خدمت قناة العربية ضمن وسائط الإعلام التي تمولها وزارة الخارجية الأمريكية وجهاز المخابرات الأمريكية (C.I.A) وهي قناة الحرة وراديو سوا ومجموعة قنوات (MBC 1.2.3) وهي قنوات يملكها أحد رجال الأعمال السعوديين، تعمل باقة الإعلام الممولة أمريكياً وفى مقدمتها بالطبع قناة الحرة في الترويج للقيم الأمريكية في المنطقة من خلال تقديم النموذج الأمريكي في الحكم والإدارة وهي طريقة الطعام واللباس للمشاهد العربي ومحاولة إقناعه بالقيم الغربية والأمريكية على وجه الخصوص من خلال الطرق المتواصل عبر البرامج الحوارية والوثائقية وتقديم إنتقادات لأوضاع حقوق الإنسان والمرأة في المنطقة العربية وتسليط الضوء على أنظمة الحكم والتعليم السائدة في المنطقة ومضاهاتها بالنموذج الغربي الإنفتاحي في مقابل خدمة الأجندة الأمريكية تدافع القناة عن واقع الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ويرى مراقبون أن القناة استطاعت نيل تقديرات جيدة في تقارير المخابرات الإسرائيلية والأمريكية التي تروج لمصالح الطرفين في المنطقة وقد جرى الخط التحريري للقناة خاصة فيما يتعلق بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي بتقديم شهداء الغارات في قطاع غزة ومناطق السلطة الفلسطينية كقتلى.
ويشير عبد الرحمن الراشد ويطرق الرجل ضمن مشهد الإعلام العربي كواحد من أكثر الإعلاميين العرب إرتباطاً بالدوائر الإسرائيلية والأمريكية، يرى عبد الرحمن أن مهمة القناة فيما يتعلق بقضية شهداء الحرب والغارات الإسرائيلية بأن القناة لا تمنح المقاتلين أو القتلى من الشهداء في الجانب الفلسطيني الشهادة لأن ذلك شأن رباني لذلك لا تمانع القناة في وصفهم بالقتلى كما جرت العادة في التوصيف في باقة القنوات التي تخدم الخط الأمريكي والإسرائيلي على السواء في المنطقة.
لقد نالت القناة إستحسان وقبول دوائر المخابرات والحكومات في إسرائيل وأمريكا ففي تقرير قدم مؤخراً لدوائر الإدارة الأمريكية وضعت العربية بالأكثر تمثيلاً ومقدرة على التأثير على المشاهد العربي وخدمة الأجندة الأمريكية في منطقة الخليج وبرغم أن العربية تحاول تقليد قناة الجزيرة التي تستحوذ على أكبر نسبة مشاهدة في المنطقة إلا أن الهدف الأساسي ليس منافسة قناة الجزيرة وإنما خدمة الإدارة الأمريكية في فرض ثقافتها في المنطقة وقد حققت القناة نسبة مشاهدة فوق المتوسط ضمن القنوات الناطقة بالعربية والتي تعنى بأخبار وشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشير مراقبون إلى أن تأثير القناة بدا واضحاً خلال الحرب الأمريكية على العراق وما ترتب عليها من نتائج خطيرة على مستقبل الدولة العراقية ما بعد مرحلة الإحتلال فبعكس ما تصوره القناة عن عراق الحرية والتبادل السلمي للسلطة عن طريق الإنتخابات التي شهدتها العراق لأول مرة بعد الإحتلال غير أن هناك ما لم تنقله القناة عن واقع التشرذم الطائفي والإنقسام المذهبي والقتال الأهلي بين الطوائف وضياع هيبة السلطة والقانون والقتل المجاني اليومي في أرض العراق ما بعد الإحتلال.
لقناة العربية عداء حاد ومواقف متطرفة ضد السودان فخلال السنوات الأخيرة تصدرت القناة قائمة أكثر الوسائط الإعلامية في الشرق الأوسط عداءً بحسب مراقبين لنظام الحكم في السودان وقد تصدرت القناة بتقارير مفبركة عن الأوضاع الإنسانية في دارفور وأيدت افتراءات المحكمة الجنائية الدولية وإجراءاتها ضد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، وبالطبع ساندت القناة توجهات الإدارة الأمريكية في تشديد الحصار على السودان وتشويه صورة البلاد إعلامياً بالتعرض السالب لمسائل الحريات العامة والحريات الصحفية على وجه الخصوص وحقوق الإنسان في مناطق النزاعات المسلحة كدارفور ومناطق التماس وأبيي وكثيراً ماصورت القناة الأوضاع في السودان كأنها قد انهارت أو قابلة للانهيار في أي لحظة من خلال محاولة خلق فرقعة الربيع العربي في السودان بتصوير المظاهرات المحدودة في بعض مناطق العاصمة كأنها مقدمات للربيع العربي بما يعني ضمنياً نهاية نظام الحكم في الخرطوم الذي امتد حكمه لأكثر من عشرين عاماً.
لقد كان آخر مشهد من مشاهد العداء السافر لقناة العربية ضد السودان بثها لمعلومات مغلوطة عن نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه تدعي فيها أن مواطني مدينة كوستي التي تتوسط ولاية النيل الأبيض قد تحرشت بموكبه مما دعا مرافقيه إلى سحبه وتشكيل حماية له من أيدي الجماهير الثائرة على حسب الإدعاءات الكاذبة للقناة.
ويرى مراقبون أن نشر معلومات كاذبة عن زيارة لنائب الرئيس لم تكن ضمن برامجه أمر بالغ الخطورة بالرسالة الإعلامية ومصداقية القناة على المدى البعيد واعتبر المراقبون أن القناة بترصدها المستمر للسودان قد فقدت مشاهديها بالسودان كما فقدتهم على المستوى العربي بمساندتها للتوجهات الأمريكية في الشرق الأوسط.
تقرير(smc.sd)