بين البوبار وإخفاء الأحزان نظارات الفنانين .. (المقابر) بلون داكن.!

يقال إن الشاعر ادريس جماع عندما كان طريح الفراش بإحدى المستشفيات، دخلت إليه ممرضة، فكان ينظر الى عينيها نظرات متكررة, مما جعلها ترتدي نظارة سوادء في زيارته الثانية، وكان الهدف من هذه النظارة إخفاء ملامحها، فقال لها ادريس جماع: (والسيف في غمده لا تخشى بواتره … وسيف عينيك في الحالين بتار).. وكثيرة هي القصائد والأغاني التي تحدثت عن النظارة ومنها: ( داري عيونك بالنضارة.. يا اجمل ضيف جانا زيارة)، ويوصف الشخص الذي يلبس النضارة السوداء بأنه شخص يكتنفه الغموض، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت النظارة السوداء كثيرة الوجود عند مجموعة من الفنانين والفنانات، وهم يرتدونها في المقابر في تشييع زملائهم في الوسط الفني، استطلعت (السوداني) عددا من الفنانين والفنانات عن لبس النضارة في المقابر.. وتساءلت: هل هي لعدم معرفة شخصية الذي يرتديها أم أنه نوع من التقليد للنجوم العالميين ليس إلا؟
إخفاء حزن:
تقول الفنانة ندى القلعة (للسوداني) إن النظارة السوداء في المقابر الهدف منها إخفاء الحزن الذي يخيم علينا في تلك اللحظة، وان ارتداء النظارة في المقابر يقينا من أسئلة الكثير من الحاضرين بالمقابر لا سيما عندما يتوفى شخص في الوسط الفني، مما يجعل كثيرا من محبي الغناء في المقابر، وهذا قد يجعل بعض الحاضرين بالمقابر يخرج خارج الموقف وقد يسألك داخل المقابر اسئلة ليس لديها اجابة في هذا المكان مثل (جديدك شنو؟).. وتضيف ندى: (انا عندما لبست النظارة السوداء في كثير من المقابر كنت اهدف لإخفاء حزني وتفادي أسئلة كثيرة من بعض الناس).
ماعرفتو والله:
وفي ذات السياق يقول الفنان عبد الكريم ابو طالب (للسوداني) ان ارتداء النظارة السوداء في المقابر ظاهرة اصبحت تتزايد في هذا العام تحديداً، نسبة لفقدنا هذا العام كثيرا من الشخصيات الفنية، ويضيف: (عندما كنت ارتدي النظارة في وفاة زميلنا نادر خضر كان هدفي منها اخفاء حزني وان اختفي من نظرات بعض المشيعين لأن المقابر تجمع كثيرا من الناس، ومنهم من يسألك عن اشياء ليس لديها داع والمقابر لديها (لبس معين) والغريب في الامر في تشييع نادر كان الفنان حسين شندي يجاورني في المقابر ولم اتعرف عليه طيلة الفترة التي كنت فيها في المقابر، ولم اتعرف عليه الا بعد ان سلم احد الحاضرين عليه باسمه، مما ما جعلني ألتفت خلفي واذا بحسين شندي يرتدي ملابس لم يكن يلبسها وهي عبارة عن (عمة كبيرة تخفي ملامح وجهه) وهذا شيء جميل لأن الكل يأتي في المقابر ليس لأنه فنان ولكن لأنه يريد ان يعزي في شخص عزيز عليه ليس إلا.

صحيفة السوداني
الخرطوم: يوسف دوكة

Exit mobile version