د. معز عمر بخيت : والله ما هرمت خيول كفاحنا ولا هرمنا يا وطن

فجّر الميعاد صبرك يا وطن ..
كان انهزام الحزن فيك جوانحاً ..
للدفع يصقلها الزمن ..
كانت مآثر عشقك ..
المرسوم في صدر المحن ..
سلوى ترم المتعبين بجرحها ..
ومواسماً سكرى بحبك تُؤتمن ..
صلى عليك التوق غيباً ..
والشواهد والدِمَن ..
ماذا أقول لشانقيك ..
وقاتليك وناهبيك تحدياً ..
وأذىً ومَن؟
ماذا ومن تبّت يداه
ومن حداه
ومن سقاه الوجد ظنْ؟
ماذا وسقط القول
يرفل في ديانات الهوى
والدرب يسرح
في متاهات الشجن
أواه يا وجع القبائل في بلادي
يا نذير الشؤم
يا سطح المرايا
في زواياها سكن
البوم والبؤس المرابي
والوجوه المشرئبة
للخروج على كفن
هذا مصيرك أن تُزَف
على جياد الغيم ليلاً
والصباح مكبل في مقلتيك
وكلنا في مد حزنك
يستبد بنا الوهن
حتماً سيدنو العصر يوماً
والضحى من ظل فجرك
سوف يرنو للحياة
وسوف يدفع من أذل الناس
فيك قساوة أغلى ثمن..
وعلى السلام سلامنا
وعليك فيض الصحو خيراً
والجياع المرهقون
على صحارى الإنتظار
يمددون بساطهم نهراً
ببستان النهار
ويرسمون بظلهم
سحب المسار
وليس في نبض الفجيعة
من أسف..
بين انشطارك والأسى
يمتد باب للجوى
زمن يهاجر من جراحك شاحباً
والجوع لا تربت يداه
ولا خريفك قد نزف
مطراً ندياً في ديارك
أو ضياءً مشرقاً في أرضنا
عفواً دلف..
حتى الشتاء وصيفنا وربيعنا
هربت جداول خيرهم حين انكشف
صدر الخديعة بينهم
والحق لا خير بنا
إن لم نقله جسارة
إن جاء عمداً أو بأعتاب الصُدَف..
وأن عهدك في الثلاثين الحزين ببيتنا
في صدر يونيو قد أزف
وقت انعتاق الصحو منه مهابة
فارحل وحيداً في دروب الموت
واهجر دارنا
إن المواقف تًستشَف
من كل أوصال النضال
من المحبة والوصال
وليس من عصب الترف
يا مستجد النعمتين
عليك ما هرِمت خيول كفاحنا
تحيا قتيلاً في اليدين وكفنا
تدعو عليك بدعوتين ومزدلف
نحو السعير يسوق خطوك
حين ترنو كل كف
يا موطني عشق الأصالة
واهب الشمس البهية مشرقين
ولوحة من حسننا ونجيمتين
وغابة الأبنوس
والنيل العظيم ومنعطف
للنور دوماً في صباح يُرتجى
بالخير ينهض ما ترنم أو سجى
موج العطاء سماحة في بهونا
والزيف في حكم المذلة يُكتشف
مهما ابتغيت روافداً لله كانت
لم تكن إلا رياءً خالصاً
ولزينة الأهواء تبحر
في مغبات الشغف
بالله كيف؟
صبر المواعيد المنير
المشرئب بسقفنا
ينساب من خصل النجف؟
قسماً سنهزم جرحنا
في الصمت نجعل كل ميلاد هتف
صوتاً يجدد عهدنا
فمحارنا ما عاد يسكن في الصَدَفْ
إذهب فشعبي باقياً
والحر دين وعده
وادرك بأنا سائرون
إلى زوالك أيها الموعود
بالزحف المؤكد
إنه وعدٌ شرف.
Exit mobile version