نور ابن الذبيحين

B][ALIGN=CENTER]نور ابن الذبيحين [/ALIGN][/B]

ابن الذبيحين.. الذبيح الناجي والده عبد الله.. وجده وجد العرب الأكبر إسماعيل.. نجاهما الله من أجل أن يعم النور أرجاء الدنيا يهديها الكون سراً من آسراره.. ونجا عبد الله بن عبد المطلب من الذبح وتزوج آمنة بنت وهب.. التي سطّر لها القدر أن تكون أرملة وهي ما زالت عروس ولكنها عندما تحرك في أحشائها أنساها ألم الفراق المر لوالده وحانت ساعة الميلاد.. والجو تعبق نسماته اللطيفة ومكة يعم أهلها ذلك اليوم الفرح، وبعيداً تنطفيء نار فارس وتسقط شارفات قصر ملكهم «كسرى»، وتأكد بلا مجال للشك أن موعد ميلاد إنسان استثنائي قد آتى وجده وأمه يريان النور يطوف ويعم الدنيا.. ويخرج محمد من بطن أمه رافعاً سبابته إلى السماء.. وجده يهتف «محمد.. محمد.. حتى يحمده أهل السماء والأرض» وقد كان.. وهو المحمود والمحبوب المصطفى من العالمين.. وهو طفل تحيطه البركة، وحليمة السعدية مرضعته القادمة من بادية بني سعد.. تتحرك هرموناتها ببركة هذا اليتيم الطيب فتمتلئ قنوات ثدييها فيشرب لبناً مبروكاً ويشرب ابنها ويعم البادية بقدومه مطر الخير فيتيقن هؤلاء أن الصغير له أمر مختلف وشأن عظيم.. وجاءت ساعة إعادته من البادية إلى أهله.. وجاءت به حليمة لتعيده.. لأمه «التي تعلم تماماً أن في البادية ما يقويه على الاحتمال وتعلم البيان والبلاغة».. وحليمة تكاد تعيده لأمه إلا أن الدموع تهزمها والحزن يغلبها ويملؤها وتتوسل لآمنة بنت وهب أن تتركه لها عاماً آخر فهي تخشى عليه المرض في مكة.. فتعود به حليمة ليرتع ويلعب هناك.. وتقع له حادثة شق الصدر فتخشى عليه حليمة وتعيده إلى أمه والحزن يعتصر البادية وقلبها.. والأقدار تعده لأمر جلل.. ومحمد ينشأ منذ الصغر صادقاً وأميناً يكبر على هذه الصفات التي تهبه إلى المستقبل وهو يتذوق اليتم من موت والده ووالدته وجده.. و.. و.. ليرعى الغنم ويساعد عمه أبا طالب الذي كان يحبه حباً يفوق حب الوالد لأولاده.. وفي رعيه للغنم ما يعلمه على رعايتها وحمايتها وحفظها من أن تضل الطريق.. وتمضي به الأيام وأحداثها إلى أن يحمل أعباء الرسالة وهو الأقدر على رعايتها وحمايتها وحفظها فقد فطمته وأرضعته على تحمل الأمانة..

آخر الكلام: بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. فما أحوجنا لصبرك واحتمالك.. لنواصل مسيرة النور الذي وهبتنا أياه وإن تقطعت بنا الأسباب وناوشتنا الأيام في مكامن الإدارة والعزيمة.. فتتجدد فينا البواعث بذكرى كفاحك الإنساني الفريد الواسع العريض.. «فسلام سلام على قبرك النور».. ودامت ذكراك ودمتم..

سياج – آخر لحظة – 16/2/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version