ولا حاجة مع التقنية الجديدة، التي تحمل اسم «آي بوينت بريزينتر iPoint Presenters»، إلى لمس الشاشة أو الإشارة عليها بالليزر أو تحريك الصفحات والصور عليها بواسطة قفاز توم كروز. فالكاميرات المنمنة في الشاشة ـ الكومبيوتر تراقب أصبع المستخدم، تحلل اتجاهه بسرعة تفوق لمح البصر، تقرأ رد فعل بشرة الاصبع، وتختار الأمر الصحيح. واعتبر المعهد التقنية الجديد نهاية نظام الأوامر التقليدي عبر الماوس وقلم الليزر وغيرها. وذكر الباحث بول تشويكي، من قسم تقنية الأخبار، «منحنا الكومبيوتر عيونا» تؤهل المستخدم لاختيار الصفحات وتغيير المعطيات وخزنها وإعادة استخدامها… إلخ دون الحاجة لوسيط مادي. ويمكن لنظام «العيون» الصغيرة أن يتعرف على أكثر من أصبع، وعلى أصابع أكثر من مستخدم مرة واحدة، ويتيح بالتالي استخدام الكومبيوتر من قبل عدة أشخاص في ذات الوقت. وهذا يعني، حسب تشويكي، أن بإمكان المحاضر أن يستدعي صفحة ما ليشرح عليها فيما يستدعي مساعده رسما غرافيكيا توضيحيا.
ويرى معهد فراونهوف أن مثل هذه التقنية ستكون ذات نفع كبير في العمليات الجراحية المعقدة. ويمكن لطبيب باستخدام الكومبيوتر المزود بالعيون لمراقبة الأعضاء الداخلية، أخذ الصور لها، تقليبها دون لمس، وبالتالي تجنب أي مجال للتلوث عن طريق اللمس. ويمكن استخدام التقنية لقراءة بصمات الاصبع على أقفال الابوب الإلكترونية عن بعد دون الحاجة للضغط بالأصبع على الشاشة. كما تؤهل التقنية أجهزة بيع تذاكر النقل، لبيع التذاكر من خلال قراءة بصمة الابهام ودون الحاجة لكتابة رقم سري قد يتلصص عليه المحتالون. ويجنب نظام التحكم بواسطة إشارات الأصبع تلوث شاشات اللمس بالبصمات والدهون والغبار في مصانع الإنتاج والورش. كما أنه يتيح للمصانع ضمان أمن منشآتها من خلال هذا النظام الذي يتيح استخدام بصمتي أصبع شخصين مختلفين لفتح الأبواب للمنشآت السرية والمختبرات والمداخل المهمة. وقدر تشويكي الحاجة إلى سنة أو سنتين، بوجود ممول جيد، لإنضاج النظام وطرحه في السوق.
المصدر :الشرق الاوسط [/ALIGN]