سؤال وجهناه للقيادي بحزب الأمة القيادة الجماعية الدكتور الأمين عبدالقادر عن الأسباب التي تقف وراء ميل أحزاب سياسية لاتباع مواقف ازدواجية تشرك أفراداً في الحكومة وتبقي آخرين ضمن صفوف المعارضة، أعتبر الدكتور الأمين عبدالقادر أن ذلك لا يعد عملاً سياسياً مقبولاً، لأنه بعيد عن الشفافية والوضوح، وقال إن الازدواجية في المعايير مدعاة لعدم احترام سياسات الحزب ولن توصل السودان إلى بر الأمان.
مضيفاً أنه لا يستقيم الحال والوضع داخل الحزب طالما أن (رجل في البر وأخرى في البحر)، واستنكر هذه السياسة في حال عقد بعض التحالفات، كما اعتبر دكتور الأمين عبد القادر أن الشخصيات السياسية التي تستخدم لحسابات ازدواجية قد يسهل اختراقها، داعياً إلى ضرورة الاحتراز الأمني، مطالباً الأحزاب السياسية بالتشبت بالقيم الإسلامية والتفريق بين ما يخدم السودان وما لا يخدمه، مؤكداً على أن العملية الوطنية واضحة، وافتتح حديثه قائلاً إن ما نراه على الخارطة السياسية السودانية هو أن الحزب ينقسم إلى حزبين، واحد يسجل في كاودا والأخير يدخل القصر، أو يقود المعارضة.
تتعدد الأسباب والهدف واحد، وكل حزب يرى عبر برامجه المختلفة أنه أحق بالريادة والقيادة ولا يجد بداً أو مانعاً في سلك أي طريق أقرب وأقصر لمبتغاه، طالما أنه يتحرك في أجواء سياسية ديمقراطية ولا يمكن أن ينكر بحسب مراقبين للشأن السوداني، أن الممارسة السياسية السودانية لو كانت تمارس في تونس أو ليبيا أو سوريا، ما شهدت ثورة أو غليان، كما أنه لا يجدي أصلاً الإذعان لأصوات تنادي بالنزول إلى الشارع دون أن تدرك مآلات دعواتها في وقت ظلت الحكومة تمد يدها لكل من أراد للسودان خيراً، أو على الأقل لكل من كان للسودان (الأرض) وفياً وليختلف كيفما شاء مع من يسكن هذه الأرض، ولكن ليتفق الجميع على الحفاظ عليها.
ü وما بين ترقب حذر وتطلعات آخرين يبقى الحال عليه هدوء معتدلا للحراك السياسي واستعداد نفسي متجدد لظهور أحزاب جديدة كما هو ملاحظ في سياق التسجيلات الأخيرة، ويبقى الشارع ذاته الحكم العادل إذا ما تم تحكيمه على القضايا المطروحة وفق رؤية إستراتيجية بدوافع حريصة تتلاقى الأحزاب من خلالها على الكليات التي لا تمثل أي خلاف وتتباين حول الجزئيات، ولا غرابة وفق من يرى أنه لابد من تلك السياسة التي تدفع بالعقيد عبدالرحمن الصادق المهدي مساعداً للرئيس في القصر وتبقي شقيقته مريم الصادق على اتباع نهج والدها في اتقان الحديث المعارض، خصومها يصفونها بالمندفعة دون (فرامل)، وذات المثال ينطبق على الاتحادي الديمقراطي، حيث يتربع جعفر الميرغني على الكرسي الوثير في منصب المساعد لرئيس الجمهورية، بينما الناطق الرسمي باسم الحزب ومرشح الرئاسة السابق حاتم السر ينافح ويكافح ضمن أجندة تشتم منها رائحة الخيانة للأمانة الوطنية، وبحسب معطيات ومؤشرات البحث عن سلامة وأمن السودان لا يستقيم البحث عن استقرار السودان من خارجه، والعاقل من دان نفسه سياسياً وعمل لما بعد انتحار كيانه. وعلى كل حال السودان يسع العقلاء وغيرهم من ممتهني اللعبة السياسية ولا يمانع في زيادة عدد اللاعبين.
[/JUSTIFY]اخر لحظة – تقرير: حالي يحيى