وأكد رئيس الجمهورية، لدى مخاطبته اليوم قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا، رفض السودان النيل من جهود ومصداقية المؤسسات الإفريقية والتي هي خط الدفاع الأول للتأكيد على استقلالية وجدارة إفريقيا.
وقال سيادته ” لعلكم قد تابعتم الأحداث المؤسفة هذا العام المتمثلة في قيام قوات جنوب السودان باحتلال ارض سودانية هي هجليج وما صاحب ذلك من تدمير للبنى التحتية فيها ومنشآت النفط وانابيب نقله ” مبينا أن تضمين منطقة هجليج ومناطق أخرى في عمق الحدود السودانية في الخريطة الرسمية التي اصدرتها حكومة الجنوب يشكل مصدرا للقلق العميق من استمرار التوتر واستمرار العدوان والتهديد باستعمال القوة.
وقال إنه من المؤسف أن حكومة الجنوب تستغل الآن ما ورد في خارطة الطريق وفي قرار مجلس الأمن 2046 حول المناطق المدعاة لتعميق الخلاف مما يشكل تحديا إضافيا يتوجب على الإتحاد الأفريقي وأجهزته والمجتمع الدولي مواجهته ورأب الصدع ونزع فتيل الأزمة.
واضاف البشير ” نحن من جانبنا نملك الوثائق والأدلة التي يزيد عمرها عن عشرات العقود عن مناطق تتبع في حقيقتها لجمهورية السودان، ونحن اذ نفعل ذلك فإننا ندلل على حرصنا على علاقات متجزرة مع اشقائنا في جنوب السودان ” داعيا الإتحاد الإفريقي الى أن ينهض بما يليه من مسؤولية على أساس متين من الحياد والموضوعية مبينا أن هذه المسؤولية تقع أيضا على الأمم المتحدة والشركاء الدوليين.
واكد البشير التزام السودان بوقف العدائيات وبما ورد في وثيقتي خارطة الطريق للإتحاد الافريقي وقرار مجلس الأمن من التزامات في المجال الأمني ” فضلا عن التزامنا بحسن النية والتفاوض ” مشيرا الى أن حكومة السودان شاركت بوفود على مستوى رفيع في كل جولات التفاوض التي بدأت في 29 مايو 2012 وفي كل لجان وآليات التفاوض بدءا بالفريق القيادي للمفاوضات ومرورا باللجنة السياسية الأمنية المشتركة واللجنة الإشرافية لأبيي ولجنة الحدود.
واوضح رئيس الجمهورية أن ما توصل إليه وفدا التفاوض في البلدين يصلح لإرساء نهج إستراتيجي يحكم العملية التفاوضية ويتجاوز بها الإطار الضيق من إزالة التوتر إلى افق التعاون الإيجابي الكامل، داعيا إلى استمرار مجلس السلم والأمن الإفريقي في تقديم المساعدة للدول الإفريقية حتى يتحقق الاستقرار والتعايش السلمي بين كافة دول القارة.