وتواصل محدثتي.. «أنني اليوم أرى جزءً عزيزاً من بلادي يذهب بعيداً ولكني على غير ما يرى البعض أرى أن عقلية الإنسان الجنوبي قادرة على إنجاز وتحقيق دولة معقولة الوجود رغم صعوبة ذلك لما يواجه إنشاء دولة وليدة في عصور التحديات.. ربما اعتمدت في ذلك على تلك الصورة الزاهية لذلك النموذج الإنساني الجنوبي…».
لم أملك إلا أن أقول «أتمنى أن تكون الدولة المنشطرة… شقيقة وصديقة» عوامل كثيرة رغم هيمنة أجندات السياسة إلا أن الدولة الحديثة الأكثر قرباً وتفاؤلاً منا ورغماً عن بعض الانفلاتات والكلمات الجارحة هنا وهناك من شاكلة «العنصرية، والجلابة و… و…» إلا أن هناك تداخلات كثيرة تجعل الصورة تبدو أفضل مما يرى البعض أو يتمنى البعض…
وعادت محدثتي تردد… «بعيداً عن السياسة فالإنسان الجنوبي.. إنسان بسيط مثله مثل كل إنسان ولكنه ظلم من ظروف كثيرة اججت في داخله الكثير من الإحن تجاه كل ماهو شمالي… فقد جعل المستعمر صورة الشمالي عنده على أنه ذلك المستلب القاهر فصار «جلابي» رغم أن الإنسان الشمالي كان دائماً الأكثر قرباً منه في ظل الحروبات والانفلاتات فقد كان أبناء الشمال في الجنوب تجاراً ومعلمين وأطباء و… و… وكانوا محبوبين ولكن عند «فورة» تلك الانحرافات النفسية بسبب الإحن ينقلب الشمالي مجرد «جلابي… مستعمر» إذن صورتنا الشمالية عند هؤلاء تحتاج لزمن طويل للانقلاب من تلك الحالات النفسية المتقلبة» وعندها لا أملك إلاّ أن أدعو معاها… «مبروك لاخوتنا الجنوبيين دولتهم… نتمنى لهم التوفيق ونتمنى لشمالنا كذلك… ومازال الود متواصلاً تجاه أرض الجنوب التي سالت فيها دماء أبنائنا ودماء آبنائهم… وبالتأكيد أرض تخضب بالدماء لابد أن تنبت ولو بعد حين.
آخر الكلام
… مرحباً بدولة الجنوب الشقيقة… ووطننا الثاني… «رغم مرارات دفينة».ودمتم
سياج – آخر لحظة – 2/2/2011
fadwamusa8@hotmail.com