* الاستقالة الفورية كانت هى أقل ما يجب ان يفعله وزيرالخارجية لتصحيح الخطأ القاتل الذى ارتكبته وزارته فى حق عشرات الالاف من السودانيين المقيمين فى ليبيا الذين بدأوا فى ارسال إشارات الاستغاثة عبر أجهزة الاعلام العربية التى تحظى بمشاهدة الملايين مثل( الجزيرة والعربية) عن تعرضهم لهجمات شرسة من الجماهير الليبية الغاضبة ويستجدون السلطات السودانية بسرعة إجلائهم من ليبييا .. !!
* غير ان السيد وزير الخارجية لم يستقل، ولم يفعل شيئا لتصحيح التصريحات الخاطئة لناطقه الرسمى، بل آثر الصمت تماما، وكأن كل شئ على ما يرام بالنسبة للسودانيين المقيمين فى ليبيا، رغم كل الصيحات ونداءات الاستغاثة التى يطلقونها وهى تبين مدى المخاطر التى يتعرضون لها وتؤكد الخطأ الذى ارتكبه الناطق الرسمى لوزارة الخارجية بتصريحاته الرعناء وتقدح فى عدم قيام حكومتهم بما يلزم لإجلائهم من ليبيا كما تفعل كل الدول التى تحرص على إجلاء مواطنيها رغم انهم ليسوا طرفا فى ما يحدث هناك، دعك من مواطنين وضعتهم تصريحات غير مسؤولة فى مواجهة صعبة أمام الجماهير الليبية الثائرة..!!
* وليت الأمر اقتصر على صمت وزير الخارحية، بل لا يزال نفس الناطق الرسمى الذى أدلى بتلك التصريحات الرعناء يمارس عمله فى حرية كاملة، ويدلى بالتصريحات الخاصة بأحوال السودانيين فى ليبيا وكأنه لم يفعل شيئا يلام عليه، بينما كان من الواجب ان يلقى الحساب المناسب، أو على الأقل ان يبعد من الواجهة أو من المنصب الحساس ولو بشكل مؤقت، ان لم يكن هو المسؤول عن تلك التصريحات، وأن تبحث الوزارة بشكل جدى عن وسيلة مناسبة لتصحيح الخطأ البشع الذى ارتكبته او ارتكبه ناطقها الرسمى حتى لا تسوء أحوال السودانيين فى ليبيا أكثر مما هى عليه الآن، والأهم من ذلك .. أن تسعى لإجلائهم من هناك على وجه السرعة مهما كلف ذلك من مال او معاناة .. أما ان تظل الأمور على ما هى عليه، فانها كارثة كبرى وجريمة لا تغتفر ..!!
مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]