د. محيي الدين تيتاوي : هذه ليست انبراشة ولكن الحق يعلو ولا يُعلى عليه ولعن الله الشيطان
ذكرني الابن المسلمي الكباشي في رسالة قصيرة على هاتفي بنتيجة الامتحان التمهيدي للماجستير عام 1993 كلية الإعلام جامعة أمدرمان الإسلامية مع أنني لم انسها، وأتذكرها جيداً وأنا كنت قد تركت رئاسة مجلس الإدارة ورئاسة التحرير لصحيفة الإنقاذ الوطني آنذاك غاضباً على زملاء كنت أُعزهم واحترمهم قاموا بعمل غير أخلاقي تجاهي.. وأتذكر أنني توجهت بعد الاستقالة للزراعة.. فأنا مزارع ابن مزارع ابن مزارع حتى الجد المائة إن صح هذا التعبير.. والزراعة تجري في دمي، ومنظر شجرة نخيل شامخة تكاد تبلغ عنان السماء.. هو المنظر المثالي الذي لا تخطئه عيني أينما كنت.. في تلك الفترة وأنا مصاب بجراحات من الزملاء تقدمت بطلبين أحدهما لمعهد الجمارك لدراسة قانون الجمارك والمقررات الأخرى لأتأهل وأنال شهادة مساعد تخليص، ثم امتحان آخر لشهادة تخليص، ومن ذات الفترة كنت أدرس في تمهيدي الماجستير.. ولم أوفق في اجتياز الامتحان في ذلك العام بسبب تزامن الامتحانين، وكان تركيزي على امتحان الجمارك ولكنني لم أيأس فامتحنت السنة التالية ونجحت ولله الحمد، وفي ذات السنة طلب إليّ السيد الشريف بدر أن أصدر له صحيفة الشمالية عندما كانت نهر النيل والشمالية ولاية واحدة.. وفي ذات السنة وجدني الشيخ الجليل أحمد علي الإمام في مكتب متابعة الشمالية فسألني ماذا تفعل الآن فأجبته بأنني اقرأ تمهيدي الماجستير.. فضحك وقال لي تعال لجامعة القرآن واسرد للطلبة والطالبات تجربتك الصحفية، وجرى تعييني بدرجة أستاذ مساعد بهيئة التدريس.
فإذا كنت قد تحاملت على ابننا المسلمي في خضم دفاعي عن اتحاد الصحفيين الذي تسعى بعض القوى لتبخيس إنجازاته غيرة وحقداً فإنني بكل شجاعة أعرب له عن اعتذاري الكامل رغم أنني لم أكن أقصد الطعن في كفاءته وإنما أردت أن أعبِّر عن ضرورة التدقيق في الأخبار خاصة أن ما يسمى بشبكة الصحفيين هو محاولة للخروج عن الشرعية وإقامة أجسام موازية لا يحكمها قانون ولم ينتخبها صحفي وإنما هم مجموعات متطرفة تدّعي الدفاع عن الحريات بينما الاتحاد لديه ملف كامل عن كل الحملات التي قادها بالطرق القانونية ومع المنظمات الدولية والإقليمية دون ضجيج أو شوفونية.. وقد ملكنا جميع المنظمات الحقوقية الموضوعية كاتحاد الصحفيين العرب والدولي والإفريقي وأمين الحريات الصحفية وواجهة الاتحاد في ذلك الزميل مكي المغربي وهو معروف بكفاءته المهنية في هذا الجانب من قضية الحريات.
وأعود إلى موضوع المسلمي وأنا أعرف قدراته فهو خريج الجامعة الإسلامية وانتخبه الطلاب رئيساً للاتحاد وعمل في العديد من المواقع قبل أن يحتل موقعه في قناة الجزيرة مديراً لمكتبها بالسودان.. وهذا مما لا شك يثبت قدراته وكفاءته التي لم أكن أقصد حقيقة التشكيك فيها في سياق مقالي، فله العتبى حتى يرضى.. وله مني التحية والاحترام وهذه ليست انبراشة كما قد يفسر البعض فأنا لا انبرش إطلاقاً ولكن الحق يعلو ولا يُعلى عليه ولعن الله الشيطان.. والرجوع إلى الحق فضيلة.. ونسأل الله العافية.