* لقد رأينا احتجاجات شعبية عمت بعض البلاد العربية فى الايام الماضية مثل الجزائر واليمن والاردن والسودان، رافعة مطالب مشابهة للمطالب التى رفعها الشعبان التونسى والمصرى، وكان رد الفعل إزاء بعضها ايجابيا من الانظمة الحاكمة، ففى الاردن أقال الملك عبدالله الحكومة السابقة استجابة لمطالب المتظاهرين وكلف حكومة جديدة، وفى اليمن أعلن الرئيس على عبدالله صالح عن عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة بعد انتهاء فترته الحالية، بل ذهب الى أبعد من ذلك وأعلن صرف النظر عن تعديل الدستور الذى كان الحزب الحاكم يزمع القيام به من خلال البرلمان فى الاسابيع القادمة ليسمح بتعدد فترات الرئاسة، أما فى السودان والجزائر فلقد كان تعامل الحكومة أمنيا بحتا حتى الان !!
* يتضح من ذلك أن العدوى بدأت تنتقل الى أماكن أخرى، بل انتقلت بالفعل، ولكنها لا تزال فى حالة كمون أو حالة إحماء ( بلغة الرياضة ) انتظارا لما ستسفر عنه الثورة المصرية التى تجتذب اهتمام كل أجهزة الاعلام العربية والعالمية وأنظار الرأى العام والجماهير فى كل انحاء العالم ولا تعطى لغيرها من الاحتجاجات الصغيرة أو الكبيرة التى تحدث فى مكان آخر فرصة للتوسع والانتشار عندما تجد المساندة الاعلامية واهتمام الرأى العام ..!!
* الآن وصلت الثورة المصرية الى نهايتها تقريبا بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم وتولى الجيش مقاليد السلطة فى البلاد لأرساء دعائم حكم جديد يقوم على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وهو عمل سيأخذ بعض الوقت، ومن البديهى أن يعود المتظاهرون الى ممارسة حياتهم العادية ويعم الهدوء وتنصرف أجهزة الاعلام وأنظار الناس عن مصر، وبالتالى يصبح المناخ مهيئا للثورات الكامنة فى أماكن أخرى للانطلاق لتحقيق أهداف مماثلة للاهداف التى حققتها الثورتان التونسية ثم المصرية .. أقول ذلك اعتمادا على ما ذكرته أعلاه من تشابه الظروف و(قاعدة) أو ( قانون) انتقال العدوى، أو نظرية ( الدومينو) كما يسميها البعض ..!!
* والسؤال الذى يطرح نفسه هنا .. هل تستبق الانظمة الحاكمة ثورة الجماهير وتجرى اصلاحات حقيقية تقود الى امتصاص الغضب الكامن فى النفوس .. أم تقع فى نفس الأخطاء التى وقع فيها النظامان التونسى والمصرى وقادتهما الى حتفيهما ؟!
مناظير – زهير السراج
drzoheirali@yahoo.com