، ونوعية البشر الـ Quality
اتجهنا نحو (الشطار) والمتفوقين… وأولاد الأسر، اللي كانت ما بتخش الأمن، ورفعنا المرتبات، بقي الفرق بين بعض ضباط الصف والضباط، في التكليف، ما في القروش، فتحنا مكاتب للاستقبال والعلاقات العامة ، انفتحنا على المجتمع، وصار ضابط الأمن محاسب متى ما اشتغل غلط، أو إستغل السلطة. عملنا كثير.
٭ جهاز الأمن تطور شديد قياساً بالاقليم؟
صح.
٭ بتحلم بالمستقبل؟
ـ شديد.
٭ بكره أحلى؟
ـ نعم
٭ تصوم وتفطر على خير
ـ آمين.
حوار: حسن البطري
صحيفة الصحافة