وتتكرر الحكاية في كل عام، فمع بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان المعظم، تعيد كل أسرة سودانية النظر في تدبير ميزانيتها، فتضرب أخماساً في أسداس من أجل مواجهة الأعباء المالية، فتبدأ الميزانية بالسلع والمواد الغذائية، وتنتهي بلوازم العيد من ملبس وملحقاته!! ولا ننسى متطلبات المدارس التي جاءت هذا العام مع اقتراب شهر رمضان «خبطتين بالرأس توجع»، ليصبح الاستعداد لرمضان هماً على اغلب الاسر مع ارتفاع اسعار اغلب المواد التموينية، ومن هذا المنطلق استطلعت «الصحافة» عدداً من المواطنين.
«شهر رمضان لوحده أصبح يحتاج لميزانية خاصة» هكذا ابتدر كمال ابراهيم حديثه لـ «الصحافة» ماضياً الى ان المواطن بات يحتار في كيفية تأمين احتياجاته ومتطلباته خلال هذا الشهر، وهو يعلم أن أمامه أيضاً التزامات ومتطلبات أخرى، ولا خيار امامه سوى الاستدانة والاستغناء عن بعض الاشياء التى يمكن الاستغناء عنها.
ويعتقد أحمد حمدان أن أي خبير اقتصادي لا يمكنه إعداد ميزانية للشهر الكريم في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار واختفاء بعض السلع في السوق على رأسها السكر، مشيراً الى أن ميزانية رمضان تستنزف الجيوب وربما ما تم توفيره طوال العام في ظل النفقات المتزايدة سنوياً وارتفاع اسعار السلع من بلح وسكر ودقيق وزيت وغيرها، وقال إنه يستعد للشهر الفضيل وشراء احتياجاته منذ وقت مبكر، ولكن هذا العام شكلت مستلزمات المدارس عبئاً اضافياً على راتبه الذي عادة ما ينتهي في الأسبوع الأول من الشهر، فيلجأ الى الاستدانة من زملائه وأشقائه رغم صعوبة ذلك في كثير من الأحيان لارتفاع الأسعار على الجميع.
بينما ترى سعاد محمد ربه منزل أن توفير السكر كابوس يؤرق المواطنين كل عام لارتفاع اسعاره بشكل كبير بجانب اختفائه من السوق حتى يصبح عملة نادرة. ومن جهة ثانية قالت أم محمد إنها دخلت في خلافات مع زوجها لإصرارها على عواسة الآبري رغم ارتفاع اسعار مكوناته، مشيرة إلى أن اسرتها لجأت الى الاستغناء عن بعض المواد التى يشترونها ويعدونها كل عام لمواجهة لغلاء وارتفاع الاسعار بجانب قلة الدخل.
وتقول الحاجة عائشة: «أصبحت المعيشة صعبة والناس ما عارفة تعمل شنو ولا شنو»، ماضية إلى أن ميزانية رمضان أصبحت تشكل هماً كبيراً وهاجساً لدى اغلب الاسر، مما دفع البعض الى الاستغناء عن بعض الموروثات من تحضير الابرى بنوعيه الاحمر والابيض والرقاق وغيره، وذلك لارتفاع اسعار المواد.
لتشكل حاجيات المدارس ورمضان وعيد الفطر ثالوثاً يشكل هاجساً وعبئاً على الأسر، فاذا وقع نظرك على رجل او امرأة يسيران وهما يهمهمان او يتحدثان مع الفراغ الذي امامها، فلا تتعجب أو تستغرب!! صحيفة الصحافة