فقر الجيوب يحكم قبضته على المائدة الرمضانية و جشع بعض التجار يفاقم المشكلة

[JUSTIFY] تعتبر المائدة السودانية احدى ابرز علامات ومميزات شهر رمضان المبارك اذ تكسبه نكهة خاصة، ومع اختلاف طرق الطهي وتنوعها والتفنن بأساليب التقديم، تظل المائدة السودانية غنية جدا ،فربات البيوت ينشطن في المطبخ، حيث التنويع والابتكار في المائدة التي يستغرق اعدادها وقتاً طويلاً لتأتي متنوعة مفيدة وصحية وسريعة واذا اراد البعض ان يقف في شئ من تفاصيل ومكونات المائدة السودانية نجدها تحتوي على عدد من العصائر وعلى رأسها الليمون والحلومر والعرديب والقضيم والتبلدي اضافة الى البليلة التي تعد من العدس والحمص والذرة ، وهنالك سلطة الروب اضافة الى عصيدة الذرة والدخن والقراصة وبرغم ان معظم اهل السودان ظلوا يقبعون في دائرة الفقر الا ان حالتهم في رمضان تتغير نحو الافضل حتى لا يصدق المرؤ ان تلك المائدة التي يراها في رمضان خرجت من منزل موغل في الفقر .. هكذا كان الحال في الاعوام السابقة .

موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي شهدتها الاسواق جاءت فوق طاقة الغالبية الغالبة من اهل السودان واحدثت تغييرا واضحا في نمط الغذاء تماشيا مع موجة الغلاء التى اجتاحت الاسواق وطال الامر مائدة رمضان فتقلصت اطباق المائدة الرمضانية السودانية وتراجعت كميات العصائر حتى صارت عنصرا واحدا او اثنين واختفت اللحوم واتجهت ربات البيوت الى الاكثار من المرق و الآخر لجأ الى اعداد اكلات اخرى كما اختفت السلطات وباتت الطماطم كالعنقاء .

«الصحافة» التقت عدداً من المواطنين الذين اجمعوا على تأثر الموائد الرمضانية بالارتفاعات التى طالت كلاً من الخضر واللحوم والمواد الغذائية الاخرى من سكر وزيت ولبن وغيره
واشار المواطن محمد الشلبي الى ان رفع اسعار السلع والخدمات في شهر رمضان يزيد من عجز موازنات الأسر التي تعاني بطبيعة الحال من ضائقة مالية جراء تواضع رواتبها ما يحرمها من تناول إفطار هانئ ويعيق تلبية الالتزامات الشهرية المعتادة، ماضيا الى ان كثيراً من الاسر قلصت من عدد الاطباق في الموائد الرمضانية نسبة لارتفاع الاسعار حتى اصبح اعداد مائدة غنية بالمواد حلماً لا يستطيع تحقيقه الا الميسورين والبيت الذي به اكثر من موظف .
تقول زينب تاج السر إنّ الأسعار ارتفعت بالمقارنة مع الموسم الرمضاني الماضي بشكل كبير و أنّ هذا أثر كثيراً في رفاهية المائدة الرمضانية واضطرت بعضها للاستغناء عن كثير من الاطباق خاصة الاكلات المكلفة فكانت ربه الاسرة تتفنن في اخراج موائد الى الشارع من الفطائر وانواع الشوربة والفواكه والاكلات الدسمة ، وألمحت زينب الى أنّ ان بعض الاسر قللت من دعوة الاقرباء الى الافطار وذلك للحالة الاقتصادية العامة مشيرة الى ان اسرتها كانت تعد مائدتين يخرج بها الى الشارع ولكن هذا العام تقلصت الى مائدة واحدة نسبة للظروف الاقتصادية .
(سعر الكيلو الواحد من الدواجن يبلغ اليوم 28 جنيها وكان سعره امس الاول 25 جنيها ناهيك عن ارتفاع اسعار اللحوم بكافة انواعها) بهذا الحديث ابتدرت ابتسام هادي حديثها للصحافة ماضية الى أن ارتفاع أسعار لحوم الدواجن ربما يكون مرتبطا بأسعار اللحوم الحمراء، التي وصلت إلى أسعار قياسية اذ يتجاوز سعر كيلو العجالى 40جنيها والضأن 45 جنيها ، لذلك تعد ربه البيت اطباقاً بسيطة في مكوناتها وغير مرتفعة مثل السلطات بانواعها والمكرونة والفول والطعمية اما حلة الملاح فنعدها مرتين في الاسبوع ، لتصمت بره وتقول (الحله بصل ولحمة والاثنين غاليين نعمل شنو ).
(الجشع الكبير من بعض التجار والذي قصم ظهور المواطنين بدرجة لم تعد تحتمل) هكذا بدأت فوزية نبيل حديثها ماضية الى ان ربة المنزل تحتار يوميا في كيفية تدبير مواد الطبيخ من لحمة وبصل وزيت وغيره مشيره الى انها وجيرانها عادوا الى الفول والطعمية والسلطة في وجبتى الافطار والسحور وذلك لارتفاع اسعار اللحوم مطالبة بضرورة أن تقوم الجهات المسئولة بمراقبة الأسعار ورصد أية سلعة ارتفع سعرها وإيقاع العقوبات المشددة على هؤلاء التجار الذين لم نسمع بقيامهم بتقديم أية خدمات خيرية للمجتمع في الوقت الذي كونوا ثرواتهم من خيرات هذا البلد الكريم. [/JUSTIFY]

تقرير: الخرطوم : ولاء جعفر
الصحافة

Exit mobile version