وكان جنوب السودان قد أعلن انفصاله عن السودان في 9 يوليو/تموز العام الماضي بعد أن صوت غالبية سكانه على خيار الانفصال في استفتاء شعبي أقيم في 9 يناير/كانون الثاني من العام نفسه.
ومع مرور العام الأول على انفصال الجنوب يسود نوع من القلق على مستقبل الدولة التي تعاني حاليا ضائقة اقتصادية خانقة قد تدفع بها إلى المجهول في ظل انعدام موارد اقتصادية أخرى مع اعتمادها على البترول في الموازنة العامة، فضلا عن مخاوف متعددة من تفاقم الأوضاع الصحية والبنى التحتية وقطاع التعليم. وبينما ترى مجموعات أخرى أن الحكومة فشلت في تلبية رغبات شعبها، يقول آخرون إن ما يهمهم هو أن دولتهم أكملت عامها الأول رغم كل التحديات.
يقول جون واني -وهو خريج يبحث عن عمل- “إن تجربة عام من الاستقلال لم تحقق لهم سوى قتل قناعاتهم في وطن تتحسن فيه خدمات التعليم وإعمار المستشفيات وتوظيف الخريجين، إلا أن كل هذا كان مجرد سراب”.
ويضيف جون واني للجزيرة نت أن الحكومة تتحدث عن قائمة مطولة من المسؤولين الفاسدين اختلسوا أكثر من أربعة مليارات دولار، ولكن حتى الآن لم يحاسبوا، وأشار إلى أن ثقافة الانفلات من العقاب تسود في تعاملات الحكومة، و”أنا لا أتوقع منها أن تقدم شيئا لمواطنيها”.
وكانت منظمات دولية قد حذرت قبل أشهر من نذر فجوة غذائية في مناطق متعددة بجنوب السودان، وأكدت المنظمات أن نحو 1.5 مليون من سكان الدولة الوليدة في حاجة ماسة للغذاء، وطالبت بعثة الأمم المتحدة في جوبا الحكومة باتخاذ تدابير صارمة ضد أفراد في الجيش النظامي متهمين بالقيام بعمليات اغتصاب ضد النساء في منطقة جونقلي.
رائحة الفساد
من جانبها ترى المديرة التنفيذية لمنظمة “صوت للتغيير” لونا جيمس إيليا إن الواقع الذي أسفر عنه الإعلان الرسمي للتاسع من يوليو/تموز الماضي لم يكن ملبيا لتوقعات الجميع، وإن الرئيس سلفاكير لم يف بوعد قطعه أمام الجميع بشأن خدمات التنمية.
وأشارت لونا جيمس في حديثها للجزيرة نت إلى أن العدد الكبير لوزراء الحكومة كانت خصما على نوع الخدمات الحيوية للمواطنين، وزادت قائلة “نريد مياها نقية وأدوية وغذاء ومستشفيات”.
ويقول الكاتب الصحفي إبراهام مرياك ما تحقق للذين صوتوا لخيار الانفصال هو الوطن، ولكنه أشار أثناء حديثه للجزيرة نت إلى أن الحكومة لم تحقق التطلعات والآمال المتوقعة.
وأضاف “عبرت السنة الأولى للاستقلال وتحطمت آمال الكثيرين في محطات عديدة، لكن كان النجاح الأكبر رغم فشل الدولة هو تحقيق طموح الأغلبية من شعبها في اختيار الوطن”.
ولفت إبراهام إلى أن العام الأول من عمر الدولة اكتمل ولا تزال روائح الفساد نتنة، وموت الآلاف في جونقلي وصمة سوداء في جبين الكل.
أما عضو تحالف منظمات جنوب السودان المدني برجوك مدواك فيؤكد أنهم طوال فترة عام من الاستقلال دشنوا عملا مشتركا مع كل منظمات المجتمع المدني يهدف إلى لعب أدوار متعددة للضغط على الحكومة من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان في الدولة.
وأضاف برجوك للجزيرة نت أن هناك شكاوى تردهم من مواطنين بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان، ودعا إلى عدم التستر على المجرمين وتدعيم ثقافة عدم الإفلات من العقاب توطيدا للعدالة الاجتماعية بين الجميع.
وكان مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير دعا جنوب السودان إلى وضع حد للاعتقالات التعسفية واتخاذ خطوات سريعة من أجل معاقبة المسؤولين عن التجاوزات التي يرتكبها عناصر من قوات الأمن.[/JUSTIFY]
الجزيرة نت